القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 28 أبريل – نيسان 2021 “
الأربعاء الرابع بعد الفصح – مُنتصف الخمسين
تذكار القدّيسَين الرسولَين من السبعين ياسون وسوسيبتروس
بروكيمنات الرسائل 1:17
أُذكُر جَماعَتَكَ ٱلَّتي ٱقتَنَيتَها مُنذُ ٱلقَديم، لَقَدِ ٱفتَدَيتَ صَولَجانَ ميراثِكَ.
-أَمّا ٱللهُ فَهُوَ مَلِكُنا قَبلَ ٱلدُّهور، أَجرى ٱلخَلاصَ في وَسَطِ ٱلأَرض. (لحن 1)
سفر أعمال الرسل 18-6:14
في تِلكَ ٱلأيّامِ، هَرَبَ ٱلرَّسولانِ إِلى لِستَرَةَ وَدَربَةَ مِن مُدُنِ ليكَؤونِيَّةَ وَإِلى ٱلنّاحِيَةِ حَولَهُما،
وَكانا هُناكَ يُبَشِّران.
وَكانَ بِلِستَرَةَ رَجُلٌ عاجِزُ ٱلرِّجلَينِ يَجلِسُ، وَهُوَ مُقعَدٌ مِن بَطنِ أُمِّهِ لَم يَمشِ قَطّ.
وَكانَ هَذا يَستَمِعَ لِبولُسَ وَهُوَ يَتَكَلَّم. فَتَفَرَّسَ فيهِ، وَلَمّا رَأى أَنَّ لَهُ إيمانًا لِيَخلُصَ،
قالَ بِصَوتٍ عَظيم: «قُم عَلى رِجلَيكَ مُنتَصِبًا!» فَوَثَبَ، وَطَفِقَ يَمشي.
فَلَمّا رَأى ٱلجُموعُ ما صَنَعَ بولُسُ، رَفَعوا أَصواتَهُم بِلُغَةِ ليكَؤونِيَةَ قائِلين: «إِنَّ ٱلآلِهَةَ تَشَبَّهوا بِٱلنّاسِ وَنَزَلوا إِلَينا».
وَسَمَّوا بَرنابا «زَوسا» وَبولُسَ «هَرمَس»، لِأَنَّهُ كانَ ٱلمُتَقَدِّمَ في ٱلكَلام.
وَأَتى كاهِنُ زَوسٍ، ٱلَّذي كانَ صَنَمُهُ قُدّامَ ٱلمَدينَةِ، بِثيرانٍ وَأَكاليلَ عِندَ ٱلأَبوابِ، وَكانَ يُريدُ أَن يَذبَحَ مَعَ ٱلجُموع.
فَلَمّا سَمِعَ بِذَلِكَ ٱلرَّسولانِ بَرنابا وَبولُسُ مَزَّقا ثِيابَهُما، وَوَثَبا نَحوَ ٱلجَمعِ صارِخَينِ وَقائِلين:
«أَيُّها ٱلرِّجالُ، لِماذا تَصنَعونَ هَذا؟ إِنَّما نَحنُ بَشَرٌ نَقبَلُ ٱلآلامَ مِثلَكُم، وَنَحنُ نُبَشِّرُكُم بِأَن تَرتَدّوا عَن هَذِهِ ٱلأَباطيلِ إِلى ٱللهِ ٱلحَيِّ، ٱلَّذي صَنَعَ ٱلسَّماءِ وَٱلأَرضِ وَٱلبَحرِ وَكُلَّ ما فيها،
ٱلَّذي تَرَكَ جَميعَ ٱلأُمَمِ في ٱلأَجيالِ ٱلسّالِفَةِ يَسلُكونَ في سُبُلِهِم،
مَعَ أَنَّهُ لَم يَدَع نَفسَهُ بِغَيرِ شُهُودٍ، مُتَفَضِّلاً وَرازِقًا مِنَ ٱلسَّماءِ أَمطارًا وَأَزمِنَةً مُثمِرَةً، وَمالِئًا قُلوبَنا طَعامًا وَسُرورًا».
وَبِهَذِهِ ٱلأَقوالِ لَم يَكُفّا ٱلجُموعَ عَن أَن يَذبَحوا لَهُما إِلاّ بِٱلجَهد.
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس يوحنّا 30-14:7
في ٱنتِصافِ ٱلعيدِ، صَعِدَ يَسوعُ إِلى ٱلهَيكَلِ وَكانَ يُعَلِّم.
وَكانَ ٱليَهودُ يَتَعَجَّبونَ وَيقولون: «كَيفَ هَذا يَعرِفُ ٱلكُتُبَ وَهُوَ لَم يَتَعَلَّم؟»
أَجابَهُم يَسوعُ وَقال: «إِنَّ تَعليمي لَيسَ مِنّي، بَل مِنَ ٱلَّذي أَرسَلَني.
فَمَن أَحَبَّ أَن يَعمَلَ مَشيئَتَهُ، فَهُوَ يَعرِفُ ٱلتَّعليمَ هَل هُوَ مِنَ ٱللهِ أَم أَنا أَتَكَلَّمُ بِهِ مِن عِندي.
إِنَّ مَن يَتَكَلَّمُ مِن عِندِهِ إِنَّما يَطلُبُ مَجدَ نَفسِهِ، فَأَمّا ٱلَّذي يَطلُبُ مَجدَ ٱلَّذي أَرسَلَهُ فَهُوَ صادِقٌ وَلا ظُلمَ فيه.
أَلَم يُعطِكُم مُوسى ٱلنّاموس؟ وَما أَحَدٌ مِنكُم يَعمَلُ بِٱلنّاموس! لِماذا تَطلُبونَ قَتلي؟»
أَجابَ ٱلجَمعُ وَقالوا: «إِنَّ بِكَ شَيطانًا! مَن يَطلُبُ قَتلَك؟»
أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُم: «لَقَد عَمِلتُ عَمَلاً واحِدًا فَعَجِبتُم بِأَجمَعِكُم.
لَقَد أَعطاكُم مُوسى ٱلخِتانَ، وَهُوَ لَيسَ مِن مُوسى لَكِن مِنَ ٱلآباءِ، فَتَختِنونَ ٱلإِنسانَ في ٱلسَّبت.
فَإِن كانَ ٱلإِنسانُ يُختَنُ في ٱلسَّبتِ لِئَلاَّ تُنقَضَ شَريعَةُ مُوسى، أَفَتَسخَطونَ عَلَيَّ لِأَنّي أَبرَأتُ ٱلإِنسانَ كُلَّهُ في ٱلسَّبت؟
لا تَحكُموا بِحَسَبِ ٱلظّاهِرِ، وَلَكِنِ ٱحكُموا حُكمًا عادِلاً».
فَقالَ أُناسٌ مِن أورَشَليم: «أَلَيسَ هَذا هُوَ ٱلَّذي يَطلُبونَ قَتلَهُ؟
وَها هُوَ يَتَكَلَّمُ عَلانِيَةً وَلا يَقولونَ لَهُ شَيئًا! أَلَعَلَّ ٱلرؤَساءَ تَيَقَّنوا أَنَّ هَذا هُوَ ٱلمَسيحُ حَقًّا؟
إِلاّ أَنَّ هَذا قَد عَرَفنا مِن أَينَ هُوَ، وَأَمّا ٱلمَسيحُ فَإِذا جاءَ فَلا يَعلَمُ أَحَدٌ مِن أَينَ هُوَ».
فَصاحَ يَسوعُ في ٱلهَيكَلِ وهُوَ يُعَلِّمُ وَقال: «إِنَّكُم تَعرِفوني وَتَعلَمونَ أَيضًا مِن أَينَ أَنا، وَأَنا لَم آتِ مِن عِندي. وَلَكِنَّ ٱلَّذي أَرسَلَني هُوَ حَقٌّ، وَأَنتُم لا تَعرِفونَهُ.
وَأَمّا أَنا فَأَعرِفُهُ لِأَنِّي مِنهُ، وَهُوَ أَرسَلَني».
فَكانوا يَطلُبونَ ٱلقَبضَ عَلَيه. وَلَكِن لَم يُلقِ أَحَدٌ عَلَيهِ يَدًا، لِأَنَّ ساعَتَهُ لَم تَكُن قَد جاءَت بَعد.
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
العظة 49
« فَتَعجَّبَ اليَهودُ وقالوا: كَيفَ يَعرِفُ هذا الكُتُبَ ولَم يَتَعَلِّمْ ؟ »
من خلال عدم ذهابِه إلى العيد في أيّامِه الأولى، بل انتظارِهِ إلى حينَ بلَغَ إلى أوسَطِه، كما لاحظَ ذلك الإنجيليّ، أرادَ ربُّنا بهذا التأخير أن يجعلَ اليهود أكثر انتباهًا إلى تَعليمِه. في الواقع، أولئكَ الذين بَحثوا عنه في الأيّام الأولى، رَأوه فجأةً أمام أعيُنِهم. وبالرغم من آرائهم المُسبَقة، أكانوا يعتَبِرونَه رجلاً صالحًا أو مُضلِّلاً للشعب، فقد كانوا يميلون تلقائيًّا إلى إظهار اهتمام أكبر بتَعليمِه: البعض لتَأمُّلِه وللاستفادة منه، والبعض الآخر لمُفاجَأتِه وللنيلِ من شخصِه…
ما كان موضوع تعليمه؟ لم يذكر الإنجيلي شيئًا عن هذا الموضوع. لكنّه أخبَرَ فقط أنّه كان يعلِّمُ بطريقة مدهشة، لأنّ تعليمَه كان يَتميَّز بأنّه تعليمُ إنسانٍ لديه سلطان إلى حدّ أنّ أولئك الذين كانوا يتَّهمونَه بتضليل الشعب، غيّروا آراءهم وبدوا مُندَهشين تمامًا. “فَتَعجَّبَ اليَهودُ وقالوا: كَيفَ يَعرِفُ هذا الكُتُبَ ولَم يَتَعَلِّمْ؟” لاحظوا كيف كانَتْ دهشتُهم مُتَّسِمةً بالحيلة؛ في الواقع، لم يُخبِرنا الإنجيلي بأنّ تعليمَه هو الذي أثارَ دهشَتهم، بل كانَ هنالك سببًا آخر، وهو اكتشاف كيفيّة اكتسابِه هذه المعرفة كلِّها.
نتيجة هذا التردّد وهذه الشكوك، كان يجب أن يَتَوصَّلوا إلى الاستنتاج التالي: إنّ المعرفة التي كانتْ لدى المُخلِّص لم تكن من مصدر بشري، بل من مصدر إلهي. لكنّهم اكتَفوا بإبداء الدهشة، لأنّهم رفَضوا التوصُّل إلى هذا الاستنتاج. لذا، قام الرّب بإيضاح هذا الأمر حين أجاب: “لَيسَ تَعليمي مِن عِندي بل مِن عِندِ الَّذي أَرسَلَني”.