القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 13 يناير – كانون الثاني 2020 “
اليوم السابع بعد الظهور وتُقرأ فِيهِ رسالة الاثنين الثاني والثلاثون بعد العنصرة
تذكار القدّيسَين الشهيدَين إرميلوس وستراتونيكوس
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس يعقوب 26-14:2
يا إِخوَة، ما ٱلمَنفَعَةُ إِذا قالَ أَحَدٌ: إِنَّ لَهُ إيمانًا وَلا أَعمالَ لَهُ؟ أَلَعَلَّ ٱلإيمانَ يَستَطيعُ أَن يُخَلِّصَهُ؟
إِن كانَ أَخٌ أَو أُختٌ عُريانَينِ وَهُما في عَوَزٍ إِلى ٱلقوتِ ٱليَوميِّ،
فَقالَ لَهُما أَحَدُكُم: «إِذهَبا بِسَلامٍ، ٱستَدفِئا وَٱشبَعا» وَلَم تُعطوهُما ما هُوَ مِن حاجَةِ ٱلجَسَدِ، فَما ٱلمَنفَعَة؟
كَذَلِكَ ٱلإيمانُ، إِن كانَ بِدونِ أَعمالٍ فَهُوَ مَيِّتٌ في ذاتِهِ.
وَلَكِن يَقولُ قائِل: «لَكَ ٱلإيمانُ، وَلِيَ ٱلأَعمال»، فَأَرِني إيمانَكَ مِن أَعمالِكَ، وَأنا أُريكَ إيماني مِن أَعمالي.
أَنتَ تُؤمِنُ بِأَنَّ ٱللهَ واحِد. حَسَنًا تَفعَل. وَٱلشَّياطينُ أَيضًا يُؤمِنونَ وَيَرتَعِدون!
فَهَل تُريدُ أَن تَعلَمَ أَيُّها ٱلإِنسانُ ٱلباطِلُ أَنَّ ٱلإيمانَ بِدونِ ٱلأَعمالِ مَيِّت؟
أَلَم يُبَرَّر بِٱلأَعمالِ إِبرَهيمُ أَبونا إِذ أَصعَدَ إِسحَقَ ٱبنَهُ عَلى ٱلمَذبَح؟
فَتَرى أَنَّ ٱلإيمانَ كانَ يَعمَلُ مَعَ أَعمالِهِ، وَبِٱلأَعمالِ صارَ ٱلإيمانُ كامِلاً،
وَتَمَّتِ ٱلكِتابَةُ ٱلقائِلَة: «آمَنَ إِبرَهيمُ بِٱللهِ، فَحُسِبَ لَهُ ذَلِكَ بِرًّا» وَدُعِيَ خَليلَ ٱلله.
أَتَرَونَ إِذَن أَنَّ ٱلإِنسانَ إِنَّما يُبَرَّرُ بِٱلأَعمالِ، لا بِٱلإيمانِ فَقَط.
وَكَذَلِكَ راحابُ ٱلبَغِيُّ، أَلَم تُبَرَّر بِٱلأَعمالِ إِذ قَبِلَتِ ٱلجاسوسَينِ وَصَرَفَتهُما مِن طَريقٍ آخَر؟
فَإِنَّهُ كَما أَنَّ ٱلجَسَدَ بِدونِ ٱلرّوحِ مَيِّتٌ، كَذَلِكَ ٱلإيمانُ بِدونِ ٱلأَعمالِ مَيِّت.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 8-1:20
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ يُعَلِّمُ ٱلشَّعبَ في ٱلهَيكَلِ وَيُبَشِّرُهُم، أَقبَلَ عَلَيهِ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةُ مَعَ ٱلشُّيوخِ،
وَخاطَبوهُ قائِلين: «قُل لَنا: بأَيِّ سُّلطانٍ تَفعَلُ هَذا؟ وَمَنِ ٱلَّذي أَعطاكَ هَذا ٱلسُّلطان؟»
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «وَأَنا أَيضًا أَسأَلُكُم عَن كَلِمَةٍ واحِدَةٍ، فَقولوا لي:
مَعمودِيَّةُ يوحَنّا مِن ٱلسَّماءِ كانَت أَم مِنَ ٱلنّاس؟»
فَفَكَّروا في أَنفُسِهِم قائِلين: «إِن قُلنا: مِن ٱلسَّماءِ، يَقول: فَلِماذا لَم تُؤمِنوا بِهِ؟
وَإِن قُلنا: مِن ٱلنّاسِ، يَرجُمُنا ٱلشَّعبُ كُلُّهُ، لِأَنَّهُم موقِنونَ أَنَّ يوحَنّا نَبِيّ».
فَأَجابوا أَنَّهُم لا يَعلَمونَ مِن أَينَ هِيَ.
فَقالَ لَهُم يَسوع: «وَلا أَنا أَقولُ لَكُم بأَيِّ سُلطانٍ أَفعَلُ هَذا».
التعليق الكتابي :
بليز باسكال (1623 – 1662)، عالِم وكاتب
الكتيّبات
« فأَجابوا يسوع: لا نَدري. فقالَ لَهم: وأَنا لا أَقولُ لَكم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هذهِ الأَعمال »
هنالك عدد صغير جدًّا من الأشخاص الذين يظهرُ لهم الله من خلال المعجزات. لذا، يجب الاستفادة من هذه الفرص، كونه لا يخرج من سرّ الطبيعة التي تحجبُه إلاّ لإثارة إيماننا على خدمته بحماسة شديدة، خاصّة إنّنا نعرفه بثقة أكبر.
لو كان الله يكشف عن نفسه للبشر بشكل مستمرّ، لما كان لنا الفضل في الإيمان به؛ ولو كان لا يكشف عن نفسه على الإطلاق، لما كان هنالك أيّ إيمان. لكنّه غالبًا ما يختفي، ونادرًا ما يظهر للذين يريد أن يحوّلهم إلى خدمته. هذا السرّ الغريب، الذي احتجبَ خلفه الله، والغامض بنظر البشر، هو درس مهمّ لحَملِنا إلى الوحدة بعيدًا عن نظر البشر. لقد بقي مخفيًّا خلف ستار الطبيعة التي حجبَته عنّا، حتّى التجسّد؛ وحين وجبَ عليه الظهور، اختبأ أكثر فأكثر خلف ستار البشريّة. لقد كان معروفًا حين كان غير مرئي أكثر ممّا أصبح عليه حين صارَ مرئيًّا. وأخيرًا، حين أرادَ أن يفي بالوعد الذي قطعَه لتلاميذه بأن يبقى مع البشر حتّى مجيئه الثاني، اختارَ أن يبقى وسط السرّ الأغرب والأكثر غموضًا، أيّ الإفخارستيّا. هذا هو السرّ الذي سمّاه القدّيس يوحنّا في سرّ الرؤيا “المنّ الخفيّ” (راجع رؤ 2: 17)؛ وأعتقد أنّ إشعيا كان يراه بهذه الحالة، حين قالَ بروح النبوءة: “إِنَّكَ لَإِلهٌ مُحتَجب يا إِلهَ إِسرائيلَ الَمُخَلِّص” (إش 45: 15).