stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب الطقس الماروني ” 4 يناير – كانون الثاني 2021 “

401views

اليوم الحادي عشر للميلاد

الرسالة إلى العبرانيّين 12-9:6

يا إخوَتِي، إِنَّنَا وَاثِقُونَ مِن جِهَتِكُم، أَنَّكُم في حَالٍ أَفْضَلَ وأَضْمَنَ لِلخَلاص.
فإِنَّ اللهَ لَيْسَ بَظَالِمٍ حَتَّى يَنْسَى عَمَلَكُم، والمَحَبَّةَ التي أَظْهَرْتُمُوهَا مِن أَجْلِ ٱسْمِهِ، حِينَ خَدَمْتُمُ القِدِّيسِينَ ومَا زِلْتُم تَخْدُمُونَهُم.
ولكِنَّنَا نَوَدُّ أَنْ يُظْهِرَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُم هذَا الٱجْتِهَادَ عَيْنَهُ، لِكَي يُحَافِظَ حَتَّى النِّهَايَةِ على مِلْءِ يَقِينِ رَجَائِهِ.
وذلِكَ لِئَلاَّ تَصِيرُوا مُتَباطِئِين، بَلْ لِتَقْتَدُوا بِالَّذِينَ بإِيْمَانِهِم وَطُولِ أَنَاتِهِم، يَرِثُونَ الوُعُود.

إنجيل القدّيس لوقا 40-36:2

كَانَتْ هُنَاكَ (في أُرشليم) نَبِيَّةٌ طَاعِنَةٌ جِدًّا في أَيَّامِهَا، هِيَ حَنَّةُ بِنْتُ فَنُوئِيل، مِنْ سِبْطِ أَشِير، عَاشَتْ مَعَ زَوْجِهَا سَبْعَ سَنَوَاتٍ مُنْذُ بَكَارَتِهَا،
ثُمَّ بَقِيَتْ أَرْمَلةً حتَّى الرَّابِعَةِ والثَّمَانِينَ مِنْ عُمْرِهَا، لا تُفَارِقُ الهَيْكَلَ مُتَعَبِّدَةً بِالصَّوْمِ والصَّلاةِ لَيْلَ نَهَار.
فَحَضَرَتْ في تِلْكَ السَّاعَة، وأَخَذَتْ تُسَبِّحُ الرَّبّ، وتُحَدِّثُ عنِ الطِّفْلِ جَمِيعَ المُنْتَظِرينَ فِدَاءَ أُورَشَلِيم.
ولَمَّا أَتَمَّ يُوسُفُ ومَريَمُ كُلَّ ما تَقتَضِيهِ شَرِيعَةُ الرَّبّ، عَادَا بِيَسُوعَ إِلى الجَلِيل، إِلى النَّاصِرَةِ مَدِينَتِهِم.
وكانَ الطِّفْلُ يَكْبُرُ ويَتَقَوَّى ويَمْتَلِئُ حِكْمَة. وكَانَتْ نِعْمَةُ اللهِ عَلَيْه.

التعليق الكتابي :

القدّيس بطرس خريزولوغُس (نحو 406 – 450)، أسقف رافينا وملفان الكنيسة
العظة 147، عن سرّ التجسّد

«كانَت هُناكَ نَبِيَّةٌ هيَ حَنَّةُ ابنَةُ فانوئيل… حَضَرَت في تِلكَ السَّاعَة، وأَخَذَت تَحمَدُ الله، وتُحَدِّثُ بِأَمرِ الطِّفلِ»

هذا الإله الّذي لا يستطيع الكون بأسره أن يحويه، كيف لإنسانٍ محدودٍ أن يحتضنه؟ إنّ الحبّ لا يكترث لمعرفة إن كانت بعض الأمور أكيدة، أو مناسبة أو ممكنة. ذلك أنّ الحبّ… لا مقياس له. فهو لا يعزّي نفسه بحجّة أنّ هذا الأمر مستحيل؛ فالصعوبة لا توقفه… والحبّ لا يستطيع إلاّ أن يرى من يحبّ… كيف عسانا نظنّ إذًا أنّنا محبوبون من الله من دون أن نشاهده مليًّا؟ بالتالي، فإنّ الحبّ الراغب في رؤية الله، حتّى ولو لم يكن منطقيًّا، يُستوحى من حدس القلب. ولهذا السبب تحديدًا، تجرّأ موسى على القول “إِن كُنتُ قد نِلتُ حُظوَةً في عَينَيكَ، فعَرِّفْني طَريقَكَ لِكَي أَعرِفَكَ… أَرِني مَجدَكَ…” (خر 33: 13+18)، وأضاف صاحب المزامير: “اللَّهمَّ أَرجِعْنا وأَنِرْ علَينا بِوَجهِكَ فنَخلُص” (مز80[79]: 4)…

فالله إذًا، بكونه عالمًا برغبة البشر في رؤيته، قد اختار الوسيلة التي تجعله مرئيًّا ما سيعود بفائدة كبيرة على سكّان الأرض، من دون أن يكون على الرغم من ذلك خسارةً للسماء. هل يستطيع ما خلقه الله على الأرض على صورته أن يُرى في السماء بازدراء؟ لقد قال الله: “لِنَصنَعِ الإِنسانَ على صُورَتِنا كَمِثالِنا” (تك 1: 26)… لو أنّ الله ظهر على شكل ملاك في السماء، كان سيبقى غير مرئيّ: وفي المقابل، لو إنّه تجسّد على الأرض بطبيعة أقلّ مستوى من طبيعة الإنسان، كان سيسيئ إلى الألوهيّة وسيخفّض مكانة الإنسان بدل أن يرفعها. فيا إخوتي الأعزّاء، إيّاكم أن تعتبروا مجيء الله إلى البشر بصورة إنسان أو إيجاده هذه الوسيلة ليتجلّى لنا إهانةً له.