القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 16 يونيو – حزيران 2021 “
الأربعاء الرابع بعد العنصرة
تذكار أبينا القدّيس تيخون الصانع العجائب أسقف أماثوس في قبرص
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 12-2b:11
يا إِخوَة، أَما تَعلَمونَ ماذا يَقولُ ٱلكِتابُ في إيلِيّا، كَيفَ يَتَشَكّى إِلى ٱللهِ مِن إِسرائيلَ قائِلاً:
«يا رَبُّ، قَد قَتَلوا أَنبِياءَكَ وَقَوَّضوا مَذابِحَكَ، وَبَقيتُ أَنا وَحدي وَهُم يَطلُبونَ نَفسي!»
وَلَكِن ماذا يَقولُ لَهُ ٱلوَحي؟ «إِنّي أَبقَيتُ لِنَفسي سَبعَةَ آلافِ رَجُلٍ لَم يَحنوا رُكبَةً لِلبَعل».
فَهَكَذا في الزَّمانِ ٱلحاضِرِ أَيضًا، بَقِيَت بَقِيَّةٌ عَلى حَسَبِ ٱختِيارِ ٱلنِّعمَة.
فَإِن كانَ ذَلِكَ بِٱلنِّعمَةِ، فَلَيسَ بَعدُ مِنَ ٱلأَعمالِ، وَإِلاّ فَلَيسَتِ ٱلنِّعمَةُ نِعمَةً بَعد. وَإِن كانَ مِنَ ٱلأَعمالِ، فَلَيسَ بَعدُ نِعمَةً، وَإِلا فَلَيسَ ٱلعَمَلُ عَمَلاً بَعد.
فَماذا إِذَن؟ إِنَّ ما يَطلُبُهُ إِسرائيلُ لَم يَنَلهُ، وَإِنَّما نالَهُ ٱلمُختارون. وَأَمّا ٱلباقونَ فَقَسَوا.
كَما هُوَ مَكتوب: «أَعطاهُمُ ٱللهُ روحَ سُباتٍ، عُيونًا لِكَي لا يُبصِروا، وَآذانًا لِكَي لا يَسمَعوا حَتّى هَذا ٱليَوم».
وَداوُدُ يَقول: «لِتَصِر مائِدَتُهُم فَخًّا وَٱقتِناصًا وَمَعثَرةً وَمُجازاةً لَهُم.
لِتُظلِم عُيونُهُم لِكَي لا يُبصِروا، وَٱحنِ ظُهورَهُم كُلَّ حين».
فَأَقول: هَل عَثَروا لِكَي يَسقُطوا؟ حاشى! بَل بِزَلَّتِهِم حَصَلَ ٱلخَلاصُ لِلأُمَمِ لِإِغارَتِهِم.
فَإِن كانَت زَلَّتُهُم غِنًى لِلعالَمِ، وَنُقصانُهُم غِنًى لِلأُمَمِ، فَكَم بِالحَرِيِّ ٱمتِلاؤُهُم؟
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس متّى 26-20:11
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، بَدَأَ ٱلرَّبُّ يُقَرِّعُ ٱلمُدُنَ ٱلَّتي كانَ فيها أَكثَرُ عَجائِبِهِ لِأَنَّها لَم تَتُب:
«أَنِ ٱلوَيلُ لَكِ يا كورَزينُ، ٱلوَيلُ لَكِ يا بَيتَ صَيدا. لِأَنَّهُ لَو حَدَثَ في صورَ وَصَيدا ما حَدَثَ فيكُما مِنَ ٱلعَجائِبِ، لَتابَتا مِن قَديمٍ جالِسَتَينِ في ٱلمِسحِ وَٱلرَّماد.
لَكِنَّني أَقولُ لَكُم: إِنَّ صورَ وَصَيدا سَتَكونانِ أَخَفَّ حالَةً مِنكُما في يَومِ ٱلدّين.
وَأَنتِ يا كَفَرناحومُ ٱلمُرتَفِعَةُ إِلى ٱلسَّماءِ سَيُهبَطُ بِكِ إِلى ٱلجَحيم، لِأَنَّهُ لَو صُنِعَ في سَدومَ ما صُنِعَ فيكِ مِنَ ٱلعَجائِبِ لَثَبَتَت إِلى ٱليَوم.
لَكِنَّني أَقولُ لَكُم: إِنَّ أَرضَ سَدومَ سَتَكونُ أَخَفَّ حالَةً مِنكِ في يَومِ ٱلدّين».
في ذَلِكَ ٱلوَقتِ أَجابَ يَسوعُ وَقال: «أَعتَرِفُ لَكَ أَيُّها ٱلآبُ رَبُّ ٱلسَّماءِ وَٱلأَرضِ، لِأَنَّكَ أَخفَيتَ هَذِهِ عَنِ ٱلحُكَماءِ وَٱلفُهَماءِ وَكَشَفتَها لِلأَطفال.
نَعَم أَيُّها ٱلآبُ، لِأَنَّهُ هَكذا حَسُنُ لَدَيك».
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 – 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
دراسة حول المزامير السبعة الخاصّة بالتوبة
« ثُمَّ أَخَذَ يُعَنِّفُ المُدُنَ الَّتي جَرَت فيها أَكثرُ مُعجِزاتِه بِأَنَّها ما تابَت »
لنصرخ مع النّبيّ داود ولنستمع إليه يبكي ولنزرف معه الدموع. لننظر كيف تعافى ولنفرح معه بالقول: “اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ وبِكَثرَةِ رأفَتِكَ اَمْحُ مَعاصِيَّ” (مز 51[50]: 3)
فَلنضع نُصُب أعين نفسنا رجلاً مصابًا بجروح خطيرة، على وشك لفظ نفسه الأخير، ويرزح عاريًا في الغبار. في غمر رغبته في رؤية الطبيب، يئنّ ويطلب مِمّن يفهم حالته الرحمة. فالخطيئة هي جرح في النّفس. أنت أيّها المجروح، اعلم بأنّ طبيبك موجودٌ في داخلك، فاكشف له عن جراح خطاياك. فليسمع أنين قلبك، هو الذي يعرف كلّ فكرة خفيّة. دعه يتأثّر بدموعك، وإن كان يجب البحث عنه بإلحاح، ارفع إليه من صميم قلبك تنهّداتٍ عميقة. ليَصِلْ ألمك إليه وليُقَلْ لكَ أنت أيضًا كما قيل لداود: “أَنَّ الرَّبَّ أَيضاً قد نَقَلَ خطيئَتَكَ عنكَ، فلا تَموت” (2صم 12: 13).
” اِرحَمْني يا أَللهُ بِحَسَبِ رَحمَتِكَ”. إنّ أولئك الذين يقلّلون من أهميّة ذنبهم لأنّهم لا يعرفون ذلك الحنان الكبير، هؤلاء لا يجذبون إليهم إلاّ القليل من الحنان. بالنسبة إليّ، أنا عالمٌ بآثامي وقد ارتكبت الخطايا بوعي كامل. لكن أنت، أيّها الطبيب الكليّ القدرة، فإنّك تؤدّب أولئك الذين يحتقرونك، وتعلّم أولئك الذين يجهلون خطاياهم وتغفر لأولئك الذين يعترفون بها لك.