القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 17 سبتمبر – أيلول 2020 “
الخميس السادس عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيسة الشهيدة صوفيّا وبناتها الثلاث بستيس وإلبيس وأغابي
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 9a-1:1
مِن بولُسَ، رَسولِ يَسوعَ ٱلمَسيحِ بِمَشيئَةِ ٱللهِ، إِلى ٱلقِدّيسينَ ٱلَّذينَ في أَفَسُسَ، وَٱلمُؤمِنينَ بِٱلمَسيحِ يَسوع:
نِعمَةٌ لَكُم وَسَلامٌ مِنَ ٱللهِ أَبينا وَٱلرَّبِّ يَسوعَ ٱلمَسيح.
تَبارَكَ إِلَهُ وَأَبو رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ، ٱلَّذي بارَكَنا بِكُلِّ بَرَكَةٍ روحِيَّةٍ في ٱلسَّماوِيّاتِ في ٱلمَسيحِ،
كَما ٱختارَنا فيهِ مِن قَبلِ إِنشاءِ ٱلعالَمِ، لِنَكونَ قِدّيسينَ وَبِغَيرِ عَيبٍ أَمامَهُ بِٱلمَحَبَّةِ،
سابِقًا فَمُحَدِّدًا إِيّانا لِلتَّبَنّي لَهُ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ، عَلى حَسَبِ رِضى مَشيئَتِهِ،
لِمَدحِ مَجدِ نِعمَتِهِ ٱلَّتي أَنعَمَ بِها عَلَينا في ٱلحَبيبِ،
ٱلَّذي لَنا فيهِ ٱلفِداءُ بِدَمِهِ، مَغفِرَةُ ٱلزَّلاّتِ، عَلى حَسَبِ غِنى نِعمَتِهِ،
ٱلَّتي أَفاضَها عَلَينا في كُلِّ حِكمَةٍ وَفِطنَةٍ،
إِذ أَعلَمَنا سِرَّ مَشيئَتِهِ، عَلى حَسَبِ مَرضاتِهِ.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 30-24b:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، ذَهَبَ يَسوعُ إِلى تُخومِ صورَ وَصَيدا، وَدَخَلَ بَيتًا. وَكانَ يُريدُ أَن لا يَعلَمَ أَحَدٌ، فَلَم يَقدِر أَن يَستَتِر.
وَإِنَّ ٱمرَأَةً لَها ٱبنَةٌ صَغيرَةٌ بِها روحٌ نَجِسٌ سَمِعَت بِهِ، فَجاءَت وَخَرَّت عِندَ قَدَمَيه.
وَكانَتِ ٱلمَرأَةُ يونانِيَّةٌ، أَصلُها مِن فينيقِيَّةِ سورِيَّة. فَجَعَلَت تَسأَلُهُ أَن يُخرِجَ ٱلشَّيطانَ مِنِ ٱبنَتِها.
فَقالَ لَها يَسوع: «دَعي ٱلبَنينَ يَشبَعونَ أَوَّلاً. فَإِنَّهُ لَيسَ بِحَسَنٍ أَن يُؤخَذَ خُبزُ ٱلبَنينَ وَيُلقى لِصِغارِ ٱلكِلاب».
فَأَجابَت وَقالَت لَهُ: «نَعَم يا رَبُّ، وَلَكِنَّ ٱلكِلابَ ٱلصَّغيرَةَ تَأكُلُ تَحتَ ٱلمائِدَةِ مِن فُتاتِ ٱلأَولاد!»
فَقالَ لَها: «مِن أَجلِ كَلامِكِ هَذا ٱذهَبي. لَقَد خَرَجَ ٱلشَّيطانُ مِنِ ٱبنَتِكِ».
فَلَمّا مَضَت إِلى بَيتِها وَجَدَتِ ٱلشَّيطانَ قَد خَرَجَ، وَٱلِٱبنَةَ مُضطَجِعَةً عَلى ٱلسَّرير.
التعليق الكتابي :
المجمع الفاتيكانيّ الثاني
في عصرنا، Nostra Aetate، إعلان عن علاقة الكنيسة بالديانات غير المسيحيّة، الأعداد 1-2
« وكانتِ المَرْأَةُ وَثَنِيَّةً مِن أَصْلٍ سوريٍّ فينيقيّ. فسَأَلَته أَن يَطرُدَ الشَّيطانَ عنِ ابنَتِها »
في هذا العصر الذي يتزايدُ فيه، يومًا بعد يوم، توثّق اتحاد الجنس البشري، وتزدادُ فيه علاقات الشعوب بعضها ببعض، تنظرُ الكنيسة بتبصّر في ما تكون عليه علاقاتها بالأديان غير المسيحيّة. فإنّها في مهمّتها الرامية إلى تعزيز الوحدة والمحبّة بين الناس، بل بين الشعوب، تنظرُ ههنا في ما هو مشترك بين الناس ويحدوهم على أن يحيوا مصيرهم المشترك.
ذلك بأنّ جميع الشعوب يؤلّفون أسرة واحدة: فهم جميعهم من أصل واحد إذ أسكَنَ الله الجنس البشري كلّه على وجه هذه الأرض، ولهم جميعًا غاية قصوى واحدة، وهي الله الذي يبسطُ على الجميع كنف عنايته، وآيات لطفه، ومقاصده الخلاصيّة، إلى أن يجتمعَ مختاروه في المدينة المقدّسة التي يُضيئها مجد الله، وفي نوره تسلكُ الشعوب جميعًا.
وينتظرُ الناس من الأديان المختلفة جوابًا عن الألغاز الخفيّة لواقع الإنسان التي ما فتِئَتْ في الأمس ولم تَفتأ اليوم أيضًا تُدخلُ القلق البالغ على قلب الإنسان… فإنّها تسعى بمختلف الطرق لمواجهة القلق المسيطر على قلب الإنسان، وتعرضُ له الصّراط إليه، أي طائفة من التعاليم، والقواعد المسلكيّة، والطقوس الدينيّة.
والكنيسة الكاثوليكيّة لا تنبذ شيئًا ممّا هو في هذه الديانات حقٌّ ومقدّس؛ وتولي تقديرها باحترام صادق هذه الطرق المسلوكة في العمل والحياة، وهذه القواعد والتعاليم، التي، وإن اختلفَتْ في أمور كثيرة عمّا تقول به هي وتُعلِّمهُ، تحمِلُ، غير مرّة، قبَسًا من شعاع الحقيقة التي تُنيرُ جميع الناس. غير أنّها تُبشِّرُ، ويجب أن تُبشِّرَ بلا انقطاع، بالرّب يسوع المسيح الذي هو “السّراط والحقيقة والحياة”، وفيه يجب على الناس أن يجدوا ملء الحياة الدينيّة، وبه صالحَ الله مع نفسه جميع الأشياء.
المراجع الكتابيّة: أع 17: 26؛ حك 8: 1؛ أع 14: 17؛ 1تم 2: 4؛ رؤ 21: 31؛ يو 14: 6؛ 2كور 5: 18-19.