القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 13 مايو – أيار 2020 “
الأربعاء الخامس بعد الفصح: وداع نصف الخمسين
تذكار القدّيسة الشهيدة غليكاريّا
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
سفر أعمال الرسل 24-13:13
في تِلكَ ٱلأيّامِ، لَمّا أَقلَعَ بولُسُ وَمَن مَعَهُ مِن بافُسَ، أَتَوا إِلى بَرجَةِ بَمفيلِيَةَ، فَفارقَهُما يوحَنّا وَعادَ إِلى أورَشَليم.
أَمّا هُما فَٱجتازا مِن بَرجَةَ، وَأَقبَلا إِلى أَنطاكِيَةَ بِسيدِيَةَ، وَدَخَلا ٱلمَجمَعَ يَومَ ٱلسَّبتِ وَجَلَسا.
وَبَعدَ تِلاوَةِ ٱلنّاموسِ وَٱلأَنبِياءِ، أَرسَلَ إِلَيهِما رُؤَساءُ ٱلمَجمَعِ قائِلين: «أَيُّها ٱلرَّجُلانِ ٱلأَخَوانِ، إِن كانَ عِندَكُما كَلامُ وَعظٍ لِلشَّعبِ فَتَكَلَّما».
فَقامَ بولُسُ وَأَشارَ بِيَدِهِ وَقال: «يا رِجالَ إِسرائيلَ وَٱلَّذينَ يَتَّقونَ ٱللهَ ٱسمَعوا!
إِنَّ إِلَهَ هَذا ٱلشَّعبِ إِسرائيلَ قَد ٱختارَ آباءَنا وَعَظَّمَ ٱلشَّعبَ في غُربَتِهِ في أَرضِ مِصرَ، وَأَخرَجَهُم مِنها بِذِراعٍ رَفيعَةٍ،
وَٱحتَمَلَ أَخلاقَهُم مُدَّةَ أَربَعينَ سَنَةً في ٱلبَرِّيَّةِ،
وَٱستَأصَلَ سَبعَ أُمَمٍ في أَرضِ كَنعانَ، وَقَسَمَ لَهُم أَرضَهُم بِٱلقُرعَة.
وَبَعدَ ذَلِكَ في مُدَّةِ نَحوِ أَربَعِ مِئَةٍ وَخَمسينَ سَنَةً، أَعطاهُم قُضاةً إِلى صَموئيلَ ٱلنَّبيّ.
ثُمَّ طَلَبوا مَلِكًا، فَأَعطاهُم ٱللهُ شاوُلَ بنَ قَيسٍ، رَجُلاً مِن بَنيامينَ مُدَّةَ أَربَعينَ سَنَة.
ثُمَّ عَزَلَهُ وَأَقامَ لَهُم داوُدَ مَلِكًا، ٱلَّذي شَهِدَ لَهُ قائِلاً: إِنّي وَجَدتُ داوُدَ بنَ يَسّى رَجُلاً عَلى حَسَبِ قَلبي، وَهُوَ سَيَعمَلُ بِمَشيئَتي كُلِّها.
وَمِن نَسلِ هَذا، أَقامَ ٱللهُ يَسوعَ لِإِسرائيلَ مُخَلِّصًا بِحَسَبِ ٱلوَعد.
وَقَد سَبَقَ يوحَنّا فَكَرَزَ قَبلَ مَجيئِهِ بِمَعمودِيَّةِ ٱلتَّوبَةِ لِجَميعِ شَعبِ إِسرائيل.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس يوحنّا 14-5:6
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، رَفَعَ يَسوعُ عَينَيهِ فَرَأى جَمعًا كَثيرًا مُقبِلاً إِلَيهِ، فَقالَ لِفيلِبُّس: «مِن أَينَ نَبتاعُ خُبزًا لِيأكُلَ هَؤُلاء؟»
وَإِنَّما قالَ هَذا لِيُجَرِّبَهُ لِعِلمِهِ بِما سَيَصنَع.
فَأَجابَهُ فيلِبُّسُ: «إِنَّهُ لا يَكفيهِم خُبزٌ بِمِئَتَي دينارٍ، حَتّى يَنالَ كُلُّ واحِدٍ مِنهُمُ شَيئًا يَسيرًا».
فَقالَ لَهُ واحِدٌ مِن تَلاميذِهِ وَهُوَ أَندَراوُسُ أَخو سِمعانَ بُطرُس:
«إِنَّ هَهُنا غُلامًا مَعَهُ خَمسَةُ أَرغِفَةٍ مِنَ ٱلشَّعيرِ وَسَمَكَتانِ، وَلَكِن ما هَذِهِ لِمِثلِ هَذا ٱلعَدَدِ مِنَ ٱلنّاس؟»
فَقالَ يَسوع: «إِجعَلوا ٱلنّاسَ يَتَّكِئون». وَكانَ في ٱلمَكانِ عُشبٌ كَثيرٌ، فَٱتَّكَأَ ٱلرِّجالُ وَكانَ عَدَدُهُم نَحوَ خَمسَةِ آلاف.
وَأَخَذَ يَسوعُ ٱلأَرغِفَةَ فَشَكَرَ وَأَعطى ٱلتَّلاميذَ، وَٱلتَّلاميذُ وَزَّعوا عَلى ٱلمُتَّكِئين. وَكَذَلِكَ مِنَ ٱلسَّمَكَتَينِ عَلى قَدرِ ما شاؤوا.
فَلَمّا شَبِعوا قالَ لِتَلاميذِهِ: «إِجمَعوا ما فَضَلَ مِنَ ٱلكِسَرِ لِئَلاَّ يَضيعَ شَيءٌ مِنها».
فَجَمَعوا وَمَلَأوا ٱثنَتَي عَشَرَةَ قُفَّةً مِنَ ٱلكِسَرِ ٱلَّتي فَضَلَت عَنِ ٱلآكِلينَ مِن خَمسَةِ أَرغِفَةِ ٱلشَّعير.
فَلَمّا عايَنَ ٱلنّاسُ ٱلآيَةَ ٱلَّتي عَمِلَها يَسوعُ قالوا: «حَقًّا هَذا هُوَ ٱلنَّبِيُّ ٱلآتي إِلى ٱلعالَم!».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس متى، العظة 49
« وباركَ وكسرَ الأَرغِفَة، ثُمَّ جعَلَ يُناوِلُها التَّلاميذَ لِيُقَدِّموها لِلنَّاس »
فلنلاحظ استسلام التلاميذ الكامل للعناية الإلهية في أهمّ ضروريات الحياة واحتقارهم للعيش الفاخر: لقد كانوا اثني عشر ولم يكن لديهم سوى خمسة أرغفة من الخبز وسمكتين. لم يهتموا لأمور الجسد، بل كرَّسوا كلَّ ما لديهِم من حماس لأمور الرُّوح. وبالإضافة إلى ذلك لم يحتفظوا بمؤونتهم هذه بل قدموها فورًا للمخلِّص عندما طلبها منهم. فلنتعلم من هذا المثل مشاركة ما لدينا مع المحتاجين، حتى ولو كان لدينا القليل. عندما طلب الرّب يسوع منهم إحضار الأرغفة الخمسة، لم يتساءلوا: “ماذا سيبقى لنا؟ أين سنجد ما هو ضروري لتلبية احتياجاتنا الشخصية؟ ” إنّما أطاعوا فورًا …
أخذ الرَّب الخبز وكسره وأعطى التلاميذ شرف توزيعه. لم يُرِد تشريفهم بهذه الخدمة المقدسة فحسب، بل أرادهم أن يشاركوا في المعجزة ليكونوا شهوداً مقتنعين تمامًا ولكيلا ينسوا ما حدث أمام أعينهم … طلب منهم إجلاس النّاس وتوزيع الخبز، بحيث يشهد كلّ واحد منهم على المعجزة التي تمَّت بين أيديهم …
إنّ كلَّ شيء في هذا الحدث – انطلاقًا من المكان الصحراوي مرورًا بالأرض الجرداء، والقليل من الخبز والسمك، وتوزيع نفس الأشياء للكلّ بالتساوي دون تمييز، وانتهاءً بحصول كلّ واحد بقدر ما حصل جاره -كلّ هذا يعلِّمنا التواضع، التدبير والمحبَّة الأخوية. أن نُحِبَّ بعضنا بعضًا أيضًا، وأن نشارك كلّ شيء مع أولئك الذين يخدمون الله نفسه، هذا ما يعلِّمنا إيّاه مخلِّصنا هنا.