stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 26 فبراير – شباط 2020 “

732views

أربعاء الأسبوع الأوّل من الصوم
تذكار أبينا في القدّيسين برفيريوس أسقف غزّة

بروكيمنات الرسائل 1:3

تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)

رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 18-13:4

يا إِخوَة، إِذ فينا روحُ ٱلإيمانِ ٱلواحِدِ، عَلى حَسَبِ ما كُتِب: «إِنّي آمَنتُ وَلِذَلِكَ تَكَلَّمتُ». نَحنُ أَيضًا نُؤمِنُ وَلِذَلِكَ نَتَكَلَّمُ،
عالِمينَ أَنَّ ٱلَّذي أَقامَ ٱلرَّبَّ يَسوعَ، سَيُقيمُنا نَحنُ أَيضًا بِيَسوعَ وَيَجعَلُنا مَعَكُم.
لِأَنَّ كُلَّ ٱلأَشياءِ هِيَ مِن أَجلِكُم، حَتّى إِذا تَكاثَرَتِ ٱلنِّعمَةُ بِشُكرِ ٱلأَكثَرينَ تَفيضُ لِمَجدِ ٱلله.
لِذَلِكَ لا نَفشَلُ، بَل وَإِن كانَ إِنسانُنا ٱلظّاهِرُ يَنهَدِمُ، فَإِنسانُنا ٱلباطِنُ يَتَجَدَّدُ يَومًا فَيَومًا.
لِأَنَّ ضيقَنا ٱلخَفيفَ الحالِيَّ يُنشِئُ لَنا أَكثَرَ فَأَكثَرَ ثِقَلَ مَجدٍ أَبَدِيًّا.
إِذ لا نَنظُرُ إِلى ما يُرى، بَل إِلى ما لا يُرى. لِأَنَّ ما يُرى إِنَّما هُوَ وَقتِيٌّ، وَأَمّا ما لا يُرى فَهُوَ أَبَديّ.

هلِّلويَّات الإنجيل

قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)

إنجيل القدّيس مرقس 8-7:7.26-22b:11

قالَ ٱلرَّبُّ: «لِيَكُن لَكُم إيمانٌ بِٱلله.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ مَن قالَ لِهَذا ٱلجَبَلِ ٱنتَقِل وَٱهبِط في ٱلبَحرِ، وَهُوَ لا يَشُكُّ في قَلبِهِ بَل يُؤمِنُ بِأَنَّ ما يَقولُهُ يَكونُ، فَإِنَّه يَكونُ لَهُ مَهما قال.
فَلِأَجلِ ذَلِكَ أَقولُ لَكُم: كُلُّ ما تَسأَلونَهُ في ٱلصَّلاةِ، آمِنوا بِأَنَّكُم تَنالونَهُ فَيَكونَ لَكُم.
وَمَتى قُمتُم تُصَلّون: فَإِن كانَ لَكُم عَلى أَحَدٍ شَيءٌ فَٱغفِروا لَهُ، لِيَغفِرَ لَكُم أَيضًا أَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ زَلاَّتِكُم.
وَإِن لَم تَغفِروا، فَأَبوكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماواتِ أَيضًا لا يَغفِرُ لَكُم زَلاَّتِكُم».
إِسأَلوا فَتُعطَوا، أُطلُبوا فَتَجِدوا، إِقرَعوا فَيُفتَحَ لَكُم،
لِأَنَّ كُلَّ مَن يَسأَلُ يُعطى، وَمَن يَطلُبُ يَجِد، وَمَن يَقرَعُ يُفتَحُ لَهُ.

التعليق الكتابي :

القدّيس يوحنّا الصليب (1542 – 1591)، راهب كرمليّ وملفان الكنيسة
صعود جبل الكرمل، الجزء الثّاني، 3

« لِيَكُن لَكُم إيمانٌ بِٱلله »

يقول اللاهوتيّون إنّ الإيمان هو عادة في النفس، أكيدة وغامضة في آنٍ معًا. إنّها عادة غامضة لأنّها تقترح علينا حقائق مكشوفة من الله نفسه، حقائق تتخطّى كلّ نور حقيقي وتفوق كلّ فهم بشري. من هنا، يتحوّل هذا النور الفائق الناتج عن الإيمان إلى ظلمة داكنة للنفس. نحن نعرف أنّ القوّة الكبرى تتفوّق على القوّة الصغرى وتهزمها. هكذا، تخفي الشمس الأنوار الأخرى كلّها؛ وحين تسطع هذه الشمس، لا يعود بإمكاننا أن نتكلّم عن أنوار أخرى. كما أنّ سطوعها يفوق قدرتنا البصريّة حين يكون هذا السطوع في أوجه، وبدل أن يجعل قدرتنا البصريّة ترى، يسبّب لها العمى لأنّ هذا السطوع قويّ جدًّا ولا يتناسب مع بصرنا. وكذلك الأمر بالنسبة إلى نور الإيمان الذي يرهق نور ذكائنا ويهزمه من خلال قوّته الفائقة…

إليكم مثالاً آخر: افترضوا أنّ شخصًا وُلد أعمى، وبالتالي لم يرَ الألوان يومًا. إن حاولتم أن تفهموه ما هو الأبيض وما هو الأصفر، مهما أعطيتم من تفسيرات، فإنّ هذا الشخص لن يكتسب أيّ معرفة مباشرة لأنّه لم يشاهد يومًا هذه الألوان؛ ولن يعلق في ذهنه سوى الاسم الذي تعرّف به من خلال السمع. كذلك الأمر بالنسبة إلى الإيمان تجاه النفس. فالإيمان يقول لنا أمورًا لم يسبق لنا أن رأيناها أو تعرّفنا بها، وبالتالي لا يكون لدينا أي معرفة طبيعيّة تجاهها… لكنّنا نعرفها من خلال السمع، من خلال تصديق ما نتعلّمه…، مسبّبين العمى للنور الطبيعي في داخلنا. كما قال القدّيس بولس: “فالإِيمانُ إِذًا مِنَ السَّماع، والسَّماعُ يَكونُ سَماعَ كَلاَمٍ على المسيح” (رو 10: 17). كأنّه كان يقول: الإيمان ليس علمًا نكتسبه من خلال الحواس، بل إنّه قبول النفس بما يدخل من خلال السمع. من الواضح إذًا أنّ الإيمان هو بالنسبة إلى النفس ليلاً مظلمًا؛ لكنّه ينيرها بظلمته؛ وكلّما أغرقها في الظلمة، كلّما أنارها بأشعّته. في الواقع، الليل ينير النفس من خلال إعمائها وفقًا لكلام أشعيا: “وأَنتُم إِن لم تُؤمِنوا فلَن تأمَنوا” (إش 7: 9).