القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 30 مايو – ايار 2022 “
الاثنين السابع من زمن القيامة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 13-1:4
يا إِخْوَتِي، أُنَاشِدُكُم أَنَا الأَسيرَ في الرَّبِّ أَنْ تَسِيرُوا كَمَا يَلِيقُ بالدَّعْوَةِ الَّتي دُعِيتُم إِلَيْهَا،
بكُلِّ تَوَاضُعٍ ووَدَاعَة، وبِطُولِ أَنَاة، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُم بَعْضًا بِمَحَبَّة،
ومُجْتَهِدِينَ أَنْ تُحَافِظُوا عَلى وَحدَةِ الرُّوحِ بِرِبَاطِ السَّلام.
إِنَّ الجَسَدَ واحِدٌ والرُّوحَ وَاحِد، كَمَا دُعِيتُم أَيضًا بِرَجَاءِ دَعْوَتِكُمُ الوَاحِد؛
وإِنَّ الرَّبَّ وَاحِد، والإِيْمَانَ وَاحِد، والمَعمُودِيَّةَ وَاحِدَة؛
وإِنَّ اللهَ وَاحِدٌ وهُوَ أَبُو الجَمِيع، فَوقَ الجَمِيع، وبِالجَمِيعِ وفي الجَمِيع.
ولكِنْ لِكُلِّ واحِدٍ مِنَّا وُهِبَتِ النِّعْمَةُ على مِقْدَارِ عَطِيَّةِ المَسِيح.
لِذَلِكَ يَقُولُ الكِتَاب: «صَعِدَ إِلى العُلَى فسَبَى السَّبْيَ وأَعْطى النَّاسَ العَطايَا».
فقَولُهُ «صَعِدَ»، أَيَّ شَيءٍ يَعْنِي سِوَى أَنَّهُ نَزَلَ أَيضًا إِلى أَسَافِلِ الأَرْض؟
إِنَّ الَّذي نَزَلَ هُوَ نَفْسُهُ الَّذي صَعِدَ إِلى أَعْلى جَمِيعِ السَّمَاوَات، لِيَمْلأَ كُلَّ شَيء.
وهُوَ الَّذي أَعْطى بَعْضًا أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وبَعضًا أَنْبِيَاء، وبَعضًا مُبَشِّرِين، وبَعضًا رُعاةً ومُعلِّمين،
لِكَمَالِ القدِّيسِين، وَلِعَمَلِ الخِدْمَة، وَلِبُنْيَانِ جَسَدِ المَسِيح،
حتَّى نَصِلَ جَميعُنَا إِلى وَحْدَةِ الإِيْمَانِ ومَعْرِفَةِ ٱبنِ الله، إِلى الإِنْسَانِ المُكْتَمِل، إِلى مِقْدَارِ قَامَةِ مِلْءِ المَسِيح،
إنجيل القدّيس يوحنّا 25-20:12
كَانَ بَينَ الصَّاعِدِينَ لِيَسْجُدُوا في العِيد، بَعْضُ اليُونَانِيِّين.
فَدَنَا هؤُلاءِ مِنْ فِيلِبُّسَ الَّذي مِنْ بَيْتَ صَيْدَا الجَلِيل، وسَأَلُوهُ قَائِلين: «يَا سَيِّد، نُرِيدُ أَنْ نَرَى يَسُوع».
فَجَاءَ فِيلِبُّسُ وقَالَ لأَنْدرَاوُس، وجَاءَ أَنْدرَاوُسُ وفِيلِبُّسُ وقَالا لِيَسُوع.
فَأَجَابَهُمَا يَسُوعُ قَائِلاً: «لَقَدْ حَانَتِ السَّاعَةُ لِكَي يُمَجَّدَ ٱبْنُ الإِنْسَان.
أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقُولُ لَكُم: إِنَّ حَبَّةَ الحِنْطَة، إِنْ لَمْ تَقَعْ في الأَرضِ وتَمُتْ، تَبْقَى وَاحِدَة. وإِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِير.
مَنْ يُحِبُّ نَفْسَهُ يَفْقِدُهَا، ومَنْ يُبْغِضُهَا في هذَا العَالَمِ يَحْفَظُهَا لِحَيَاةٍ أَبَدِيَّة.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
عظات عن إنجيل القدّيس يوحنّا
«مَن أَحَبَّ حياتَهُ فقَدَها ومَن رَغِبَ عنها في هذا العالَم حَفِظَها لِلحَياةِ الأَبَدِيَّة»
ما أعظمَ هذه الحكمة وما أعجبَها! كيفَ لإنسانٍ أن يحبَّ حياتَه فيفقدَها أو أن يبغضَ حياتَه فلا تتلاشى أو تهلك؟ إذا أحببتَ بطريقةٍ خاطئة فما أنتَ سوى إنسان يُبغض، وإذا أبغضتَ بطريقةٍ صحيحة، فما أنتَ سوى إنسان يحبّ. طوبى لمن يُبغضون النفسَ فيحفظونها كي لا يفقدوها بحبّهم الخاطئ لها!
ولكن احذر من أن تنسلَّ إلى أعماقك الرغبةُ في الموت بعد أن تدركَ خطأً بأنّه يتوجّب عليك أن تبغضَ حياتك في هذا العالم. وبالفعل، بسبب هذا الفهم الخاطئ، يستحيلُ بعضُ الأشرار، المنحرفين والفاسدين، مجرمينَ وحشيّين بحقِّ أنفسهم، فيسلّمون أجسادَهم للنيران، ويغرقون في المياه ويتحطّمون ويقبعون في الهوّة ويهلكون. ولكن ليسَ هذا ما أرادَ المسيحُ أن يعلّمنا إيّاه، بل العكس تمامًا؛ فقد أجابَ الشيطانَ الذي اقترحَ عليه “إن كنتَ ابنَ الله فألقِ بنفسك إلى الأسفل”، قائلاً: “اذهب يا شيطان! لأنّه مكتوب: لا تجرّبَنَّ الربَّ إلهك” (مت 4: 7+10) وقالَ الرّب يسوع أيضًا لبطرس، “مشيراً إلى الميتة التي سيمجّد بها الله: لمّا كنتَ شابًّا، كنتَ تتزنّرُ بيديك، وتسيرُ إلى حيث تشاء، فإذا شختَ بسطتَ يديك، وشدَّ غيرُك لكَ الزنّار، ومضى بكَ إلى حيثُ لا تشاء”. وأوضحَ جليًّا بأنَّ من يتبع المسيح سيموت إلاّ أنّه لن يُهلكَ نفسَه بنفسِه بل سيموتُ على يدِ آخرين.
عندما يحينُ موعدُ الرحيل ويُطرح أمام الإنسان خياران، فإمّا الخروج عن تعاليم الله ووصاياه أو الرحيل عن هذا العالم، ويرزحُ المرءُ مُجبرًا على الاختيار تحت تهديد الموت، يجب عليه أن يؤثرَ الموتَ حبًّا بالرّب يسوع لمسيح بدلاً من أن يعيشَ بالخطيئةِ بعيدًا عنه. وبذلك، يجب عليه أن يبغضَ حياته في هذا العالم حتّى يحفظها للحياة الأبديّة.