القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 3 يونيو – حزيران 2021 “
الخميس الثاني بعد العنصرة: خميس الجسد الإلهيّ
تذكار القدّيس الشهيد لوكليانوس
بروكيمنات الرسائل 1:27
أَعطى أَتقِياءَهُ غِذاءً، سَيَذكُرُ إِلى ٱلأَبَدِ ميثاقَهُ.
-صَنَعَ ذِكرًا لِمُعجِزاتِهِ، أَلرَّبُّ رَحيمٌ وَرَؤُوف. (لحن 1)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 32-23:11
يا إِخوَة، إنِّي تَسَلَّمتُ مِنَ ٱلرَّبِّ ما سَلَّمتُهُ أَيضًا إِلَيكُم:
أَنَّ ٱلرَّبَّ يَسوعَ، في ٱللَّيلَةِ ٱلَّتي أُسلِمَ فيها، أَخَذَ خُبزًا، وَشَكَرَ وَكَسَرَ وَقال: «خُذوا كُلوا هَذا هُوَ جَسَدي ٱلَّذي يُكسَرُ لِأَجلِكُم. إِصنَعوا هَذا لِذِكري».
وَكَذَلِكَ ٱلكَأسَ مِن بَعدِ ٱلعَشاءِ قائِلاً: «هَذهِ ٱلكَأسُ هِيَ ٱلعَهدُ ٱلجَديدُ بِدَمي. إِصنَعوا هَذا كُلَّما شَرِبتُم لِذِكري».
فَإِنَّكُم كُلَّما أَكَلتُم هَذا ٱلخُبزَ وَشَرِبتُم هَذهِ ٱلكَأسَ، تُخبِرونَ بِمَوتِ ٱلرَّبِّ إِلى أَن يَأتي.
فَأَيُّ إِنسانٍ يَأكُلُ هَذا ٱلخُبزَ أَو يَشرَبُ كَأسَ ٱلرَّبِّ بِدونِ ٱستِحقاقٍ، يَكونُ مُجرِمًا إِلى جَسَدِ ٱلرَّبِّ وَدَمِهِ.
فَليَختَبِرِ ٱلإِنسانُ نَفسَهُ، وَهَكَذا فَليَأكُل مِنَ ٱلخُبزِ وَيَشرَب مِنَ ٱلكَأس.
لِأَنَّ مَن يَأكُلُ وَيَشرَبُ بِدونِ ٱستِحقاقٍ، إِنَّما يَأكُلُ وَيَشرَبُ دَينونَةً لِنَفسِهِ، إِذ لَم يُمَيِّز جَسَدَ ٱلرَّبّ.
وَلِذَلِكَ كَثيرونَ فيكُم مَرضى وَضُعَفاءُ، وَكَثيرونَ يَرقُدون.
فَلَو كُنّا نَدينُ أَنفُسَنا لَما كُنّا نُدان.
لَكِنَّنا إِذ نُدانُ، إِنَّما يُؤَدِّبُنا ٱلرَّبُّ، لِئَلا يُقضى عَلَينا مَعَ ٱلعالَم.
هلِّلويَّات الإنجيل
ذوقوا وَٱنظُروا ما أَطيَبَ ٱلرَّبّ. طُوبى لِلرَّجُلِ ٱلمُتَوَكِّلِ عَلَيه.
-أَلأَغنِياءُ ٱفتَقَروا وَجاعوا. أَمّا مُلتَمِسو ٱلرَّبِّ فَلا يُعوِزوُهُم شَيءٌ مِنَ ٱلخَير. (لحن 2)
إنجيل القدّيس يوحنّا 54-48:6
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ آمَنوا بِهِ مِنَ ٱليَهود: «أَنا خُبزُ ٱلحَياة.
آباؤُكُم أَكَلوا ٱلمَنَّ في ٱلبَرِّيَّةِ وَماتوا.
هَذا هُوَ ٱلخُبزُ ٱلنّازِلُ مِنَ ٱلسَّماءِ، لِكَي لا يَموتَ كُلُّ مَن يَأكُلُ مِنهُ.
أَنا ٱلخُبزُ ٱلحيُّ ٱلنّازِلُ مِنَ ٱلسَّماء. إِن أَكَلَ أَحَدٌ مِن هَذا ٱلخُبزِ يَحيا إِلى ٱلأَبَدِ، وَٱلخُبزُ ٱلَّذي سَأُعطيهِ أَنا هُوَ جَسَدي ٱلَّذي سَوفَ أُعطيهِ مِن أَجلِ حَياةِ ٱلعالَم».
فَخاصَمَ ٱليَهودُ بَعضُهُم بَعضًا قائِلين: «كَيفَ يَقدِرُ هَذا أَن يُعطِيَنا جَسَدَه لِنَأكُلَهُ؟»
فَقالَ لَهُم يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِن لَم تَأكُلوا جَسَدَ ٱبنِ ٱلبَشَرِ وَتَشرَبوا دَمَهُ، فَلا حَياةَ لَكُم في أَنفُسِكُم.
مَن يَأكُل جَسَدي وَيَشرَب دَمي فَلَهُ ٱلحَياةُ ٱلأَبَدِيَّةُ، وَأَنا أُقيمُهُ في ٱليَومِ ٱلأَخير.
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
العظة 24 عن الرّسالة الأولى إلى أهل كورنتُس
« هذا هو دَمي دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجلِ جَماعَةِ النَّاس »
يبرهن المُحِبّون في هذا العالم عن كَرَمِهم من خلال تقديم الأموال والثياب والهدايا المتنوّعة؛ غير أنّه ما من أحد يعطي دمه. أمّا الرّب يسوع فقد أعطاه، وهو بذلك برهن عن حنانه تجاهنا وحرارة محبّته لنا. بحسب الشريعة القديمة،… كان الله يقبل دم الذبائح، إنّما فعل ذلك ليمنع شعبه من تقديمه للأوثان، وفي ذلك، بحدّ ذاته، برهان لحبّه الكبير. لكنّ الرّبّ يسوع المسيح كان قد بدّل هذه الشعائر… فالضحيّة ما عادت هي نفسها، لأنّه قدّم نفسه ذبيحةً.
” أَلَيسَ الخُبْزُ الَّذي نَكسِرُه مُشارَكَةً في جَسَدِ المسيح؟” (1كور 10: 16)… ما هو هذا الخبز؟ إنّه جسد الرّب يسوع. ماذا يصبح مَن يتناول منه؟ يصبحون جسد المسيح: ليس أجسادًا كثيرة، إنّما جسدٌ واحد. وكما أنّ الخبز المؤلّف من حبّات القمح الكثيرة هو خبز واحد فيه تلاحمت الحبّات، وكما أنّ الحبّات ما زالت موجودة، ولكنّه يستحيل عزلها عن ذاك الجمهور الشديد الترابط، هكذا نحن جميعًا مع بعضنا بعضًا ومع الرّب يسوع نصبح وحدةً متكاملةً… والآن إن كُنّا نتشارك كلّنا بالخبز الواحد، وإن كنّا بأجمعنا متّحدين بالرّب يسوع المسيح الواحد نفسه، لمَ لا نظهر هذا الحبّ نفسه؟ ولمَ لا نصبح واحدًا في هذا أيضًا؟
هذا ما كان ظاهرًا في البدايات: “وكانَ جَماعَةُ الَّذينَ آمَنوا قَلبًا واحِدًا ونَفْساً واحِدة، لا يَقولُ أَحدٌ مِنهم إِنَّه يَملِكُ شَيئًا مِن أَموالِه، بل كانَ كُلُّ شَيءٍ مُشتَرَكًا بَينَهم” (أع 4: 32)… إن الرّب يسوع المسيح قد جاء ليبحث عنك، أنت يا من كان بعيدًا عنه، وهو يريد أن يتّحد بك، وأنت، ألا تريد أن تتّحد مع أخيك؟… تنفصل عنه بشدّة، بعد أن حصلت من الربّ البرهان عن حبّه العظيم! في الواقع، فهو لم يعطِنا جسده وحسب؛ بل بما أنّ جسدنا المأخوذ من التراب كان قد فقد الحياة ومات بسبب الخطيئة، أدخل إليه مادّةً جديدةً كأنّها خميرة، إن جاز التعبير. وهذه المادّة هي جسده الخاصّ، الّذي هو من طبيعة جسدنا، ولكنه منزّه عن الخطأ ومملوء حياة. ولقد أعطاه إلينا أجمعين، حتّى إذا تغذّينا من هذه المائدة بالجسد الجديد… يمكننا أن ندخل الحياة غير المائتة.