القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 4 يونيو – حزيران 2020 “
الخميس الأوّل بعد العنصرة
تذكار أبينا في القدّيسين متروفانيس رئيس أساقفة القسطنطينيّة
بروكيمنات الرسائل 1:5
إِرفَعوا ٱلرَّبَّ إِلَهَنا وَٱسجُدوا لِمَوطِئِ قَدَمَيهِ، فَإِنَّهُ قُدّوس.
-أَلرَّبُّ قَد مَلَك، فَلتَسخَطِ ٱلشُّعوب. هُوَ جالِسٌ عَلى ٱلشّيروبيم، فَلتَرتَجِفِ ٱلأَرض. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 9-1:2.32-28:1
يا إِخوَة، إذ لَم يَستَحسِنِ ٱلكافِرونَ أَن يُقيموا عَلى مَعرِفَةِ ٱللهِ، أَسلَمَهُمُ ٱللهُ إِلى خُلُقٍ فاسِدٍ يَعمَلونَ ما لا يَليق.
مُمتَلِئينَ مِن كُلِّ ظُلمٍ وَزِنًى وَخُبثٍ وَطَمَعٍ وَشَرٍّ، مُفعَمينَ حَسَدًا وَقَتلاً وَخِصامًا وَمَكرًا وَرَداءَةً،
نَمّامينَ مُغتابينَ، فيهِم بُغضُ ٱللهِ، شَتّامينَ مُتَكَبِّرينَ صَلِفينَ، مُختَرِعينَ شُرورًا، عاقّينَ لِلوالِدَينِ،
لا فَهمَ لَهُم وَلا نِظامَ، وَلا وُدَّ وَلا عَهدَ وَلا رَحمَة.
وَهُمُ ٱلعالِمونَ قَضاءَ ٱللهِ بِأَنَّ مَن يَعمَلُ مِثلَ هَذِهِ يَستَوجِبُ ٱلمَوتَ، لا يَفعَلونَها فَقَط، بَل يَرضَونَ أَيضًا عَن فاعِليها.
فَلِذَلِكَ لا مَعذِرَةَ لَكَ أَيُّها ٱلإِنسانُ كُلُّ مَن يَدينُ، لِأَنَّكَ في ما تَدينُ بِهِ غَيرَكَ تَحكُمُ عَلى نَفسِكَ. إِذ إِنَّكَ، يا مَن يَدينُ، تَفعَلُ تِلكَ ٱلأَفعالَ بِعَينِها!
وَنَحنُ نَعلَمُ أَنَّ قَضاءَ ٱللهِ هُوَ بِحَسَبِ ٱلحَقِّ عَلى ٱلَّذينَ يَفعَلونَ مِثلَ هَذِهِ!
أَفَتَحسَبُ أَيُّها ٱلإِنسانُ ٱلدّائِنُ مَن يَفعَلُ مِثلَ هَذِهِ، وَأَنتَ تَعمَلُها، أَنَّكَ تَنجو مِن قَضاءِ ٱلله؟
أَم تَحتَقِرُ غِنى لُطفِهِ وَٱحتِمالِهِ وَطولَ أَناتِهِ، غَيرَ عالِمٍ أَنَّ لُطفَ ٱللهِ إِنَّما يَقتادُكَ إِلى ٱلتَّوبَة؟
إِلاّ أَنَّكَ بِقَساوَتِكَ وَقَلبِكَ ٱلغَيرِ ٱلتّائِبِ، تُدَّخِرُ لِنَفسِكَ غَضَبًا لِيَومِ غَضَبِ وَٱعتِلانِ دَينونَةِ ٱللهِ ٱلعادِلَةِ،
ٱلَّذي سَيُجازي كُلَّ أَحَدٍ بِحَسَبِ أَعمالِهِ.
بِحَياةٍ أَبَدِيَّةٍ ٱلَّذينَ بِٱلصَّبرِ عَلى ٱلعَمَلِ ٱلصّالِحِ يَطلُبونَ ٱلمَجدَ وَٱلكَرامَةَ وَعَدَمَ ٱلمَوت.
وَأَمّا ٱلَّذينَ مِن ذَوي ٱلخِصامِ وَلا يَنقادونَ لِلحَقِّ بَل يَنقادونَ لِلظُّلمِ، فَعَلَيهِم ٱلغَضَبُ وَٱلسُّخطُ،
ٱلشِّدَّةُ وَٱلضّيقُ عَلى كُلِّ نَفسِ إِنسانٍ يَفعَلُ ٱلسّوءَ، ٱليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ ٱليونانِيّ.
هلِّلويَّات الإنجيل
أُذكُر جَماعَتَكَ ٱلَّتي ٱقتَنَيتَها مُنذُ ٱلَقَديم، لَقَدِ ٱفتَدَيتَ صَولَجانَ ميراثِكَ.
-أَمّا ٱللهُ فَهُوَ مَلِكُنا قَبلَ ٱلدُّهور، أَجرى ٱلخَلاصَ في وَسَطِ ٱلأَرض. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 32-27:5
قالَ ٱلرَّبّ: «قَد سَمِعتُم أَنَّهُ قيلَ لِلأَقدَمين: لا تَزنِ.
أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ مَن نَظَرَ إِلى ٱمرَأَةٍ كَي يَشتَهِيَها، فَقَد زَنى بِها في قلبِه.
فَإِن شَكَّكَتكَ عَينُكَ ٱليُمنى، فَٱقلَعها وَأَلقِها عَنكَ. فَإِنَّهُ خَيرٌ لَكَ أَن يَهلِكَ أَحَدُ أَعضائِكَ وَلا يُلقى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.
وَإِن شَكَّكَتكَ يَدُكَ ٱليُمنى، فَٱقطَعها وَأَلقِها عَنكَ. فَإِنَّهُ خَيرٌ لَكَ أَن يَهلِكَ أَحَدُ أَعضائِكَ وَلا يُلقى جَسَدُكَ كُلُّهُ في جَهَنَّم.
قَد قيل: مَن طَلَّقَ ٱمرَأَتَهُ، فَليَدفَع إِلَيها كِتابَ طَلاق.
أَمّا أَنا فَأَقولُ لَكُم: مَن طَلَّقَ ٱمرَأَتَهُ إِلاّ لِعِلَّةِ زِنى، فَإِنَّهُ يَجعَلُها زانِيَة. وَمِن تَزَوَّجَ مُطَلَّقَةً، فَإِنَّهُ يَزني».
التعليق الكتابي :
طَرطِليانُس (155؟ – 220؟)، لاهوتيّ
إلى زوجته، الجزء الثّاني
« فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم » ( مت 18: 20 )
من أين أستلهم القوّة لأصف عظمة وسعادة الزواج المسيحي؟ هذا الزّواج، تؤسسه الكنيسة كعقد وثبته الذبيحة الإلهية وتمهره البركة الإلهيّة بختمها ويقوم الملائكة الحاضرين بتسجيله ويصادق عليه الآب السّماوي. أيّ عهدٍ أعذب وأقدس من عهد مؤمنَين يحملان النّير نفسه (راجع مت 11: 29) ويجمعهما الرّجاء نفسه والرّغبة ذاتها والانضباط نفسه والخدمة عينها! فهما ولدان للآب نفسه وخادمان للرّب نفسه… “ويصيرُ الاثْنانِ جسَداً واحداً” (مت 19: 5) وروحًا واحدًا أيضًا. يصلّيان معًا، ويسجدان معًا، ويصومان معًا؛ يتبادلان العلم ويرشدان بعضهما البعض ويشجّعان بعضهما البعض.
تلتقي بهما معًا في الكنيسة ومعًا حول المائدة الإلهيّة. يتشاركان سواسية بالفقر والغنى والاضطهاد والتعزية. لا سرّ بينهما، ولا رياء بل على العكس من ذلك: بينهما ثقة منيعة ورغبة متبادلة ولا مواضيع شائكة. هما يزوران المرضى ويساعدان المحتاجين بكلّ حريّة. لا مشاكل تعترضهما في عمل الإحسان، لا حواجز تعرقل تضحياتهما، لا صعوبات تمنعهما من إتمام واجباتهما اليوميّة، لا خوف ولا استخفاف في رسم إشارة الصليب، لا قلق في إلقاء التحيّة ولا صمت في التسبيح. فالمزامير والأناشيد تتعالى بينهما، وهما يتحدّيان بعضهما لمعرفة مَن يتلو الترنيمة الأفضل للربّ. يفيض قلب الرّب يسوع المسيح فرحًا بسبب هذا الاتّحاد وهو يرسل لهما سلامَه. أليس هو القائل “فَحَيثُما اجتَمَعَ اثنانِ أَو ثلاثةٌ بِاسمِي، كُنتُ هُناكَ بَينَهم” (مت 18: 20). وحيثُما وُجدَ هو، لا مكان لعدوّ خلاصنا.