القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 13 يوليو – تموز 2020 “
الاثنين السابع بعد العنصرة
تذكار أبينا البار استفانوس الذي من دير القدّيس سابا
محفل مقدّس إكرامًٍا لجبرائيل رئيس الملائكة
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 11-1:6.13-9:5
يا إِخوَة، قَد كَتَبتُ إِلَيكُم في ٱلرَّسالَةِ أَن لا تُخالِطوا ٱلزُّناة.
وَلَستُ أَعني عَلى ٱلإِطلاقِ زُناةَ هَذا ٱلعالَمِ، أَو ٱلطَمّاعينَ أَوِ ٱلخَطَفةَ أَو عُبّادَ ٱلأَوثانِ، وَإِلاّ لَزِمَكُم أَن تَخرُجوا مِنَ ٱلعالَم.
أَمّا ٱلآنَ فَقَد كَتَبتُ إِلَيكُم أَن لا تُخالِطوا أَحَدًا يُدعى أَخًا، إِذا كانَ زانِيًا أَو طَمّاعًا أَو عابِدَ أَوثانٍ أَو شَتّامًا، أَو سِكّيرًا أَو خاطِفًا. فَمِثلَ هَذا لا تُؤاكِلوا.
فَماذا يَعنيني أَن أَدينَ ٱلَّذينَ في ٱلخارِجِ أَيضًا؟ أَما تَدينونَ أَنتُم مَن هُم في ٱلدّاخِل؟
أَمّا ٱلَّذينَ في ٱلخارِجِ فَيَدينُهُم ٱلله. «فَٱرفَعوا ٱلشِّرّيرَ مِن بَينِكُم».
أَيَجتَرِئُ أَحَدُكُم، وَلَهُ دَعوى عَلى آَخَرَ، أَن يُحاكِمَهُ لَدى ٱلظّالِمينَ لا لَدى ٱلقِدّيسين؟
أَما تَعلَمونَ أَنَّ ٱلقِدّيسينَ سَيَدينونَ ٱلعالَم؟ فَإِن كانَ ٱلعالَمُ بِكُم يُدانُ، أَفَتَكونونَ غَيرَ أَهلٍ لِلمَحاكِمِ ٱلصُّغرى؟
أَما تَعلَمونَ أَنّا سَنَدينُ ٱلمَلائِكَةَ، فَكَم بِٱلأَحرى (نَقضي في) أُمورِ هَذهِ ٱلحَياة؟
فَإِن كانَت بَينَكُم دَعاوٍ في أُمورِ هَذهِ ٱلحَياةِ، فَأَجلِسوا ٱلمُحتَقَرينَ في ٱلكَنيسَةِ لِلقَضاء.
أَقولُ هَذا لِإِخجالِكُم. أَفَهَكَذا لَيسَ فيكُم حَكيمٌ وَلا واحِدٌ، يَستَطيعُ أَن يَقضِيَ بَينَ ٱلأَخِ وَأَخيه؟
بَل يَتَحاكَمُ ٱلأَخُ وَأَخوهُ، وَذَلِكَ لَدى غَيرِ ٱلمؤمِنين!
فَٱلآنَ عَلى كُلِّ حالٍ عَيبٌ عَلَيكُم أَن يُحاكِمَ بَعضُكُم بَعضًا. لِماذا لا تَحتَمِلونَ بِٱلحَرِيِّ ٱلظُّلم؟
لِماذا لا تَحتَمِلونَ بِٱلحَرِيِّ ٱلخُسران؟ لَكِنَّكُم أَنتُم تَظلِمونَ وَتُخَسِّرونَ، وَذَلِكَ (إِنَّما تَفعَلونَهُ) بِٱلإِخوَة.
أَما تَعلَمونَ أَنَّ ٱلظّالِمينَ لا يَرِثونَ مَلَكوتَ ٱلله؟ لا تَضِلّوا. فَإِنَّهُ لا ٱلزُّناةُ وَلا عُبّادُ ٱلأَوثانِ وَلا ٱلفُسّاقَ وَلا ٱلمُفسِدونَ وَلا مُضاجِعو ٱلذُّكورِ،
وَلا ٱلسّارِقونَ وَلا ٱلطَمّاعونَ وَلا ٱلسِّكّيرونَ وَلا ٱلشَتّامونَ وَلا ٱلخَطَفَةُ يَرِثونَ مَلَكوتَ ٱلله.
وَقَد كانَ بَعضُكُم كَهَؤُلاء. لَكِنَّكُم قَد ٱغتَسَلتُم، قَد تَقَدَّستُم، قَد بُرِّرتُم بِٱسمِ ٱلرَّبِّ يَسوعَ وَبِروحِ إِلَهِنا.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 58-54:13
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَتى يَسوعُ إِلى وَطَنِهِ، وَكانَ يُعَلِّمُ ٱلجُموعَ في مَجمَعِهِم، بِحَيثُ بُهِتوا وَقالوا: «مِن أَينَ لِهَذا هَذِهِ ٱلحِكمَةُ وَٱلعَجائِب؟
أَلَيسَ هَذا ٱبنَ ٱلنَّجّار؟ أَلَيسَت أُمُّهُ تُسَمّى مَريَمَ، وَإِخوَتُهُ يَعقوبَ وَيوسى وَسِمعانَ ويَهوذا؟
أَوَ لَيسَت أَخَواتُهُ كُلُّهُنَّ عِندَنا؟ فَمِن أَينَ لَهُ هَذا كُلُّهُ؟»
وَكانوا يَشُكّونَ فيهِ. فَقالَ لَهُم يَسوع: «لا يَكونُ نَبِيٌّ بِلا كَرامَةٍ إِلاّ في وَطَنِهِ وَفي بَيتِهِ».
وَلَم يَصنَع هُناكَ كَثيرًا مِنَ ٱلعَجائِبِ لِعَدَمِ إيمانِهِم.
التعليق الكتابي :
القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
الإرشاد الرّسولي: حارس الفادي (Redemptoris custos)، العدد 22
« أَما هُوَ ٱلنَّجّارُ ٱبنُ مَريَم ؟ »
إنّ العمل كان أحد تعابير الحبّ اليوميّة ع ضمن نطاق عائلة النّاصرة المقدّسة… إن الّذي دُعي “ابنَ النَّجَّار” (مت 13: 55) قد تعلّم العمل من أبيه بالتّبنّي. فإن كانت عائلة النّاصرة – في سياق مُخطَّط الخلاص والقداسة – مثالاً للعائلات البشريّة، يمكننا بالتّشابه، القول نفس الشّيء عن عمل الرّب يسوع جنبًا إلى جنبٍ مع القدّيس يوسف النّجار… إنّ العمل البشريّ، وبخاصّةٍ العمل اليدويّ، يأخذ منحىً خاصًا في الإنجيل. لقد دخل في سرّ التّجسد في نفس الوقت مع إنسانيّة ابن الله كما أنّ خلاصه قد تمّ بطريقة خاصة. إنّ القدّيس يوسف، بفضل مَشْغَلِهِ حيث كان يمارس عمله مع الرّب يسوع، قد جعل العمل البشريّ قريبًا من سر الخلاص.
في الوقت الّذي كان فيه الرّب “يسوع يَتسامى في الحِكمَةِ والقامَةِ والحُظْوَةِ عِندَ اللهِ والنَّاس” (لو 2: 52)، كانت إحدى الفضائل تأخذ حيّزًا مهمًّا: النّموّ العمليّ، حيث إنّ العمل هو خيرٌ بشريّ يحوِّل الطّبيعة ويجعل الإنسان، بمعنى ما، أكثر إنسانيّة.
إنّ أهمّية العمل البشري في حياة الإنسان تتطلّب أن نتعرّف ونستوعب عناصره من أجل مساعدة كلّ النّاس على التّقدّم نحو الله الخالق والمُخَلِّص بفضل العمل، ومن أجل مشاركتهم في مُخَطّطِ خلاص الإنسان والعالم، ومن أجل تعميق صداقتهم مع الرّب يسوع المسيح في حياتهم من خلال مشاركتهم بطريقةٍ حيّة –من خلال الإيمان – بمهمّته الثلاثية ككاهن ونبيّ وملك. بصورة مطلقة، إن الأمر يتعلق بتقديس الحياة اليوميّة، وعلى كل واحدٍ أن يجهد لتحقيق هذا التّقديس من خلال حالته الخاصّة.