القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 16 ديسمبر – كانون الأول 2020″
الأربعاء التاسع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الثالث عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس النبي حجّاي
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
الرسالة إلى العبرانيّين 8-1:6.14-11:5
يا إِخوَة، لَنا في مَلكيصادَقَ كَلامٌ كَثيرٌ وَصَعبٌ شَرحُهُ، لِأَنَّكُم قَد صِرتُم مُتَثاقِلي ٱلأَسماع.
وَفي الواقِعِ، لَمّا كانَ ٱلواجِبُ عَلَيكُم لِتَمادي ٱلزَّمانِ أَن تَكونوا مُعَلِّمينَ، قَد أَصبَحتُم مُحتاجينَ أَن تُعَلَّموا ما هِيَ أَركانُ بِداءَةِ أَقوالِ ٱللهِ، وَصِرتُم في حاجَةٍ إِلى ٱللَّبَنِ لا إِلى ٱلطَّعامِ ٱلقَويّ.
لِأَنَّ كُلَّ مَن يَغتَذي بِٱللَّبَنِ لا يَكونُ خَبيرًا بِكَلامِ ٱلبِرِّ، فَإِنَّهُ طِفل.
أَمّا ٱلطَّعامُ ٱلقَوِيُّ فَهُوَ لِلكامِلينَ، ٱلَّذينَ حَواسُهُم قَد تَرَوَّضَت بِٱلمُمارَسَةِ عَلى ٱلتَّميِيزِ بَينَ ٱلخَيرِ وَٱلشَّرّ.
فَلنَدَع إِذَن كَلامَ ٱلبِداءَةِ في ٱلمَسيحِ، وَلنَأتِ إِلى ٱلكَمالِ مِن غَيرِ أَن نَضَعَ أَيضًا أَساسَ ٱلتَّوبَةِ مِنَ ٱلأَعمالِ ٱلمَيِّتَةِ وَٱلإيمانِ بٱللهِ،
وَتَعليمِ ٱلمَعمودِيّاتِ، وَوَضعِ ٱلأَيدي، وَقِيامَةِ ٱلأَمواتِ، وَٱلدَّينونَةِ ٱلأَبَدِيَّةِ،
وَهَذا سَنَصنَعُهُ إِن أَذِنَ ٱلله.
لِأَنَّ ٱلَّذينَ قَد أُنيروا مَرَّةً، وَذاقوا ٱلمَوهِبَةَ ٱلسَّماوِيَّةَ، وَجُعِلوا مُشتَرِكينَ في ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ،
وَذاقوا كَلِمَةَ ٱللهِ ٱلطَّيِّبَةَ وَقُوّاتِ ٱلدَّهرِ ٱلآتي،
ثُمَّ سَقَطوا، لا يُمكِنُهُم أَن يَتَجَدَّدوا ثانِيَةً لِلتَّوبَةِ، إِذ يُعيدونَ لِأَنفُسِهِم صَلبَ ٱبنِ ٱللهِ وَيُشَهِّرونَهُ.
لِأَنَّ ٱلأَرضَ ٱلَّتي تَشرَبُ ٱلمَطَرَ ٱلنّازِلَ عَلَيها مِرارًا، فَتُخرِجُ نَباتًا يَصلُحُ لِلَّذينَ حَرَثوها، تَنالُ بَرَكاتٍ مِنَ ٱلله.
لَكِنَّها إِن أَنبَتَت شَوكًا وَحَسَكًا، فَهِيَ مَرذولَةٌ وَقَريبَةٌ مِنَ ٱللَّعنَةِ، وَعاقِبَتُها ٱلحَريق.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس مرقس 34-30:8
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَوصى يَسوعُ تَلاميذَهُ أَن لا يَقولوا عَنهُ لِأَحَدٍ إِنَّهُ ٱلمَسيح.
وَبَدَأَ يُعَلِّمُهُم أَنَّهُ يَنبَغي لِٱبنِ ٱلإِنسانِ أَن يَتَأَلَّمَ كَثيرًا، وَأَن يَرذُلَهُ ٱلشُّيوخُ وَرُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةِ، وَأَن يُقتَلَ وَيَقومَ بَعدَ ثَلاثَةِ أَيّام.
وَكانَ يَقولُ هَذا ٱلقَولَ صَريحًا، فَٱجتَذَبَهُ بُطرُسُ إِلَيهِ وَطَفِقَ يَزجُرُهُ.
أَمّا هُوَ فَٱلتَفَتَ وَنَظَرَ إِلى تَلاميذِهِ وَزَجَرَ بُطرُسَ قائِلاً: «إِذهَب عَنّي يا شَيطان! لِأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ أَفكارَ ٱللهِ بَل أَفكارَ ٱلنّاس».
ثُمَّ دَعا ٱلجَمعَ مَعَ تَلاميذِهِ وَقالَ لَهُم: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليُنكِر نَفسَهُ وَيَحمِل صَليبَهُ وَيَتبَعني.
التعليق الكتابي :
الكردينال جوزف راتزنغر (البابا بندكتُس السادس عشر، بابا من 2005 إلى 2013)
تأملات لأسبوع الآلام
« مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه ويَحمِلْ صَليبَه ويَتبعْني »
إنّ أسرار الكنيسة هي، مثل الكنيسة نفسها، ثمرة حبّة الحنطة التي ماتت (راجع يو 12: 24). كي نحصلَ عليها، يجب أن ندخلَ في السياق الذي نتجَتْ عنه تلك الأسرار. ويشمل هذا السياق أن نزهدَ بأنفسنا كي نخلّصَ حياتَنا: “لِأَنَّ الَّذي يُريدُ أَن يُخَلِّصَ حَياتَه يَفقِدُها، وأَمَّا الَّذِي يَفقِدُ حَياتَه في سبيلي وسبيلِ البِشارَة فإِنَّه يُخَلِّصُها”.
هذه العبارة التي قالَها الرّب يسوع المسيح هي المبدأ الأساسي للحياة المسيحيّة. فالإيمان يعني أن نقولَ “نعم” لمغامرة “الزهد بالنفس” المقدّسة؛ كما أنّ الإيمان، في جوهره، ليس سوى الحبّ الحقيقي. وبالتالي، فإنّ الشكل المميّز للحياة المسيحيّة ينبع من الصليب. فالانفتاح المسيحي على العالم، والذي نشهدُه في أيّامنا هذه، لا يمكن أن يلاقي نموذجه الحقيقي إلاّ من خلال الجَنْب المطعون بالحربة للرّب يسوع المسيح (راجع يو19: 34)، وهو التعبير عن هذا الحبّ الجذري القادر وحده على الإنقاذ.