القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 23 أغسطس – آب 2022 “
الثلاثاء الثاني عشر من زمن العنصرة
مار إسحاق السريانيّ المعترف
سفر أعمال الرسل 44-39.37-33.27:27
يا إِخوَتِي : في ٱللَّيْلَةِ ٱلرَّابِعَةَ عَشْرَة، نَحْوَ مُنْتَصَفِ ٱللَّيْل ، وٱلرِّيَاحُ تَحْمِلُنَا في بَحْرِ أَدْرِيَا على غَيرِ هُدَى، أَحَسَّ ٱلبَحَّارَةُ أَنَّهُم يَقْتَرِبُونَ مِنَ ٱلبَرّ.
وكَانَ بُولُسُ يَحُثُّهُم جَمِيعًا، حتَّى طُلُوعِ ٱلنَّهَار، عَلى تَناوُلِ ٱلطَّعَامِ قائِلاً: «هَا إِنَّ لَكُمُ ٱليَومَ أَرْبَعَةَ عَشَرَ يَومًا، وأَنتُم مُنْتَظِرُون، تُواصِلُونَ ٱلصَّومَ ولا تتَنَاولُونَ شَيْئًا!
فَأَسْأَلُكُم أَنْ تتَنَاوَلُوا طَعَامًا، لأَنَّ ذَلِكَ يَؤُولُ بِكُم إِلى ٱلخَلاَص. ولَنْ تَهْلِكَ شَعْرَةٌ مِنْ رأْسِ أَيِّ واحِدٍ مِنْكُم».
ولَمَّا قَالَ هذَا، أَخَذَ خُبْزًا، وشَكَرَ ٱللهَ أَمَامَ ٱلجَمِيع، وكَسَر، وٱبْتَدَأَ يَأْكُل.
فتَشَجَّعُوا كُلُّهُم، وتَنَاوَلُوا هُم أَيْضًا طَعَامًا.
وكُنَّا جَمِيعًا في ٱلسَّفينَةِ مِئَتَيْنِ وَسِتًّا وسَبْعِينَ نَفْسًا.
ولَمَّا طَلَعَ ٱلنَّهَار، لَمْ يَسْتَطِعِ ٱلبَحَّارَةُ أَن يُمَيِّزُوا أَيَّ أَرْضٍ هِيَ، بَلْ تَبَيَّنُوا خَلِيجًا لَهُ شَاطِئ، فعَزَمُوا أَنْ يَدْفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، إِنِ ٱسْتَطَاعُوا.
فحَلُّوا ٱلمَرَاسي، وتَرَكُوهَا تَغْرَقُ في ٱلبَحْر، وأَرْخَوا ٱلحِبَالَ ٱلَّتِي تَرْبِطُ ٱلدَّفَّة، وَرَفَعُوا ٱلشِّرَاعَ ٱلصَّغيرَ لِلرِّيح، وٱتَّجَهُوا إِلى ٱلشَّاطِئ.
ولكِنَّهُم وَقَعُوا عَلى مَكانٍ رَمْلِيٍّ بَينَ مَاءَيْن، فَدَفَعُوا بِٱلسَّفينَةِ إِلَيْه، فَغُرِزَ مُقَدَّمُهَا في ٱلمَكَان، وبَقِيَ لا يَتَحَرَّك، أَمَّا مُؤَخَّرُهَا فتَفَكَّكَ مِنْ شِدَّةِ ٱلمَوْج.
وٱرْتَأَى ٱلجُنُودُ أَنْ يَقْتُلُوا ٱلأَسْرَى، لِئَلاَّ يَسْبَحَ أَحَدٌ مِنْهُم فَيَهْرُب.
لكِنَّ قَائِدَ ٱلمِئَةِ كَانَ يُريدُ أَنْ يُخَلِّصَ بُولُس، فمَنَعُهُم مِنْ قَصْدِهِم، وأَمَرَ ٱلقَادِرِينَ عَلى ٱلسِّبَاحَةِ أَنْ يتَقَدَّمُوا فَيُلْقُوا بِأَنْفُسِهِم في ٱلمَاء، ويَعْبُرُوا إِلى ٱلبَرّ.
أَمَّا ٱلبَاقُونَ فعَبَرُوا عَلى أَلْواحٍ خَشَبيَّة، أَو عَلى حُطَامِ ٱلسَّفينَة، وهكَذَا وصَلُوا إِلى ٱلبَرِّ سَالِمِين.
إنجيل القدّيس لوقا 5-1:13
في ذلِكَ الوَقْت، حَضَرَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوهُ بِأَمْرِ الجَليلِيِّين، الَّذينَ مَزَجَ بِيلاطُسُ دَمَهُم بِدَمِ ذَبَائِحِهِم.
فَأَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُم: «هَلْ تَظُنُّونَ أَنَّ هؤُلاءِ الجَلِيليِّينَ كَانُوا خَطَأَةً أَكْثَرَ مِنْ جَميعِ الجَلِيليِّين، لأَنَّهُم نُكِبوا بِذلِكَ؟
أَقُولُ لَكُم: لا! وَلكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم مِثْلَهُم!
وَأُولئِكَ الثَّمَانِيَةَ عَشَر، الَّذِينَ سَقَطَ عَلَيْهِمِ ٱلبُرْجُ في شِيلُوح، وَقَتَلَهُم، أَتَظُنُّونَ أَنَّهُم كَانُوا مُذْنِبِينَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ السَّاكِنِينَ في أُورَشَلِيم؟
أَقُولُ لَكُم: لا! ولكِنْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا تَهْلِكُوا جَمِيعُكُم كَذلِكَ!».
التعليق الكتابي :
الديداكيه (بين 60 – 120)، تعليم يهودي مسيحي
الفقرات 1 إلى 6
«فاختَرِ الحَياةَ لِكَي تَحْيا أَنتَ ونَسْلُكَ» (تث 30: 19)
هناك طريقان: طريق الحياة وطريق الموت والفرق بين الاثنين عظيم. وطريق الحياة يتحقّق إذا أنت التزمتَ بالآتي: أحبِبْ ربّك الذي خلقك وأحبِبْ قريبك مثلما تحبّ نفسك (راجع مت 22: 37–39؛ تث 6: 5). لا تفعلْ للآخرين ما لا تريد أن يفعله الناس لكَ (راجع مت 7: 12؛ طو 4: 17). هذه الكلمات تكشف عن عقيدة مضمونها التالي: باركوا لأعينكم، صلّوا لأجل أعدائكم، وصوموا من أجل الذين يضطهدونكم؛ لأنّكم إن أحبَبتم من يحبّكم، فأيّة منّة لكم، أليس الوثنيّون يفعلون ذلك؟ أحبّوا مبغضيكم فلا يكون لكم أعداء (راجع مت 5: 44– 47؛ لو 6: 27–32). ابتعدوا عن الشهوات الجسديّة (1بط 2: 11).
التعليم الثاني: لا تقتلْ، لا تزنِ (راجع خر20: 13–14؛ تث5: 17–18؛ مت 19: 18). لا تشكّك الغلمان ولا ترتكبْ الفحشاء، لا تسرقْ (راجع خر20: 15 (تمارسْ السحر ولا تُمتْ أحدًا بالسمّ. لا تقتلْ مولودًا بإجهاض أمّه ولا تقتلْه إذا ما خرج إلى الحياة. لا تشتهِ مقتنى قريبك (خر20: 17). لا تحنثْ بوعدك (راجع مت 5: 33)، ولا تشهدْ زورًا (راجع مت 19: 18؛ خر20: 16). لا تكنْ صاحب نميمة ولا تحفظْ الضغينة لأحد. لا تسلكْ طريقين متعارضين في وقت واحد، طريقًا في التفكير وطريقًا في الكلام: إنّ النفاق شراك الموت (أم2: 6) لا يكنْ كلامك كذبًا أو باطلاً، بل ليكن كلامًا جادًّا مستقيمًا. لا تكنْ جشعًا ولا طامعًا ولا مرائيًّا. لا تكنْ شرّيرًا ولا متكبّرًا ولا تنوِ شرًّا لأحد. لا تبغضْ أحدًا، ولكن أصلحْ فيما بين الناس وصلِّ لأجلهم وأحبِبْ أخاك أكثر من حياتك الزمنيّة.
يا بنيّ، ابتعدْ عن الشرّ وعن كافّة أسبابه… احذرْ أن يبعدكَ أحد عن طريق العقيدة (مت 24: 4)، فإنّه يعلّمك ما هو مخالف لإرادة الله. إذا استطعتَ أن تحمل نير الربّ، فإنّك بعونه تقترب من الكمال، ولكن إذا لم تستطع، فاعملْ ما هو في قدرتك.