القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 12 يوليو – نموز 2021 “
الاثنين الثامن بعد العنصرة
تذكار القدّيسَين الشهيدَين بروكلوس وإيلاريوس
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 18-13:9
يا إِخوَة، أَلا تَعلَمونَ أَنَّ ٱلَّذينَ يَتَوَلّونَ ٱلأَعمالَ ٱلكَهَنوتِيَّةَ يَأكُلونَ مِنَ ٱلهَيكَلِ، وَٱلَّذينَ يُلازِمونَ ٱلمَذبَحَ يُقاسِمونَ ٱلمَذبَح؟
هَكَذا رَتَّبَ ٱلرَّبُّ أَيضًا أَنَّ ٱلَّذينَ يُبَشِّرونَ بِٱلإِنجيلِ يَعيشونَ مِنَ ٱلإِنجيل.
إِلاّ أَنّي لَم أَستَعمِل مِن ذَلِكَ شَيئًا، وَلا كَتَبتُ هَذا لِكَي يُجرَى لي مِثلُ ذَلِكَ. لِأَنَّهُ خَيرٌ لي أَن أَموتَ مِن أَن يُعَطِّلَ أَحَدٌ فَخري.
لِأَنّي إِذا بَشَّرتُ فَلَيسَ لي فَخرٌ، لِأَنَّ ذَلِكَ ضَرورَةٌ مَوضوعَةٌ عَلَيَّ. وَٱلوَيلُ لي إِن لَم أُبَشِّر!
فَإِنّي إِن كُنتُ أَفَعلُ هَذا طَوعًا فَلي ثَواب. وَلَكِن إِن كُرهًا، فَأَنا مُؤتَمَنٌ عَلى وَكالَة.
فَما ثَوابي إِذَن؟ هُوَ أَنّي حينَ تَبشيري أُبَشِّرُ بِإِنجيلِ ٱلمَسيحِ مَجّانًا، حَتّى لا أَستَعمِل سُلطاني في ٱلإِنجيل.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 6-1:16
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا إِلى يَسوعَ ٱلفَرّيسِيّونَ وَٱلصَّدّوقِيّونَ، وَسَأَلوهُ لِيُجَرِّبوهُ أَن يُرِيَهُم آيَةً مِنَ ٱلسَّماءِ،
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «إِذا كانَ ٱلمَساءُ قُلتُم: يَكونُ صَحوٌ، لِأَنَّ ٱلسَّماءَ مُحمَرَّة.
وَفي ٱلصَّباحِ تَقولون: أَليَومَ شِتاءٌ، لِأَنَّ ٱلسَّماءَ مُحمَرَّةٌ كٱلِحَة. أَيُّها ٱلمُراؤونَ! إِنَّكُم تَعرِفونَ أَن تُمَيِّزوا وَجهَ ٱلسَّماءِ، أَمّا عَلاماتُ ٱلأَزمِنَةِ أَفَلا تَستَطيعونَ أَن تُمَيِّزوها؟
جيلٌ شِرّيرٌ فاسِقٌ يَطلُبُ آيَةً، فَلا يُعطى آيَةً إِلاّ آيَةَ يونانَ ٱلنَّبِيّ». ثُمَّ تَرَكَهُم وَمَضى.
وَلَمّا جاءَ تَلاميذُهُ إِلى ٱلعِبرِ، نَسوا أَن يَأخُذوا خُبزًا.
فَقالَ لَهُم يسوعُ: «أُنظُروا وَٱحذَروا مِن خَميرِ ٱلفَرّيسِيّينَ وَٱلصَّدّوقِيّين».
التعليق الكتابي :
القدّيس هيلاريوس (315 – 367)، أسقف بواتييه وملفان الكنيسة
الثالوث، الكتاب 12، 52 -53
« جيلٌ فاسدٌ فاسِقٌ يُطالِبُ بِآيةٍ ولَن يُعطى سِوى آيةِ يونان »
أيّها الآب القدّوس، الله الكليّ القدرة…، حين أرفع نور عينيّ الضعيف نحو سمائك، هل يمكنني الشكّ في أنّها سماؤك؟ عندما أتأمّل حركة النجوم، وعودتها خلال دورة السنة، عندما أشاهد الكواكب: الدّب الأصغر ونجمة الصبح، وحين أتأمّل كيف تلمع كلّ واحدة في المكان الذي حُدّد لها، أفهم، يا ربّ، أنّك هنا، في هذه الكواكب التي لا أفهمها. حين أرى “عظمة البحار الطاغية” (راجع مز 93[92]: 4)، لا أدرك أبدًا أساس هذه المياه، كما لا أدرك البتّة ما الذي يحرّك مدّها وجزرها المنتظم، إلاّ أنّني أؤمن بوجود سبب، غير مُدرك طبعًا بالنسبة إليّ، لهذه الحقائق التي أجهلها، وهنا أيضًا أشعر بحضورك.
إن حوّلتُ روحي نحو الأرض التي تجعل كلّ البذور التي تحتويها في جوفها تتحللّ، من خلال ديناميّة القوى المخفيّة، ومن ثمّ تنمّيها شيئًا فشيئًا وتكثرها، ثم تجعلها تكبر، لا أجد في هذا كلّه أيّ شيء يمكنني فهمه بذكائي؛ لكنّ هذا الجهل يساعدني على تمييزك أنتَ؛ فإذا كنتُ لا أعرف الطبيعة التي وُضعَت في خدمتي، إلاّ أنّني ألتقيكَ بمجرّد أنّ هذه الطبيعة هنا في خدمتي…
إن تحوّلت إلى ذاتي، تُظهر لي الخبرة أنّني أجهل ذاتي وأشعر بالإعجاب بكَ في حين أنا غريب بالنسبة إليّ. حتّى لو أنّني لا أستطيع أن أفهمها، لكنّني أختبر حركات نفسي التي تحكم بأنّني مدين لكَ بهذه الخبرة، أنتَ الذي شاركتَني في هذه الطبيعة الحسّاسة التي هي فرحي، حتّى لو كان مصدرها يتخطّى ذكائي. أنا أجهل ذاتي، لكنّني في ذاتي أجدُكَ؛ وعندما أجدُكَ، أعبدُكَ.