القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 6 أغسطس – آب 2020 “
عيد تجلّي ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح المقدّس
بروكيمنات الرسائل 1:190
ما أَعظَمَ أَعمالَكَ يا رَبّ، لَقَد صَنَعتَ جَميعَها بِحِكمَةٍ.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 7)
رسالة القدّيس بطرس الثانية 19-10:1
يا إِخوَة، إِجتَهِدوا بِٱلأَكثَرِ أَن تَجعَلوا دَعوَتَكُم وَٱنتِخابَكُم ثابِتَين. فَإِنَّكُم إِذا فَعَلتُم ذَلِكَ، فَلَن تَزِلّوا أَبَدًا.
وَهَكَذا تُمنَحونَ بِسَخاءٍ أَن تَدخُلوا مَلَكوتَ رَبِّنا وَمُخَلِّصِنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ ٱلأَبَدِيّ.
لِذَلِكَ لا أَغفُلُ عَن تَذكيرِكُم دائِمًا هَذِهِ ٱلأُمورِ، وَإِن كُنتُم عالِمينَ بِها وَراسِخينَ في ٱلحَقِّ ٱلحاضِر.
وَأَرى مِنَ ٱلحَقِّ أَنّي ما دُمتُ في هَذا ٱلمَسكِنِ أُنَبِّهُكُم بِإِنذاري،
لِعِلمي بِأَنَّ مَسكِني سَيُخلى عَن قَريبٍ، كَما أَعلَنَ لي رَبُّنا يَسوعُ ٱلمَسيح.
وَسَأَجتَهِدُ أَن يَكونَ لَكُم بَعدَ خُروجي تَذَكُّرُ هَذِهِ ٱلأُمورِ كُلَّ حينٍ،
لِأَنّا لَم نَتَّبِع خُرافاتٍ مُصَنَّعَةً، إِذ أَعلَمناكُم قُوَّةَ رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ وَمَجيئَهُ، بَل كُنّا مُعايِنينَ جَلالَهُ.
لِأَنَّهُ أَخَذَ مِنَ ٱللهِ ٱلآبِ كَرامَةً وَمَجدًا، إِذ جاءَهُ مِنَ ٱلمَجدِ ٱلفَخيمِ صَوتٌ يَقول: «هَذا هُوَ ٱبنِيَ ٱلحَبيبُ ٱلَّذي بِهِ سُرِرت».
وَقَد سَمِعنا نَحنُ هَذا الصَوتَ ٱلَّذي جاءَ منَ ٱلسَّماءِ، حينَ كُنّا مَعَهُ في ٱلجَّبَلِ ٱلمُقَدَّس.
وَعِندَنا أَثبَتُ مِن ذَلِك، وَهُوَ كَلامُ ٱلأَنبِياءِ، ٱلَّذينَ تُحسِنونَ إِذا أَصغَيتُم إِلَيهِ، كَأَنَّهُ مِصباحٌ يُضيءُ في مَكانٍ مُظلِمٍ، إِلى أَن يَنفَجِرَ ٱلنَّهارُ، وَيُشرِقَ كَوكَبُ ٱلصُّبحِ في قُلوبِكُم.
هلِّلويَّات الإنجيل
لَكَ هِيَ ٱلسَّماواتُ وَلَكَ هِيَ ٱلأَرض. أَنتَ أَسَّستَ ٱلمَسكونَةَ وَمِلأَها.
-طوبى لِلشَّعبِ ٱلَّذي ٱلرَّبُّ إِلَهُهُ. (لحن 7)
إنجيل القدّيس متّى 9-1:17
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَخَذَ يَسوعُ بُطرُسَ وَيَعقوبَ وَيوحَنّا أَخاه. فَأَصعَدَهُم إِلى جَبَلٍ عالٍ عَلى ٱنفِرادٍ،
وَتَجَلّى قُدّامَهُم، وَأَضاءَ وَجهُهُ كَٱلشَّمسِ، وَصارَت ثِيابُهُ بَيضاءَ كَٱلنّور.
وَإِذا موسى وَإيلِيّا قَد تَراءَيا لَهُم يُخاطِبانِهِ.
فَأَجابَ بُطرُسُ وَقالَ لِيَسوع: «يا رَبُّ، حَسَنٌ لَنا أَن نَكونَ هَهُنا! فَإِن كُنتَ تَشاءُ نَصنَعُ هَهُنا ثَلاثَ مَظالَّ، واحِدَةً لَكَ وَواحِدَةً لِموسى وَواحِدَةً لِإيلِيّا».
وَفيما هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذا غَمامَةٌ مُنيرَةٌ قَد ظَلَّلَتهُم، وَصَوتٌ مِنَ ٱلغَمامَةِ يَقول: «هَذا هُوَ ٱبنِيَ ٱلحَبيبُ ٱلَّذي بِهِ سُررِت. فَلَهُ ٱسمَعوا!»
فَلَمّا سَمِعَ ٱلتَّلاميذُ، سَقَطوا عَلى أَوجُهِهِم وَخافوا جِدًّا.
فَدَنا يَسوعُ وَلَمَسَهُم قائِلاً: «قوموا. لا تَخافوا».
فَرَفَعوا أَعيُنَهُم، فَلَم يَرَوا أَحَدًا إِلاّ يَسوعَ وَحدَهُ.
وَفيما هُم نازِلونَ مِنَ ٱلجَبَلِ، أَوصاهُم يَسوعُ قائِلاً: «لا تُعلِموا أَحَدًا بِٱلرُّؤيا، حَتّى يَقومَ ٱبنُ ٱلبَشَرِ مِن بَينِ ٱلأَموات».
التعليق الكتابي :
كاتب سرياني مجهول الهويّة من القرن السادس
عظة منسوبة خطأ للقدّيس أفرام
« هذَا هُوَ ٱبْنِي الحَبِيب، فلَهُ ٱسْمَعُوا ! »
اصطحب الرّب يسوع بطرس، يعقوب ويوحنّا إلى الجبل وأراهم، قبل قيامته، مجد ألوهيّته. هكذا، حين سيقوم من بين الأموات في مجد طبيعته الإلهيّة، سيعرفون أنّه لم يحصل على هذا المجد كمكافأة عن آلامه، وكأنّه بحاجة إلى ذلك، بل إنّه يملك هذا المجد منذ قرون، قرب الآب ومعه. هذا ما قاله عندما اقترب موعد آلامه: “فمَجِّدْني الآنَ عِندَكَ يا أَبتِ بِما كانَ لي مِنَ المَجدِ عِندَكَ قَبلَ أَن يَكونَ العالَم” (يو17: 5). هذا هو مجد ألوهيّته، المخبّأ بغموض في إنسانيّته، الذي أراه لتلاميذه على الجبل. رأى هؤلاء شمسَين، واحدة متوهّجة في السماء كالعادة، وأخرى متوهّجة بطريقة غير طبيعيّة. واحدة تنير العالم من السماء، وأخرى تتلألأ لهم وحدهم، موجّهة وجهها صوبهم.
عندها، ظهر موسى … وشكراه على تحقيق أقوالهم وأقوال جميع الأنبياء، بمجيئه. سجدوا له للسلام الذي وضعه في مصلحة العالم أجمع ومن أجل إنجاز السرّ الذي تولّوا إعلانه. هكذا، امتلأ الرسل والأنبياء فرحًا على هذا الجبل. فرح الأنبياء برؤية إنسانيّته التي لم يستطيعوا رؤيتها من قبل؛ كما فرح الرسل برؤية مجد ألوهيّته الذي لم يكونوا فد عرفوه بعد، وبسماع صوت الآب يشهد لابنه. من خلال صوت الآب ومجد ألوهيّته الذي تلألأ من جسده، اكتشف الرسل سرّ تجسّد المسيح الذي كانوا يجهلونه حتى الآن.