القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 18 يناير – كانون الثاني 2021 “
تذكار أبوينا القدّيسَين أثناسيوس وكيرلّس رئيسَي أساقفة الإسكندريّة
اليوم الأوَّل من أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيّين
بروكيمنات الرسائل 1:151
مُبارَكٌ أَنتَ أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهُ آبائِنا، وَمُسَبَّحٌ وَمُمَجَّدٌ ٱسمُكَ إِلى ٱلدُّهور.
-لِأَنَّكَ عادِلٌ في جَميعِ ما صَنَعتَ بِنا، وَأَعمالُكَ كُلُّها صِدقٌ وَطُرُقُكَ ٱستِقامَة. (لحن 4)
الرسالة إلى العبرانيّين 16-7:13
يا إِخوَة، أُذكُروا مُدَبِّريكُمُ ٱلَّذينَ كَلَّموكُم بِكَلِمَةِ ٱلله. تَأَمَّلوا في عاقِبَةِ تَصَرُّفِهِم وَٱقتَدوا بِإيمانِهِم.
إِنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ هُوَ أَمسِ وَٱليَومَ وَإِلى ٱلدُّهور.
لا تَنخَدِعوا بِتَعاليمَ مُتَنَوِّعَةٍ وَغَريبَة. فَإِنَّهُ يَحسُنُ أَن يُثَبَّتَ ٱلقَلبُ بِٱلنِّعمَةِ، لا بِأَطعِمَةٍ لَم تَنفَعِ ٱلَّذينَ جَرَوا بِموجَبِها.
إِنَّ لَنا «مَذبَحًا» لا يَحِقُّ لِلَّذينَ يَخدُمونَ ٱلمَسكِنَ أَن يَأكُلوا مِنهُ.
لِأَنَّ ٱلحَيَواناتِ ٱلَّتي يَدخُلُ رَئيسُ ٱلكَهَنَةِ «ٱلأَقداسَ» بِدَمِها عَنِ ٱلخَطيئَةِ، تُحرَقُ أَجسامُها خارِجَ ٱلمَحَلَّة.
لِذَلِكَ يَسوعُ أَيضًا تَأَلَّمَ خارِجَ ٱلبابِ، لِيُقَدِّسَ ٱلشَّعبَ بِدَمِهِ ٱلخاص.
فَلنَخرُج إِذَن إِلَيهِ إِلى خارِجِ ٱلمَحَلَّةِ حامِلينَ عارَهُ.
لِأَنَّهُ لَيسَ لَنا هَهُنا مَدينَةٌ باقِيَةٌ، لَكِنّا نَطلُبُ ٱلآتِيَة.
فَلنُقَرِّب بِهِ إِذَن ذَبيحَةَ ٱلحَمدِ للهِ كُلَّ حينٍ، وَهِيَ ثَمَرُ ٱلشِّفاهِ ٱلمُعتَرِفَةِ لِٱسمِهِ.
لا تَنسوا ٱلإِحسانَ وَٱلمُؤاساةَ، فَإِنَّ ٱللهَ يَرتَضي مِثلَ هَذِهِ ٱلذَّبائِح.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَللَّهُمَّ بِآذانِنا قَد سَمِعنا، وَآباؤُنا أَخبَرونا بِٱلعَمَلِ ٱلَّذي عَمِلتَهُ في أَيّامِهِم، في ٱلأَيامِ ٱلقَديمَة.
-أَلصِّدّيقونَ صَرَخوا وَٱلرَّبُّ ٱستَمَعَ لَهُم، وَمِن جَميعِ مَضايِقِهِم نَجّاهُم. (لحن 4)
إنجيل القدّيس متّى 19-14:5
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «أَنتُم نورُ ٱلعالَم. لا يُمكِنُ أَن تَخفى مَدينَةٌ قائِمَةٌ عَلى جَبَلٍ،
وَلا يوقَدُ سِراجٌ وَيوضَعُ تَحتَ ٱلمِكيالِ، بَل عَلى ٱلمَنارَةِ فَيُضيءُ لِكُلِّ مَن في ٱلبَيت.
هَكذا فَليُضئ نورُكُم قُدّامَ ٱلنّاسِ، لِيَرَوا أَعمالَكُمُ ٱلصّالِحَةَ وَيُمَجِّدوا أَباكُمُ ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
لا تَظُنّوا أَنّي أَتَيتُ لِأَنقُضَ ٱلنّاموسَ وَٱلأَنبِياء. إِنّي لَم آتِ لِأَنقُضَ، بَل لِأُتَمِّم.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّهُ إِلى أَن تَزولَ ٱلسَّماءُ وَٱلأَرضُ، لا تَزولُ ياءٌ واحِدَةٌ أَو نُقطَةٌ واحِدَةٌ مِنَ ٱلنّاموسِ، حَتّى يَتِمَّ ٱلكُلّ.
فَكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً مِن تِلكَ ٱلوَصايا ٱلصُّغرى وَيُعَلِّمُ ٱلنّاسَ هَكذا، فَإِنَّهُ يُدعى ٱلأَصغَرَ في مَلَكوتِ ٱلسَّماوات. وَأَمّا مَن يَعمَلُ بِها وَيُعَلِّمُ، فَهَذا يُدعى عَظيمًا في مَلَكوتِ ٱلسَّماوات».
التعليق الكتابي :
عظة منسوبة للقدّيس مكسيمُس الطورينيّ (؟ – نحو 420)، أسقف
” أَنتُم مِلحُ الأَرض، أَنتُم نورُ العالَم “
قال الرّب يسوع للرسل: “أَنتُم نورُ العالَم”. كم هي صحيحة تلك التّشابيه التي استخدمها الربّ للإشارة إلى آبائنا في الإيمان! لقد قال عنهم أنّهم “مِلح”، إذ هم الذين علّمونا حكمة الله، وإنهّم “نور”، إذ هم الذين يطردون عمى قلوبنا وظلمة شكّنا. إنّه لعدل إذًا أن يطلق على الرّسل اسم “النور”؛ فهم يعلنون في ظلمة هذا العالم وضوح السّماء وروعة الحياة الأبدية. ألم يصبح بطرس للعالم أجمع وللمؤمنين نورًا عندما قال للربّ: “أَنتَ المسيحُ ابنُ اللهِ الحَيّ” (مت16: 16). وأي وضوح يمكن للجنس البشري أن يحصل عليه، أكثر من معرفته بواسطة بطرس أنّ ابن الله هو خالق نوره؟
كذلك فإنّ نور القدّيس بولس في العالم لا يقلّ شأنًا: ففي حين كانت الأرض كلّها مصابة بالعمى بسبب ظلمات الشّر، “اخْتُطِفَ هذَا (أي القدّيس بولس) إِلَى السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ” (2كور12: 2)، وعند عودته كشف عن أسرار الرّوعة الأبديّة. ولذلك، لم يكن بإمكانه الاختباء شأنه شأن أيّ “مَدينَةٍ قائِمَةٍ عَلى جَبَل”، أو من السّماح بأن “يُوضَعُ تَحْتَ المِكيال”، لأنّ الرّب يسوع المسيح وبفعل نور عظمته أوقده مثل سراجٍ ممتلئ بزيت الرّوح القدس. ولذلك يا أحبّائي، إن نبذنا أهواء هذا العالم وتملّكت قلوبنا رغبة البحث عن طعم حكمة الله، فلنتذوّق إذًا مِلحّ الرسل.