القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 17 مايو – ايار 2022 “
الثلاثاء الخامس من زمن القيامة
الأنبا سيرابيون المعترف
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 20-12:1
يا إخوَتي، أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنَّ مَا حَدَثَ لي قَد أَدَّى بِالحَرِيِّ إِلى نَجَاحِ الإِنْجِيل،
حتَّى إِنَّ قُيُودِي مِن أَجْلِ المَسِيحِ صَارَتْ مَشْهُورَةً في دَارِ الوِلايَةِ كُلِّهَا، وفي كُلِّ مَكَانٍ آخَر.
وإِنَّ أَكْثَرَ الإِخْوَةِ قَدْ وَثِقُوا بالرَّبِّ مِن خِلالِ قُيُودِي، فَٱزْدَادُوا جُرْأَةً على النُّطْقِ بِكَلِمَةِ اللهِ بِغَيْرِ خَوْف.
فَٱلبَعْضُ يُبَشِّرُونَ بِالمَسيحِ عَن حَسَدٍ وخِصَام، والبَعضُ بنِيَّةٍ طَيِّبَة.
هؤُلاءِ يُبَشِّرُونَ بِمَحَبَّة، عَالِمِينَ أَنِّي أُقِمْتُ لِلدِّفَاعِ عَنِ الإِنْجِيل،
وأُولئِكَ يُبَشِّرُونَ بِالمَسيحِ عَنْ خِصَامٍ وبِغَيرِ إِخْلاص، وهُم يَظُنُّونَ أَنَّهُم يَزِيدُونَ قُيُودِي ضِيقًا.
فمَا هَمَّنِي؟ حَسْبِي أَنَّ المَسِيحَ يُبَشَّرُ بِهِ، في كُلِّ حَال، بِغَرَضٍ كانَ أَمْ بِحَقّ: وبِهذَا أَنا أَفْرَح، وسَأَفْرَحُ أَيْضًا.
فأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ إِلى خَلاصِي، بِفَضْلِ صَلاتِكُم ومَعُونَةِ رُوحِ يَسُوعَ المَسِيح.
وإِنِّي أَنْتَظِرُ وأَرْجُو أَنْ لا أَخْزَى في شَيء، بَلْ أَنْ أَتَصَرَّفَ بِكُلِّ جُرْأَة، الآنَ كمَا في كُلِّ حِين، لِكَي يُعَظَّمَ المَسِيحُ في جَسَدِي بِٱلحَيَاةِ أَو بِالمَوت.
إنجيل القدّيس يوحنّا 42-35:1
في الغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وٱثْنَانِ مِنْ تَلاميذِهِ.
ورَأَى يَسُوعَ مَارًّا فَحَدَّقَ إِليهِ وقَال: «هَا هُوَ حَمَلُ الله».
وسَمِعَ التِّلْمِيذَانِ كَلامَهُ، فَتَبِعَا يَسُوع.
وٱلتَفَتَ يَسُوع، فرَآهُمَا يَتْبَعَانِهِ، فَقَالَ لَهُمَا: «مَاذَا تَطْلُبَان؟» قَالا لَهُ: «رَابِّي، أَي يَا مُعَلِّم، أَيْنَ تُقِيم؟».
قالَ لَهُمَا: « تَعَالَيَا وٱنْظُرَا». فَذَهَبَا ونَظَرَا أَيْنَ يُقِيم. وأَقَامَا عِنْدَهُ ذلِكَ اليَوم، وكَانَتِ السَّاعَةُ نَحْوَ الرَّابِعَةِ بَعْدَ الظُّهر.
وكَانَ أَنْدرَاوُسُ أَخُو سِمْعَانَ بُطْرُسَ أَحَدَ التِّلمِيذَيْن، اللَّذَيْنِ سَمِعَا كَلامَ يُوحَنَّا وتَبِعَا يَسُوع.
ولَقِيَ أَوَّلاً أَخَاهُ سِمْعَان، فَقَالَ لَهُ: «وَجَدْنَا مَشيحَا، أَيِ المَسِيح».
وجَاءَ بِهِ إِلى يَسُوع، فَحَدَّقَ يَسُوعُ إِليهِ وقَال: «أَنْتَ هُوَ سِمْعَانُ بْنُ يُونا، أَنتَ سَتُدعى كيفا، أَي بُطرُسَ الصَّخْرَة».
التعليق الكتابي :
القدّيس رومانُس المرنِّم (؟ – نحو 560)، مؤلِّف أناشيد
النشيد السّابع عشر، المقاطع 12-13
«تَعَالَيَا وٱنْظُرَا»
لقد تم محوّ الخطيئة؛ “ولَبِسَ هذا الكائِنُ الفاسِدُ ما لَيسَ بِفاسِد” (1كور15: 54)؛ لقد كشف لنا القدّيس يوحنّا المعمدان، سابق الرّب، عن دخولنا في حالة النعمة قائلاً: “هُوَذا حَمَلُ اللهِ الَّذي يَرفَعُ خَطيئَةَ العالَم”(يو 1: 29). فأظهر صكّ الإبراء للذين كان دَينَهم كبيرًا. ذاك الذي اهتزّ فرحًا منذ أن كان في أحشاء والدته أعلن عن ذلك اليوم وعرّف عن ذاك الذي ظهر لنا وأنار كلّ شيء.
لقد أفصح يوحنّا المعمدان عن السرّ؛ فدعا الراعي “حملاً”، وليس فقط “حملاً”، إنّما “الحمل الذي يمحو كلّ خطايانا”. قال ” هُوَذا حَمَلُ الله!”، ولا حاجة بعد اليوم إلى كبش الفداء (راجع لا 16: 21). ارفعوا أيديكم جميعًا نحوه، معترفين بخطاياكم، لأنّه جاء ليغفر خطايا العالم كلّه. من أعلى السماء، أرسل الآب لنا جميعًا هذه الهديّة: ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء…
لقد بدّد الليل الدامس؛ بفضله، أصبح كلّ شيء نورًا. على العالم كلّه، أشرق نور لا يغيب، مخلّصنا يسوع المسيح. في الوفرة، تشبه “أرض زبولون” الجنّة، لأنّ سيل الملذّات ترويها ومجرى مياه حيّة أبدًا ينبع فيه… في “جليل الأمم”، نتأمّل اليوم ينبوع المياه الحيّة، ذاك الذي ظهر وأنار كلّ شيء (راجع مت 4: 15-16؛ مز36[35]: 9-10).