القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 17 مارس – أذار 2021 “
أربعاء الأسبوع الخامس من الصوم
تذكار أبينا البار ألكسيوس رجل الله
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 25a-17:4
يا إخوَة، أَقولُ إِذَن هَذا وَأُناشِدُكُم بِٱلرَّبِّ، أَن لا تَسلُكُوا بَعدُ كَما يَسلُكُ سائِرُ ٱلأُمَمِ أَيضًا في بُطلِ عَقلِهِم،
إِذ هُم مُظلِمونَ بِبَصيرَتِهِم وَمُتَغَرِّبونَ عَن حَياةِ ٱللهِ، بِسَبَبِ ٱلجَهلِ ٱلَّذي فيهِم، بِسَبَبِ عَمى قَلبِهِم.
فَإِنَّهُم لِفَقدِهِم كُلَّ شُعورٍ، أَسلَموا ذَواتِهِم إِلى ٱلعَهَرِ لِٱرتِكابِ كُلِّ نَجاسَةٍ بِإِفراط.
أَمّا أَنتُم فَما هَكَذا تَعَلَّمتُمُ ٱلمَسيح.
إِن كُنتُم قَد سَمِعتُموهُ وَعُلِّمتُم فيهِ عَلى حَسَبِ ٱلحَقيقَةِ ٱلَّتي في يَسوعَ،
أَن تَنبِذوا عَنكُم مِن جِهَةِ تَصَرُّفِكُمُ ٱلسَّابِقِ، ٱلإِنسانَ ٱلعتيقَ ٱلفاسِدَ بِشَهَواتِ ٱلغُرورِ،
وَتَتَجَدَّدوا بِروحِ عَقلِكُم،
وَتَلبَسوا ٱلإِنسانَ ٱلجَديدَ، ٱلَّذي خُلِقَ عَلى مِثالِ ٱللهِ في ٱلبِرِّ وَقَداسَةِ ٱلحَقّ.
فلذلك إِنبِذوا ٱلكَذِبَ، وَبِٱلصِدقِ تَكَلَّموا.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس لوقا 50-36:7
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، طَلَبَ إِلى يَسوعَ أَحَدُ ٱلفَرّيسِيّينَ أَن يَأكُلَ مَعَهُ، فَدَخَلَ بَيتَ ٱلفَرّيسِيِّ وَٱتَّكَأ.
وَإِذا ٱمرَأَةٌ خاطِئَةٌ في ٱلمَدينَةِ، لَمّا عَلِمَت أَنَّهُ مُتَّكِئٌ في بَيتِ ٱلفَرّيسِيِّ، جاءَت بِقارورَةِ طيبٍ،
وَوَقَفَت عِندَ رِجلَيهِ مِن وَرائِهِ باكِيَةً، وَجَعَلَت تَبُلُّ رِجلَيهِ بِٱلدُّموعِ، وَتَمسَحُهُما بِشَعَرِ رَأسِها، وَتُقَبِّلُ قَدَمَيهِ وَتَدهُنُهُما بِٱلطّيب.
فَلَمّا رَأى ذَلِكَ ٱلفَرّيسِيُّ ٱلَّذي دَعاهُ، قالَ وَهُوَ يُحَدِّثُ نَفسَهُ: «لَو كانَ هَذا نَبِيًّا، لَعَلِمَ مَن هَذِهِ ٱلمَرأَةُ ٱلَّتي تَلمُسُهُ وَما حالُها! إِذ هِيَ خاطِئَة».
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «يا سِمعانُ، عِندي شَيءٌ أَقولُهُ لَكَ» فَقال: «قُل يا مُعَلِّم».
قال: «كانَ لِمُدايِنٍ مَديونان. عَلى أَحَدِهِما خَمسُ مِئَةِ دينارٍ، وَعَلى ٱلآخَرِ خَمسون.
وَإِذ لَم يَكُن لَهُما ما يوفِيانِ سامَحَهُما كِلَيهِما. فَقُل أَيُّهُما يَكونُ أَكثَرَ حُبًّا لَهُ؟»
فَأَجابَ سِمعانُ وَقال: «هُوَ فيما أَظُنُّ ٱلَّذي سامَحَهُ بِٱلأَكثَر» فَقالَ لَهُ: «بِٱلصَّوابِ حَكَمت».
ثُمَّ ٱلتَفَتَ إِلى ٱلمَرأَةِ وَقالَ لِسِمعان: «أَتَرى هَذِهِ ٱلمَرأَة؟ أَنا دَخَلتُ بَيتَكَ، فَلَم تُقَدِّم لِرِجلَيَّ ماء. وَهَذِهِ بَلَّت رِجلَيَّ بِٱلدُّموعِ وَمسَحَتهُما بِشَعَرِ رَأسِها.
أَنتَ لَم تُقَبِّلني، وَهَذِهِ مُنذُ دَخَلَت لَم تَكُفَّ عَن تَقبيلِ قَدَمَيّ.
أَنتَ لَم تَدهُن رَأسي بِزَيتٍ، وَهَذِهِ دَهَنَت قَدَمَيَّ بِٱلطّيب.
فَمِن أَجلِ ذَلِكَ أَقولُ لَكَ: إِنَّ خَطاياها ٱلكَثيرَةَ مَغفورَةٌ لَها، لِأَنَّها أَحَبَّت كَثيرًا. وَأَمّا مَن يُغفَرُ لَهُ قَليلٌ، فَيُحِبُّ قَليلاً».
ثُمَّ قالَ لَها: «مَغفورَةٌ لَكِ خَطاياكِ».
فَأَخَذَ ٱلمُتَّكِئونَ يَقولونَ في أَنفُسِهِم: «مَن هَذا ٱلَّذي يَغفِرُ ٱلخَطايا؟»
أَمّا هُوَ فَقالَ لِلمَرأَة: «إيمانُكِ خَلَّصَكِ، إِذهَبي بِسَلام».
التعليق الكتابي :
عظة منسوبة للقدّيس مقاريوس (؟ – 405)، راهب مصريّ
العظات الروحيّة
استقبال الفرّيسي واستقبال الخاطئة
فَلنَستَقبلْ ربّنا يسوع المسيح، الطبيب الحقيقي الذي يستطيع وحدَه أن يشفي نفوسَنا من خلال المجيء إلينا، هو الذي تألّمَ كثيرًا من أجلنا. إنّه يقرعُ باستمرار على بابِ قلوبِنا لنَفتحَ له، كي يدخلَ ويرتاحَ في نفوسِنا، وكي نغسلَ قدمَيه ونَدهنَهما بالطيب، وكي يقيمَ عندَنا. في مكان ما، لامَ يسوع ذاك الذي لم يغسلْ له قدمَيه، وفي مكان آخر قالَ: “هاءَنَذا واقفٌ على البابِ أقرَعُه، فإن سَمِعَ أحدٌ صوتي وفَتَحَ الباب، دَخَلْتُ إليه وتعَشَّيْتُ معه وتَعَشّى معي” (رؤ3: 20). لذا، تحمَّلَ هذه الآلام كلّها، وأسلَمَ جسدَه للموت وخلَّصَنا من العبوديّة؛ كي يدخلَ إلى نفوسِنا ويقيمَ فيها.
لذا، قالَ يسوع المسيح في الدينونة العظمى للذين سيكونونَ على الشمال وسيُرسَلونَ إلى النار الأبديّة المُعدَّة لإبليس ومَلائكتِه: “لأنّي جُعْتُ فَما أطعَمتُموني، وعَطِشْتُ فَما سَقَيتُموني، وكنتُ غريبًا فَما آوَيتُموني، وعُريانًا فَما كَسَوتُموني، ومريضًا وسَجينًا فَما زُرتُموني” (متى25: 42-43). لأنّ طعامَه وشرابَه وكِساءَه وسقفَه وراحتَه هي في قلوبِنا. لذا، هو يقرعُ باستمرار، طالبًا الدخول إلى قلوبِنا. إذًا، فَلنَستَقبلْه ولنُدخلْهُ إلى قلوبِنا، بصفته أيضًا طعامنا وشرابنا وحياتنا الأبديّة.
وكلّ نفسٍ لا تستَقبلُه الآن في داخلِها كي يجدَ الراحة، أو بالأحرى كي ترتاحَ فيه، لن ترثَ ملكوت السموات مع القدّيسين، ولن تتمكّنَ من الدخول إلى المدينة السماويّة. لكن أنتَ، يا ربّنا يسوع المسيح، امنَحنا أن ندخلَ إلى المدينة السماويّة، نحن الذين نمجِّدُ اسمَكَ مع الآب والروح القدس، إلى دهر الداهرين، آمين.