القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 23 مارس – أذار 2021 “
الثلاثاء قبل الشعانين
تذكار الشهيد في الأبرار نيكون وتلاميذه المئة والتسعة والتسعين
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 23-14:5
يا إِخوَة، نُحَرِّضُكُم أَن أَنذِروا أَصحابَ ٱلبَلبَلَةِ، شَجِّعوا صِغارَ ٱلنُّفوسِ، أَسنِدوا ٱلضُّعَفاءَ، تَأَنّوا عَلى ٱلجَميع.
إِحذَروا أَن يُكافِئَ أَحَدٌ آخَرَ عَلى شَرٍّ بِشَرٍّ، بَلِ ٱسعَوا في ٱلخَيرِ كُلَّ حينٍ بَعضُكُم لِبَعضٍ وَلِلجَميع.
إِفرَحوا كُلَّ حين.
صَلّوا بِلا ٱنقِطاع.
أُشكُروا في كُلِّ حالٍ، لِأَنَّ هَذهِ هِيَ مَشيئَةُ ٱللهِ في ٱلمَسيحِ يَسوعَ مِن جِهَتِكُم.
لا تُطفِئوا ٱلرّوح.
لا تَزدَروا ٱلنُّبوّات.
إِمتَحِنوا كُلَّ شَيءٍ، تَمَسَّكوا بِما هُوَ حَسَن.
إِمتَنِعوا عَن كُلِّ شِبهِ شَرٍّ،
وَإِلَهُ ٱلسَّلامِ نَفسُهُ يُقَدِّسُكُم تَقديسًا كامِلاً. وَلتُحفَظ روحُكُم وَنَفسُكُم وَجَسَدُكُم سالِمَةً بِغَيرِ لَومٍ، عِندَ مَجيءِ رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيح.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 34-30:8
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، أَوصى يَسوعُ تَلاميذَهُ أَن لا يَقولوا عَنهُ لِأَحَدٍ إِنَّهُ ٱلمَسيح.
وَبَدَأَ يُعَلِّمُهُم أَنَّهُ يَنبَغي لِٱبنِ ٱلإِنسانِ أَن يَتَأَلَّمَ كَثيرًا، وَأَن يَرذُلَهُ ٱلشُّيوخُ وَرُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ وَٱلكَتَبَةِ، وَأَن يُقتَلَ وَيَقومَ بَعدَ ثَلاثَةِ أَيّام.
وَكانَ يَقولُ هَذا ٱلقَولَ صَريحًا، فَٱجتَذَبَهُ بُطرُسُ إِلَيهِ وَطَفِقَ يَزجُرُهُ.
أَمّا هُوَ فَٱلتَفَتَ وَنَظَرَ إِلى تَلاميذِهِ وَزَجَرَ بُطرُسَ قائِلاً: «إِذهَب عَنّي يا شَيطان! لِأَنَّكَ لا تُفَكِّرُ أَفكارَ ٱللهِ بَل أَفكارَ ٱلنّاس».
ثُمَّ دَعا ٱلجَمعَ مَعَ تَلاميذِهِ وَقالَ لَهُم: «مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَليُنكِر نَفسَهُ وَيَحمِل صَليبَهُ وَيَتبَعني.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 96
« إِنَّ أَفكارَكَ لَيسَت أَفكارَ الله، بل أَفكارُ البَشَر »
عندما يلزم الربّ مَن يريد أن يتبعه بأن يزهد بنفسه، نجد مطلبه صعبًا وقاسيًا. لكن حين يقوم ذاك الذي يأمرنا بمساعدتنا في التنفيذ، يصبح مطلبه غير صعب وغير مضني… وهذا الكلام الذي تكلّم به الربّ هو صحيح أيضًا: “إِنَّ نِيري لَطيفٌ وحِملي خَفيف” (مت 11: 30). في الواقع، إنّ الحبّ يخفّف من قساوة التعاليم. نحن نعرف الروائع كلّها التي يمكن أن يصنعها الحبّ… أيّة صعوبات لم يتحمّلها البشر، أيّة ظروف معيشيّة حقيرة وقاسية لم يتحمّلوا ليتمكّنوا من امتلاك ما يحبّونه! لماذا التعجّب من أن يقوم مَن يحبّ الرّب يسوع المسيح ويريد أن يتبعه، بأن يزهد بنفسه ليحبّه؟ فإذا خسر الإنسان نفسه بحبّه لذاته، فهو سيربحها بالتأكيد إن زهد بنفسه…
مَن تراه يرفض أن يتبع الرّب يسوع المسيح إلى حيث تسود السعادة الكاملة، والسلام المثالي والراحة الأبديّة؟ من المفيد أن نتبعه إلى هناك، لكن علينا أن نعرف الطريق الصحيح… قد يبدو لك أنّ الطريق وعرة، كما قد تشعر بالنفور منها فلا تريد من بعد أن تتبع الرّب يسوع المسيح. اقتفِ أثره! إذ إن الطريق التي رسمها البشر هي طريق وعرة، لكنّ الرّب يسوع المسيح سوّاها بصعوده إلى السماء. فمَن يرفض إذًا التقدّم نحو المجد؟
يحبّ الجميع الارتفاع بالمجد، لكن التواضع هو السّلّم التي يجب تسلّقه للوصول. لماذا ترفع رجلك أعلى منك؟ هل تريد السقوط بدل الصعود؟ ابدأ بهذا السلّم، فهو سيصعدك. فالتلميذان اللذان قالا: “اِمنَحْنا أَن يَجلِسَ أَحَدُنا عن يَمينِك، والآخَرُ عَن شِمالِكَ في مَجدِكَ”(مر10: 37)، لم يُعيرا أيّ اهتمام لنسبة التواضع هذه. كانا يهدفان إلى بلوغ القمّة ولم يريا السّلّم. لكنّ الربّ أراهما الخطوة. فماذا قال لهما؟ ” أَتَستَطيعانِ أَن تَشرَبا الكأسَ الَّتي سأَشرَبُها، أَو تَقبَلا المَعمودِيَّةَ الَّتي سَأَقبَلُها؟” (مر10: 38)؟ أنتما اللذان تريدان أن تصلا إلى مناصب الشرف، أتستطيعان أن تشربا كأس التواضع؟” لذا، فهو لم يقل فقط: “مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفْسِه”، لكنّه أضاف: “فليَحمِلْ صليبَه ويَتبَعْني “.