القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 28 أغسطس – آب 2021 “
السبت الرابع عشر بعد العنصرة
تذكار أبينا البارّ موسى الحبشيّ
تذكار أبينا في القدّيسين أوغسطينوس أسقف إبونة
بروكيمنات الرسائل 1:6
إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 5-1:4
يا إِخوَة، هَكَذا فَليَحسَبنا ٱلإِنسانُ كَخُدّامِ ٱلمَسيحِ وَوُكَلاءِ أَسرارِ ٱلله.
وَإِنَّما يُطلَبُ في ٱلوُكَلاءِ أَن يُوجَدَ كُلٌّ مِنهُم أَمينًا.
أَمّا أَنا فَأَقَلُّ شَيءٍ عِندي أَن تَحكُموا فِيَّ أَنتُم أَو مَحكَمَةٌ بَشَرِيَّةٌ، بَل وَلا أَحكُمُ في نَفسي،
إِذ لا أَشعُرُ بِشَيءٍ في ضَميري، لَكِنّي لَستُ مُبَرَّرًا بِذَلِك. أَمّا ٱلَّذي يَحكُمُ فِيَّ فَهُوَ ٱلرَّبّ.
فَلِهَذا لا تَحكُموا بِشَيءٍ قَبلَ ٱلأَوانِ، إِلى أَن يَأتي ٱلرَّبُّ ٱلَّذي سَيُنيرُ خَفايا ٱلظَّلامِ، وَيوضِحُ أَفكارَ ٱلقُلوبِ، وَحينَئِذٍ يَكونُ مَدحُ كُلِّ أَحَدٍ مِنَ ٱلله.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 12-1:23
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كَلَّمَ يَسوعُ ٱلجُموعَ وَتَلاميذَهُ قائِلاً:
«عَلى كُرسِيِّ موسى جَلَسَ ٱلكَتَبَةُ وَٱلفَرّيسِيّون.
فَمَهما قالوا لَكُم أَن تَحفَظوهُ فَٱحفَظوهُ وَٱعمَلوا بِهِ. وَأَمّا مِثلَ أَعمالِهِم فَلا تَعمَلوا، لِأَنَّهُم يَقولونَ وَلا يَفعَلون.
فَإِنَّهُم يَحزِمونَ أَحمالاً ثَقيلَةً شاقَّةَ ٱلحَملِ، وَيَجعَلونَها عَلى مَناكِبِ ٱلنّاسِ، وَلا يُريدونَ أَن يُحَرِّكوها بِإِصبَعِهِم.
كُلُّ أَعمالِهِم يَصنَعونَها رِئاءً أمامَ ٱلنّاسِ، فَيُعَرِّضونَ عصائِبَهُم وَيُطَوِّلونَ أَهدابَ ثِيابِهِم،
وَيُحِبّونَ أَوَّلَ ٱلمُتَّكَآتِ في ٱلوَلائِمِ وَصُدورَ ٱلمَجالِسِ في ٱلمَجامِعِ،
وَٱلتَّحِيّاتِ في ٱلسّاحاتِ، وَأَن يَدعوَهُمُ ٱلنّاسُ: مُعَلِّمي مُعَلِّمي.
أَمّا أَنتُم فَلا تُدعَوا مُعَلِّمينَ، فَإِنَّ مُدبِّرَكُم واحِدٌ هُوَ ٱلمَسيحُ وَأَنتُم جَميعًا إِخوَة.
وَلا تَدعوا لَكُم أَبًا عَلى ٱلأَرضِ، فَإِنَّ أَباكُم واحِدٌ هُوَ ٱلَّذي في ٱلسَّماوات.
وَلا تُدعَوا مُدَبِّرينَ، لِأَنَّ مُدَبِّرَكُم واحِدٌ هُوَ ٱلمَسيح.
وَٱلأَكبَرُ فيكُم يَكونُ لَكُم خادِمًا.
فَمَن رَفَعَ نَفسَهُ وُضِع، وَمَن وَضَعَ نَفسَهُ رُفِع».
التعليق الكتابي :
القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم (نحو 345 – 407)، أسقف أنطاكية ثمّ القسطنطينيّة ومعلِّم في الكنيسة
بشأن صعوبة فهم الربّ
“فَمَن يَرفَع نَفسَهُ يَتَّضِع، وَمَن يَضَع نَفسَهُ يَرتَفِع”
لا يوجد أيّ تواضع في أن يعتبر المرء نفسه خاطئًا إن كان فعلاً كذلك. بل إنّ التواضع هو أن لا يَعتدَّ بنفسه ذاك الذي يعلم بأنّه قام بإنجاز العديد من الأمور العظيمة؛ بل يكون على غرار بولس الرسول الذي قال: “فإنّي لستُ أشعُرُ بِشَيءٍ في ذاتي”. ثمّ أضافَ قائلاً: “لكنّني لستُ بذلِكَ مُبَرَّرًا. وَلكنَّ الذي يَحْكُمُ فيَّ هو الربّ” (1كور4: 4)، وقالَ أيضًا: “أنّ المَسيحَ يَسوعَ جاءَ إلى العالَمِ لِيُخلِّصَ الخَطأة الذينَ أَوّلهُم أَنَا” (1طيم1: 15). هذا هو التواضع: أن نتواضع بالروح على الرغم من عظمة أعمالنا.
إنّ الربّ بسبب حبّه اللامتناهي للإنسان يستقبلُ، ليس فقط مَن يتواضع بهذه الطريقة، بل أيضًا مَن يعترفُ صراحةً بأخطائه، ويظهرُ العطف والرعاية لمَن يتصرّف بهذه الطريقة. وحتّى تعرفَ كم هو جيّد أن لا تَعتدَّ بنفسكَ، تخيّلْ نفسكَ أمام عربتين: أربطْ إلى الأولى الفضيلة والإعتزاز، وإلى الثانية الخطيئة والتواضع. سترى عربة الخطيئة تتجاوز عربة الفضيلة ليس بقدرتها بل بقدرة التواضع الذي يرافقها، وسترى العربة الأخرى متأخّرة ليس بسبب ضعف الفضيلة بل نتيجةً لوزن الكبرياء وضخامته. وبالفعل، كما يتغلّب التواضع على ثقل الخطيئة بفضل ما يتمتّع به من قوّة هائلة على الإرتفاع ويصبح السبّاق في الصعود إلى السماء، فإنّ الكبرياء بسبب ثقل وزنه وضخامته يتغلّب على خِفّة الفضيلة ويجرّها بسهولة إلى الأسفل.