القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 6 سبتمبر – أيلول 2021 “
ذكر الأعجوبة التي جرت في كولوسي على يد ميخائيل زعيم الأجناد
بروكيمنات الرسائل 1:84
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
الرسالة إلى العبرانيّين 10-2:2
يا إِخوَة، إِن كانَتِ ٱلكَلِمَةُ ٱلَّتي نُطِقَ بِها عَلى أَلسِنَةِ ٱلمَلائِكَةِ قَد ثَبَتَت، وَكُلُّ تَعَدٍّ وَمَعصِيَةٍ قَد نالَ جَزاءً عَدلاً،
فَكَيفَ نُفلِتُ نَحنُ إِن أَهمَلنا خَلاصًا عَظيمًا كَهَذا، قَد نُطِقَ بِهِ عَلى لِسانِ ٱلرَّبِّ أَوَّلاً، ثُمَّ ثَبَّتَهُ لَنا ٱلَّذينَ سَمِعوهُ؟
وَٱللهُ يَشهَدُ مَعَهُم بِآياتٍ وَعَجائِبَ وَقُوّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ، وَتَوزيعاتِ ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ عَلى حَسَبِ مَشيئَتِهِ.
فَإِنَّهُ لَم يُخضِع لِلمَلائِكَةِ «ٱلمَسكونَةَ ٱلآتِيَةَ»، ٱلَّتي كَلامُنا فيها،
لَكِن شَهِدَ واحِدٌ في مَوضِعٍ قائِلاً: «ما ٱلإِنسانُ حَتّى تَذكُرَهُ؟ أَوِ ٱبنُ ٱلإِنسانِ حَتّى تَفتَقِدَهُ؟
نَقَّصتَهُ عَنِ ٱلمَلائِكَةِ قَليلاً، كَلَّلتَهُ بِٱلمَجدِ وَٱلكَرامَةِ، وَأَقَمتَهُ عَلى أَعمالِ يَدَيكَ،
وَأَخضَعتَ كُلَّ شَيءٍ تَحتَ قَدَمَيه». فَفي إِخضاعِهِ لَهُ كُلَّ شَيءٍ، لَم يَترُك شَيئًا غَيرَ خاضِعٍ لَهُ. إِلاّ أَنَّنا ٱلآنَ لَسنا نَرى بَعدُ كُلَّ شَيءٍ مُخضَعًا لَهُ،
وَإِنَّما نَرى يَسوعَ ٱلَّذي نُقِّصَ عَنِ ٱلمَلائِكَةِ قَليلاً لِأَجلِ أَلَمِ ٱلمَوتِ، مُكَلَّلاً بِٱلمَجدِ وَٱلكَرامَةِ، حَتّى يَذوقَ ٱلمَوتَ بِنِعمَةٍ مِنَ ٱللهِ مِن أَجلِ ٱلجَميع.
لِأَنَّهُ كانَ يَليقُ بِٱلَّذي كُلُّ شَيءٍ لِأَجلِهِ وَكُلُّ شَيءٍ بِهِ، وَقَد أَورَدَ إِلى ٱلمَجدِ أَبناءً كَثيرينَ، أَن يَجعَلَ مُبدِئَ خَلاصِهِم بِٱلآلامِ كامِلاً.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
-سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 21-16:10
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «مَن سَمِعَ مِنكُم فَقَد سَمِعَ مِنّي، وَمَن نَبَذَكُم فَقَد نَبَذَني، وَمَن نَبَذَني فَقَد نَبَذَ ٱلَّذي أَرسَلَني».
وَرَجَعَ ٱلسَّبعونَ بِفَرَحٍ قائِلين: «يا رَبُّ، إِنَّ ٱلشَّياطينَ أَيضًا تَخضَعُ لَنا بِٱسمِكَ!»
فَقالَ لَهُم: «رَأَيتُ ٱلشَّيطانَ ساقِطًا مِنَ ٱلسَّماءِ كَٱلبَرق».
ها أَنا ذا أُعطيكُم سُلطانًا أَن تَدوسوا ٱلحيّاتِ وَٱلعَقارِبَ وَقُوَّةَ ٱلعَدوِّ كُلَّها، وَما مِن شَيءٍ يَضُرُّكُم.
وَلَكِن لا تَفرَحوا بِأَنَّ ٱلأَرواحَ تَخضَعُ لَكُم، بَل بِٱلأَحرى ٱفرَحوا بأَنَّ أَسماءَكُم مَكتوبَةٌ في ٱلسَّماوات».
في تِلكَ ٱلسّاعَةِ تَهَلَّلَ يَسوعُ بِٱلرّوحِ وَقال: «أَعتَرِفُ لَكَ أَيُّها الآبُ رَبُّ ٱلسَّماواتِ وَٱلأَرضِ، لِأَنَّك أَخفَيتَ هَذِهِ عَنِ ٱلحُكَماءِ وَٱلعُقَلاءِ وَكَشَفتَها لِلأَطفال. نَعَم أَيُّها الآبُ، لِأَنَّهُ هَكذا حَسُنَ لَدَيك!»
التعليق الكتابي :
القديس يوحنّا بولس الثاني (1920-2005)، بابا روما
الرّسالة العامّة: “رسالة الفادي” (Redemptoris missio)، الأعداد 38+39
“مَن سَمِعَ إِلَيكُم سَمِعَ إِليَّ. ومَن أَعرَضَ عَنكم أَعرَضَ عَنِّي”
إنّ عصرنا هو في الوقت ذاته مأسوي وفتّان. في حين يبدو، من جهة، أن البشر يبحثون بحرارة عن الازدهار المادي ويغوصون أكثر في مادية الاستهلاك، يبرز، من جهة أخرى، قلق التفتيش عن المعنى، والحاجة إلى حياة داخلية، والتوق لتعلّم أشكال وطرق جديدة للتأمل وللصلاة. في الثقافات المطبوعة بالتدين، ولكن أيضا في المجتمعات المعلمنة، يُبحث عن المدى الروحيّ للحياة كدواء ضدّ التقلّص الإنساني. الظاهرة التي نسمّيها “عودة الدين” لا تخلو من اللبس، لكنها تحمل دعوة. للكنيسة تراث روحيّ لا ينفذ، تقدّمه للإنسانية في المسيحي الذي أعلن أنه “الطريق، والحق والحياة” (يو 14: 6).
على الكنيسة أن تبقى أمينة للمسيح. فهي جسده وتتابع رسالته. عليها أن تسير “كما سار المسيح نفسه على الطريق عينها، طريق الفقر والطاعة والخدمة وبذل الذات حتى الموت، الطريق التي خرج منها منتصرا بالقيامة” (1) إذا على الكنيسة أن تعمل كلّ شيء لنشر رسالتها في العالم حتى تبلغ كل الشعوب. لها أيضا الحقّ في ذلك، الحقّ الذي منحها اياه الله ليضع تصميمه الخلاصي في حيّز العمل. إنّ الحرية الدينية – المقيّدة والمكبوتة أحياناً – هي الشرط والضمانة لكل الحريات التي عليها يقوم الخير العام للأشخاص والشعوب. إننا لنتمنى أن تمنح الحرية الدينية الحقيقة للجميع وفي كلّ مكان… إن هذا الأمر هو حقّ لا ينتزع لكل شخص بشري.
إن الكنيسة تتوجه من ناحية أخرى إلى الإنسان بالاحترام الكلّي لحريته (2). إنّ الرسالة لا تضيّق على الحرية، بل إنها تعززها. الكنيسة تعرض، ولا تفرض شيئا: تحترم الأشخاص والثقافات وتتوقّف أمام مذبح الضمير. إلى الذين يعارضون نشاطها الرسولي، تكرّر الكنيسة: افتحوا الأبواب للمسيح!
المراجع:
(1) المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: “إلى الأمم” (Ad Gentes)، قرار في نشاط الكنيسة الإرساليّ عدد 5 – و”نور الأمم” (Lumen gentium)، دستور عقائدي في الكنيسة عدد 8.
(2) المجمع المسكوني الفاتيكاني الثاني: “الكرامة الإنسانية” (Dignitatis Humanæ)، بيان في الحرية الدينية، عدد 3 و4، والإرشاد الرّسولي ” إعلان الإنجيل” (Evangelii nuntiandi) الأعداد 12+ 79 -80