stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني” 23 ديسمبر – كانون الأول 2019 “

475views

الاثنين من أسبوع النسبة

اليوم التاسع من تساعيّة الميلاد

 

الرسالة إلى العبرانيّين 6-1:11

يا إخوَتِي، أَلإِيْمَانُ هُوَ اليَقِينُ بالأُمُورِ المَرْجُوَّة، والبُرْهَانُ لِلأُمُورِ غَيرِ المَرْئِيَّة.
وَبِهِ شُهِدَ لِلأَقْدَمِين.
بِالإِيْمَانِ نُدْرِكُ أَنَّ العَالَمِينَ أُنْشِئَتْ بِكَلِمَةٍ مِنَ الله، لأَنَّ مَا يُرى لَمْ يَتَكَوَّنْ مِمَّا هُوَ ظَاهِر.
بِالإِيْمَانِ قَرَّبَ هَابيلُ للهِ ذَبيحةً أَفْضَلَ مِن ذَبيحةِ قَايين، وبالإِيْمَانِ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ بَارّ، وقَد شَهِدَ اللهُ نَفْسُهُ على قرابِينِهِ، وبِالإِيْمَانِ مَا زَالَ هَابِيلُ بَعْدَ مَوتِهِ يَتَكَلَّم.
بِالإِيْمَانِ نُقِلَ أَخْنُوخُ لِكَي لا يَرَى المَوت، ولَمْ يُوجَدْ مِن بَعْدُ لأَنَّ اللهَ نَقَلَهُ؛ وقَبْلَ أَنْ يُنْقَلَ شُهِدَ لَهُ بِأَنَّهُ أَرْضَى الله.
وَبِغَيْرِ إِيْمَانٍ يَسْتَحِيلُ إِرْضَاءُ الله. فَالَّذي يَقْتَرِبُ إِلى الله، علَيهِ أَنْ يُؤْمِنَ بِأَنَّ اللهَ مَوْجُود، وأَنَّهُ يُكافِئُ الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.

إنجيل القدّيس يوحنّا 11-1:8

مَضَى يَسُوعُ إِلى جَبَلِ الزَّيْتُون.
وعِنْدَ الفَجْر، عَادَ إِلى الهَيْكَل. وكَانَ الشَّعْبُ كُلُّهُ يَأْتِي إِلَيْه، فَجَلَسَ يُعَلِّمُهُم.
وأَتَاهُ الكَتَبَةُ والفَرِّيسِيُّونَ بِٱمْرَأَةٍ أُمْسِكَتْ وهِي تَزْنِي، وأَقَامُوهَا في الوَسَط،
وقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّم، هذِهِ المَرْأَةُ أُمْسِكَتْ فِي زِنًى مَشْهُود.
وفِي التَّوْرَاة، أَوْصَانَا مُوسَى بِرَجْمِ أَمْثَالِهَا. وأَنْتَ، فَمَاذَا تَقُول؟».
قَالُوا هذَا لِيُجَرِّبُوه، فَيَكُونَ لَهُم مَا يَشْكُونَهُ بِهِ. أَمَّا يَسُوعُ فَأَكَبَّ يَخُطُّ بِإِصْبَعِهِ على الأَرْض.
ولَمَّا ٱسْتَمَرُّوا يَسْأَلُونَهُ، وَقَفَ وقَالَ لَهُم: «مَنْ هُوَ فِيكُم بِلا خَطِيئَة، فَلْيَبْدَأْ ويَرْمِهَا بِحَجَر!».
ثُمَّ أَكَبَّ وعَادَ يَخُطُّ عَلى الأَرْض.
ولَمَّا سَمِعُوا، بَدَأُوا يَخْرُجُونَ وَاحِدًا فَوَاحِدًا، وكِبَارُ السِّنِّ أَوَّلاً. وبَقِيَ يَسُوعُ وَحْدَهُ، والمَرْأَةُ قَائِمَةٌ في الوَسَط.
فَوَقَفَ يَسُوعُ وقَالَ لَهَا: «يَا ٱمْرَأَة، أَيْنَ هُم؟ أَمَا دَانَكِ أَحَد؟».
قَالَتْ: «لا أَحَد، يَا سَيِّد». فَقَالَ لَهَا يَسُوع: «ولا أَنَا أَدِينُكِ. إِذْهَبِي، ولا تَعُودِي تَخْطَإينَ بَعْدَ الآن».

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا بولس الثاني (1920 – 2005)، بابا روما
الرسالة الرسوليّة ” كرامة المرأة ” ( Mulieris dignitatem )، الفقرتان 13 و14

« مَن كانَ مِنكُم بلا خَطيئة، فلْيَكُنْ أَوَّلَ مَن يَرميها بِحَجَر! »

إن الرّب يسوع المسيح هو الذي “يَعلَمُ ما في الإِنسان” (يو 2: 25) سواءً في الرجل أو في المرأة، كما يعرف ما للإنسان من كرامةٍ وقدرٍ في نظر الله. وهو يُظهِر إلى الأبد، في ذات كيانه، (هو الإله المتأنسّ) قيمة الإنسان. وكلّ ما قاله وكلّ ما فعله يَصُبُّ نهائيًّا في سرّ الفداء الفصحيّ. إنّ موقف الرّب يسوع من النسوة اللواتي مرّ بهنَّ، في غضون خدمته المسيحانيّة (Messianique) يعكس تدبير الله الأزليّ، الذي إذ خلق كلاًّ منهنَّ، إختارها وأحبّها في الرّب يسوع المسيح (راجع أف 1: 1–5)… إنّ يسوع الناصريّ يؤكّد هذه الكرامة ويذكّر بها ويجدّدها، وقد جعلها من مقوّمات رسالة الإنجيل الفداء، التي لأجلها أرسل إلى العالم.

إنّ الرّب يسوع تعاطى مع المرأة، إنطلاقًا من واقعها التاريخي الملموس، المثقّل بإرث الخطيئة. وهذا الإرث يحمل بصفة خاصّة آفة التفرقة بين المرأة والرجل، لصالح الأخير. وقد طُبعت المرأة بطابع هذه التفرقة. ومن وجهة النظر هذه، تبدو حادثة المرأة التي “أُخذت في زنى” (راجع يو 8: 3–11) ذات مضمونٍ خاصّ. لقد قال لها الرّب يسوع في خاتمة الحوار: “لا تعودي إلى الخطيئة”. لكنّه شاء، قبل هذا، أن يُوقظ الشعور بالخطيئة لدى الرجال الذين اتّهموها ليرجُموها… وكأنّه يقول للمُشتكين: أليست هذه المرأة، بكلّ ما ارتكبت من خطايا، تعكس، أيضًا وخصوصًا، مخالفاتكم وجَوركم، أنتم الرجال، وتجاوزاتكم؟

إنّ هذا الواقع، واقع الخطيئة، ينطبق على الجنس البشريّ بكامله… تُعزل امرأةٌ ويُشهَّر بإثمها أمام الرأي العام، ولا أحد يذكر أنّ وراء خطيئتها يتستّر رجلٌ خاطئ، مسؤول عن “خطيئة غيره”، وغيره هذا هو المرأة التي يشاركها في تبعات خطيئتها، ومع هذا لا تسترعي خطيئته انتباه أحد، ويُضرب الصفح عنه، فيبدو وكأنه غير مسؤول عن “خطيئة غيره”… كم من مرّةٍ تدفع المرأة هكذا ثمن خطيئتها؟… وكم من مرّةٍ تبقى معزولةً، وقد أصبحت أمًّا، إذ يرفض الرجل، والد الطفل، الاعتراف بمسؤوليّته عنه؟ وإلى جانب العديد من “الأمّهات العازبات” الموجودات في مجتمعنا، يجب أن نذكر أيضًا جميع اللواتي “يتخلّصْنَ” من الطفل قبل مولده، في كثير من الأحيان، تحت ضغوط مختلفة يفتعلها الرجل المذنب نفسه. صحيح أنهنَّ يتخلَّصن من الطفل، ولكن كم يُكلفهنَّ هذا؟