القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 27 أغسطس – آب 2020 “
الخميس الثالث عشر بعد العنصرة
تذكار أبينا البارّ بيمين
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 18-7b:10
يا إِخوَة، إِن كانَ أَحَدٌ يَثِقُ مِن نَفسِهِ بِأَنَّهُ لِلمَسيحِ، فَليُفَكِّر أَيضًا في ذاتِهِ أَنَّهُ كَما هُوَ لِلمَسيحِ، كَذَلِكَ نَحنُ أَيضًا لِلمَسيح.
فَإِنّي وَإِنِ ٱفتَخَرتُ شَيئًا أَكثَرَ بِسُلطانِنا ٱلَّذي أَعطانا إِيّاهُ ٱلرَّبُّ لِبُنيانِكُم لا لِهَدمِكُم، لا أَخجَل.
كَي لا أَظهَرَ مِثلَ مُهَوِّلٍ عَلَيكُم بِٱلرَّسائِل.
إِذ يَقولُ قائِل: «إِنَّ ٱلرَّسائِلَ ثَقيلَةٌ وَقَوِيَّةٌ. وَأَمّا حُضورُ ٱلشَّخصِ فَضَعيفٌ، وَٱلكَلامُ حَقيرٌ».
فَليَحسَب مِثلُ هَذا أَنّا كَما نَكونُ بِٱلقَولِ في ٱلرَّسائِلِ وَنَحنُ غائِبونَ، كَذَلِكَ نَكونُ بِٱلفِعلِ أَيضًا وَنَحنُ حاضِرون.
لِأَنّا لا نَجسُرُ أَن نُساوِيَ أَو نُقابِلَ أَنفُسَنا بِقَومٍ مِنَ ٱلَّذينَ يُوَصّونَ بِأَنفُسِهِم، بَل إِنَّهُم إِذ يَقيسونَ أَنفُسَهُم بِأَنفُسِهِم وَيُقابِلونَ أَنفُسَهُم بِأَنفُسِهِم لا يَفقَهون.
وَنَحنُ لَن نَفتَخِرَ فَوقَ ٱلقِياسِ، بَل بِحَسَبِ قِياسِ ٱلحَدِّ ٱلَّذي قَسَمَهُ لَنا ٱللهُ قِسمَةً بَلَغَت بِنا إِلَيكُم.
لِأَنّا لا نُمَدِّدُ أَنفُسَنا كَأَنّا غَيرُ بالِغينَ إِلَيكُم، إِذ قَد وَصَلنا إِلَيكُم في إِنجيلِ ٱلمَسيح.
غَيرَ مُفتَخِرينَ فَوقَ ٱلقِياسِ بِأَتعابِ غَيرِنا، بَل مُؤَمِّلينَ أَنّا إِذا نَمى إيمانُكُم نَزدادُ عَظَمَةً بَينَكُم عَلى مُقتَضى حَدِّنا.
لِنُبَشِّرَ فيما وَراءَكُم، لا لِنَفتَخِرَ بِما قَد أُعِدَّ في حَدِّ غَيرِنا.
وَ: «مَن يَفتَخِر، فَليَفتَخِر بِٱلرَّبّ».
لِأَنَّهُ لَيسَ مَن وَصّى بِنَفسِهِ هُوَ ٱلمُزَكّى، بَل مَن وَصّى بِهِ ٱلرَّبّ.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 35-28:3
قالَ ٱلرَّبّ: «أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ كُلَّ ٱلخَطايا وَٱلتَّجاديفِ ٱلَّتي يُجَدِّفُ بِها بَنو ٱلبَشَرِ تُغفَرُ لَهُم.
وَأَمّا مَن يُجَدِّفُ عَلى ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ فَلا مَغفِرَةَ لَهُ إِلى ٱلأَبدِ، بَل يَستَوجِبُ دَينونَةً أَبَدِيَّة».
لِأَنَّهُم كانوا يَقولون: «إِنَّ فيهِ روحًا نَجِسًا!»
وَجاءَ إِخوَتُهُ وَأُمُّهُ وَوَقَفوا خارِجًا، وَأَرسَلوا إِلَيهِ يَدعونَهُ.
وَكانَ ٱلجَمعُ جُلوسًا حَولَهُ، فَقالوا لَهُ: «ها إِنَّ أُمَّكَ وَإِخوَتَكَ خارِجًا يَطلُبونَكَ».
فَأَجابَهُم قائِلاً: «مَن أُميِّ وَإِخوَتي؟»
ثُمَّ أَدارَ نَظَرَهُ في ٱلجّالِسينَ حَولَهُ وَقال: «ها أُميِّ وَإِخوَتي!»
فَإِنَّ مَن يَعمَلُ مَشيئَةَ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي.
التعليق الكتابي :
إسحَق النجمة (؟ – نحو 1171)، راهب سِستِرسياني
العظة 51، لعيد انتقال العذراء
«لِأَنَّ مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ ٱللهِ هُوَ أَخي وَأُختي وَأُمّي»
“إِنَّ ٱلَّذينَ ٱختارَهُم بِسابِقِ ٱختِيٱرِهِ، أَعَدَّهُم قَديمًا لِأَن يَكونوا عَلى مِثالِ صورَةِ ٱبنِهِ، لِيَكونَ هَذا بِكرًا لِإِخوَةٍ كَثيرين” (رو 8: 29) لأنّه، كونه الابن الوحيد بالطبيعة، ارتبط بالنعمة مع العديد من الإخوة الذين هم واحد معه: “أَمَّا الَّذينَ قَبِلوه وهُمُ الَّذينَ يُؤمِنونَ بِاسمِه فقَد مَكَّنَهم أَنْ يَصيروا أَبْناءَ الله” (يو 1: 12). فبصيرورته ابنًا للإنسان، جعل من جماعة النّاس أبناءً لله. وهو قد ارتبط بهم، في حين أنّه فريد في حبّه وقوّته. إنّ البشر، في حدّ ذاتهم، بولادتهم وفقاً للجسد، هم جماعة؛ لكنّهم بالولادة الثانية، الولادة الإلهية، ليسوا معه إلّا واحداً فقط. فالرّب يسوع المسيح الوحيد، الفريد والجامع، هو الرأس والجسد (راجع كول 1: 18).
والرّب يسوع المسيح الوحيد هو ابن إلهٍ واحد في السماء وأمٍّ واحدة على الأرض. هناك العديد من الأبناء، وهناك ابن واحد فقط. فكما أن الرأس والجسد هم ابن واحد وعديد من الأبناء في آنٍ واحد، هكذا مريم والكنيسة هم أمّ واحدة والعديد من الأمّهات، عذراء واحدة، والعديد من العذارى. كلاهما أمهات؛ على حدٍّ سواء، وعذارى. كلاهما حَبلَتا من الرُّوح القدس، دون رغبة جسد. كلّ منهما أعطت ذريّة إلى الله الآب، بدون خطيئة. إحداهما أَنجَبت، من دون أيّة خطيئة، رأساً للجسد. والأخرى وَلَدت، من خلال مغفرة الخطايا، جسداً للرأس. كلاهما أمّهات للرّب يسوع المسيح، ولكن أيّاً منهما لم تلده بأكمله دون الأخرى. إنّه لَمِن الصحيح، إذن، في الكتاب المقدّس الموحى إلهيّاً به، أنّ ما يقال عموماً عن الأمّ العذراء التي هي الكنيسة، ينطبق على وجه الخصوص على مريم العذراء. وما يقال عن الأمّ العذراء أي مريم على وجه الخصوص، يُفهَم عموماً بأنّه عن الأمّ العذراء التي هي الكنيسة.