القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 17 ديسمبر – كانون الأول 2020 “
الخميس التاسع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل الثالث عشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس النبي دانيال
تذكار الفتية الثلاثة القدّيسين حننيا وعزريا وميشائيل
بروكيمنات الرسائل 1:4
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ مَنطِقُهُم، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كَلامُهُم.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
الرسالة إلى العبرانيّين 6-1:7
يا إِخوَة، إِنَّ مَلكيصادَقَ مَلِكَ شَليمَ، كاهِنَ ٱللهِ ٱلعَلِيِّ، ٱلَّذي خَرَجَ لِمُلتَقى إِبرَهيمَ عِندَ رُجوعِهِ مِن كَسرِ ٱلمُلوكِ وَبارَكَهُ،
وَأَدّى إِلَيهِ إِبرَهيمُ ٱلعُشرَ مِن كُلِّ شَيءٍ، ٱلَّذي تَفسيرُ ٱسمِهِ أَوَّلاً «مَلِكُ ٱلبِرِّ» ثُمَّ «مَلِكُ شَليمَ» أَي مَلِكُ ٱلسَّلام،
ٱلَّذي لَيسَ لَهُ أَبٌ وَلا أُمٌّ وَلا نَسَبٌ، وَلا لَهُ بِداءَةُ أَيّامٍ وَلا نِهايَةُ حَياةٍ، وَهُوَ مُشَبَّهٌ بِٱبنِ ٱللهِ، يَدومُ كاهِنًا إِلى ٱلأَبَد.
فَٱنظُروا ما أَعلى شَأنَ هَذا ٱلَّذي أَعطاهُ إِبرَهيمُ رَئيسُ ٱلآباءِ عُشرًا مِن خِيارِ ٱلغَنائِم!
فَإِنَّ ٱلَّذينَ يُقَلَّدونَ ٱلكَهَنوتَ مِن لاوي، لَهُم وَصِيَّةٌ بِأَن يَأخُذوا ٱلعُشورَ مِنَ ٱلشَّعبِ عَلى موجَبِ ٱلنّاموسِ، أَي مِن إِخوَتِهِم، مَعَ أَنَّهُم قَد خَرَجوا مِن صُلبِ إِبرَهيم.
وَأَمّا ٱلَّذي لَيسَ لَهُ نَسَبٌ فيما بَينَهُم، فَأَخَذَ ٱلعُشرَ مِن إِبرَهيمَ وَبارَكَ ٱلَّذي لَهُ ٱلمَواعِد!
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس مرقس 15-10:9
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كَتَمَ ٱلتَّلاميذُ كَلامَ يَسوعَ في ذَواتِهِم سائِلينَ بَعضُهُم بَعضًا: «ما مَعنى ٱلقِيامِ مِن بَينِ ٱلأَموات؟»
ثُمَّ أَخَذوا يَسأَلونَهُ قائِلين: «لِماذا يَقولُ ٱلكَتَبَةُ: إِنَّ إيلِيّا يَنبَغي أَن يَأتِيَ أَوَّلاً؟»
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «إِنَّ إيلِيّا يَأتي أَوَّلاً وَيُصلِحُ كُلَّ شَيء. وَكَيفَ كُتِبَ عَنِ ٱبنِ ٱلإِنسانِ أَن يَتَأَلَّمَ كَثيرًا وَيُقتَل.
لَكِنّي أَقولُ لَكُم: إِنَّ إيلِيّا قَد جاءَ، وَقَد فَعَلوا بِهِ كُلَّ ما أَرادوا، كَما كُتِبَ عَنهُ».
وَلَمّا جاءَ إِلى ٱلتَّلاميذِ رَأى جَمعًا كَثيرًا حَولَهُم وَكَتَبَةً يُباحِثونَهُم.
وَلِلوَقتِ لَمّا رَأى ٱلجَمعُ كُلُّهُ يَسوعَ ذَهِلوا، وَبادَروا وَأَخَذوا يُسَلِّمونَ عَلَيه.
التعليق الكتابي :
القدّيس كيرِلُّس الأورشليميّ (313 – 350)، أسقف أورشليم وملفان الكنيسة
تعليم مسيحي للموعوظين، 3
إيليّا الجديد
لقد انتهى العهد القديم وأصبحتْ المعموديّة أيضًا بداية للعهد الجديد. وقد بشّر بها يوحنّا المعمدان الذي “لم يَظهرْ في أولادِ النساء أكبَرُ منه” (مت 11: 11). في الواقع، كان يوحنّا خاتمةَ الأنبياء، “فجَميعُ الأنبياء قد تَنَبّأوا، وكذلك الشريعة، حتّى يوحنّا” (مت 11: 13)؛ وقد افتَتَحَ عهد الإنجيل كما هو مكتوب: “بَدءُ بِشارَة يسوع المسيح… ظَهَرَ يوحنّا المعمدان في البريَّة، يُنادي بِمَعمودِيّةِ تَوبَةٍ لِغُفران الخطايا” (مر 1: 1–4).
أيمكن مقارنته بإيليّا الذي رُفع إلى السماء؟ لكنّه ليس أهمّ من يوحنّا المعمدان. أخنوخ أيضًا رُفِعَ إلى السماء، لكنّه ليس أعظم من يوحنّا المعمدان. كان موسى مُشرِّعًا عظيمًا في إسرائيل. كان جميع الأنبياء مدهشين، لكنّهم لم يكونوا أعظم من يوحنّا. لسنا هنا في وارد المقارنة بين الأنبياء؛ لكنّ معلِّمهم، ومعلِّمنا، الربّ يسوع نفسه أعلن: “لم يَظهرْ في أولادِ النساء أكبَرُ من يوحنّا المعمدان” (مت 11: 11). يمكن إجراء مقارنة بين كبير الخَدَم ومُعاونيه في الخدمة، غير أنّ عظمة الابن ونعمته لا تحتَمِلان أيّ مقارنة مع الخَدَم.
إذًا، أرأيت أيّ رجل اختارَه الله ليكون أوّل مَن تَحلُّ عليه هذه النعمة؟ لقد اختارَ رجلاً فقيرًا، وصديقًا للبريّة، لكن دون أن يكون عدوًّا للبشر. فمن خلال أكل الجراد، كان يعطي أجنحة لنفسه. ومن خلال تناول العسل، كان يتلفَّظ بكلمات حلوة ومفيدة أكثر من العسل. ومن خلال ارتداء ثوب من وبر الإبل، كان مثالاً للتفاني. ذاكَ لأنّه منذ أن كان في أحشاء والدته، حلَّ عليه الرُّوح القدس وقدّسَه (راجع لو 1: 15). كذلك حلَّ الرُّوح القدس على إرميا، لكنّه لم يَتَنبّأ حين كان في أحشاء أمّه. يوحنّا المعمدان وحده ارتكض فرحًا في أحشاء أمّه. بفعل الرُّوح القدس، وقبل أن يراهُ بعينيه البشريّتين، تعرّفَ إلى المعلِّم. فإنّ عظمة نعمة المعموديّة كانت تَستَوجب رجلاً عظيمًا.