القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 4 يوليو – تموز 2020 “
السبت الخامس بعد العنصرة
تذكار أبينا في القدّيسين أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة غرتينه في كريت
بروكيمنات الرسائل 1:6
إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 21-14:8
يا إِخوَة، إِنَّ كُلَّ ٱلَّذينَ يُقتادونَ بِروحِ ٱللهِ هُم أَبناءُ ٱللهِ،
إِذ لَم تَأخُذوا روحَ ٱلعُبودِيَّةِ أَيضًا لِلمَخافَةِ، بَل أَخَذتُم روحَ ٱلتَّبَنّي ٱلَّذي نَدعو بِهِ «أَبًا أَيُّها ٱلآب».
وَٱلرّوحُ عَينُهُ يَشهَدُ مَعَ روحِنا بِأَنّا أَولادُ ٱلله.
فَإِذا كُنّا أَولادًا فَنَحنُ وَرَثَةٌ أَيضًا، وَرَثَةُ ٱللهِ وَوارِثونَ مَعَ ٱلمَسيح. إِن كُنّا نَتَأَلَّمُ مَعَهُ، لِكَي نَتَمَجَّدَ أَيضًا مَعَهُ.
فَإِنّي أَحسَبُ أَنَّ آلامَ ٱلدَّهرِ ٱلحاضِرِ لا تَستَحِقُّ أَن تُقابَلَ بِٱلمَجدِ ٱلمُزمِعِ أَن يَتَجَلَّى لَنا.
فَإِنَّ تَرَقُّبَ ٱلبَرِيَّةِ يَتَوَقَّعُ تَجَلّيَ أَبناءِ ٱلله.
لِأَنَّ ٱلبَرِيَّةَ قَد أُخضِعَت لِلباطِلِ لا عَن رِضًى، وَلَكِن لِأَجلِ ٱلَّذي أَخضَعَها،
عَلى رَجاء أنَّ ٱلبَرِيَّةَ سَتُعتَقُ هِيَ أَيضًا مِن عُبودِيَّةِ ٱلفَسادِ إِلى حُرِّيَّةِ مَجدِ أَولادِ ٱلله.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 13-9:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، فيما يَسوعُ مُجتازٌ، رَأى إِنسانًا جالِسًا عَلى مائِدَةِ ٱلجِبايَةِ ٱسمُهُ مَتّى. فَقالَ لَهُ: «إِتبَعني»، فَقامَ وَتبِعَهُ.
وَفيما كانَ مُتَّكِئًا في ٱلبَيتِ، إِذا بِعَشّارينَ وَخَطَأَةٍ كَثيرينَ جاؤوا وَاتَّكَأوا مَعَ يَسوعَ وَتَلاميذِهِ.
فَلَمّا رَأى ٱلفَرّيسِيّونَ ذَلِكَ، قالوا لِتَلاميذِهِ: «لِماذا مُعَلِّمُكُم يَأكُلُ وَيَشرَبُ مَعَ ٱلعَشّارينَ وَٱلخَطَأَة؟»
وَلَمّا سَمِعَ يَسوعُ، قالَ لَهُم: «لا يَحتاجُ ٱلأَصِحّاءُ إِلى طَبيبٍ، بَلِ ٱلَّذينَ بِهِم سوء.
فَٱذهَبوا وٱعلَموا ما مَعنى: إِنّي أُريدُ رَحمَةً لا ذَبيحَة. فَإِنّي لَم آتِ لِأَدعُوَ صِدّيقينَ، بَل خَطأَةً إِلى ٱلتَّوبَة».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
العظات عن القدّيس متّى، 30
” ما جئتُ لأدعُوَ الأبرارَ، بَلِ الخاطئين “
لماذا لم يدعُ يسوع متّى في الوقت نفسه حين دعا بطرس ويوحنا والآخرين؟ دعا متّى حين عرف بأنّه سيتبعُه، تمامًا كما تجسّدَ حين شعرَ بأنّ الناس مستعدّون لإطاعته. وللسبب عينه، اجتذبَ بولس بعد القيامة فقط (أع9). فهو يسبرُ القلوب ويدخلُ الى عمقِ كلِّ واحد، فيعلم كلَّ العلم متى يكون الشخص مستعدًّا ليتبَعَه. لم يدعُ متّى في البداية، لأنّ قلبه كان لا يزال قاسيًا جدًّا؛ لكن بعد الأعاجيب العديدة التي اجترحَها يسوع، وحين ذاعَ صيتُه، باتَ متّى مستعدًّا أكثر للاستماع إلى المعلِّم، وكان يسوع يدركُ ذلك.
يجدرُ بنا أيضًا أن نتأمّل في فضيلة هذا الرسول، الذي لم يخفِ حياتَه السابقة… كانت مهنتُه مُخزِية، بلا ضمير؛ فالأرباح التي جناها لم يكن لها أيّ مبرِّر. ورغم هذا كلّه، دعاه يسوع. لم يخجلْ من دعوة عشّار، كما لم يخجلْ من التكلّم مع امرأة زانية ومن السماح لها حتّى بتقبيل قدميه وببلِّهما بالدموع (لو7: 36). لأنّه لم يأتِ لمداواة الجسد فحسب، بل لشفاء النفس أيضًا. فهذا ما فعلَه مع المُخلّع؛ وبعد أن أظهر بوضوح قدرته على مغفرة الخطايا، توجّه إلى متّى، كي لا يتفاجأ الناس من قيامه باختيار عشّار كتلميذ له.