القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 14 سبتمبر – أيلول 2021 “
عيد رفع الصليب الكريم المحيي في كلّ العالم
بروكيمنات الرسائل 1:90
إِرفَعوا ٱلرَّبَّ إِلَهَنا وَٱسجُدوا لِمَوطِئِ قَدَمَيهِ، فَإِنَّهُ قُدّوس.
-أَلرَّبُّ قَد مَلَك، فَلتَسخَطِ ٱلشُّعوب. هُوَ جالِسٌ عَلى ٱلشّيروبيم، فَلتَرتَجِفِ ٱلأَرض. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 24-18:1
يا إِخوَة، إِنَّ كَلِمَةَ ٱلصَّليبِ عِندَ ٱلهالِكينَ جَهالَةٌ، وَأَمَّا عِندَنا نَحنُ المُخَلَّصينَ فَهِيَ قُوَّةُ ٱلله.
لِأَنَّهُ قَد كُتِب: «سَأُبيدُ حِكمَةَ ٱلحُكَماءِ وَأَرذُلُ فَهمَ ٱلفُهَماء».
أَينَ ٱلحَكيم؟ أَينَ ٱلكاتِب؟ أَينَ مِحجاجُ هَذا ٱلدَّهر؟ أَلَيسَ ٱللهُ قَد جَهَّلَ حِكمَةَ هَذا ٱلعالَم؟
فإِنَّهُ إِذ كانَ ٱلعالَمُ، وَهُوَ في حِكمَةِ ٱللهِ، لَم يَعرِفِ ٱللهَ بِٱلحِكمَةِ، حَسُنَ لَدى ٱللهِ أَن يُخَلِّصَ بِجَهالَةِ ٱلكِرازَةِ ٱلَّذينَ يُؤمِنون.
لِأَنَّ ٱليَهودَ يَسأَلونَ آيَةً، وَٱليونانِيّينَ يَطلُبونَ حِكمَة.
أَمّا نَحنُ فَنَكرِزُ بِٱلمَسيحِ مَصلوبًا، شَكًّا لِليَهودِ وَجَهالَةً لِليونانِيّين.
أَمّا لِلمَدعُوّينَ، يَهودًا وَيونانِيّينَ، فَٱلمَسيحُ قُوَّةُ ٱللهِ وَحِكمَةُ ٱلله.
هلِّلويَّات الإنجيل
أُذكُر جَماعتَكَ ٱلَّتي ٱقتَنَيتَها مُنذُ ٱلقَديم، لَقَدِ ٱفتَدَيتَ صَولَجانَ ميراثِكَ.
-أَمّا ٱللهُ فَهُوَ مَلِكُنا قَبلَ ٱلدُّهور، أَجرى ٱلخَلاصَ في وَسَطِ ٱلأَرض. (لحن 1)
إنجيل القدّيس متّى 35a-30b.28a-25.20-13.11-6:19.1:27
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، تَشاوَرَ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ جَميعًا وَشُيوخُ ٱلشَّعبِ عَلى يَسوعَ لِيُميتوهُ،
وَذَهَبوا إِلى بيلاطُسَ قائِلين: «إِصلِبهُ! إِصلِبهُ!» فَقالَ لَهُم بيلاطُس: «خُذوهُ أَنتُم وَٱصلِبوه. فَإِنّي لا أَجِدُ فيهِ عِلَّة».
أَجابَهُ ٱليَهود: «إِنَّ لَنا ناموسًا، وَبِحَسَبِ ناموسِنا هُوَ مُستَوجِبُ ٱلمَوتِ، لِأَنَّه جَعَلَ نَفسَهُ ٱبنَ ٱلله».
فَلَمّا سَمِعَ بيلاطُسُ هَذا ٱلكَلامَ، ٱزدادَ خَوفًا.
وَدَخَلَ مِن جَديدٍ إِلى دارِ ٱلوِلايَةِ وَقالَ لِيَسوع: «مِن أَينَ أَنتَ؟» فَلَم يَرُدَّ يَسوعُ عَلَيهِ جَوابًا.
فَقالَ لَهُ بيلاطُس: «أَلا تُكَلِّمُني؟ أَما تَعلَمُ أَنَّ لي سُلطانًا أَن أَصلِبَكَ، وَلي سُلطانًا أَن أُطلِقَكَ؟»
أَجابَ يَسوع: «ما كانَ لَكَ عَلَيَّ مِن سُلطانٍ لَو لَم يُعطَ لَكَ مِن فَوق. لِذَلِكَ فٱلَّذي أَسلَمَني إِلَيكَ عَلَيهِ خَطيئَةٌ أَعظَم».
فَلَمّا سَمِعَ بيلاطُسُ هَذا ٱلكَلامَ أَخرَجَ يَسوعَ، ثُمَّ جَلَسَ عَلى كُرسيِّ ٱلقَضاءِ في مَوضِعٍ يُقالُ لَهُ «ليتُستُروتُس» وَبِالعِبرانِيَّةِ جَبعَثا.
وَكانَت تَهيِئَةُ ٱلفِصحِ وَكانَ نَحوُ ٱلسّاعَةِ ٱلسّادِسَةِ، فَقالَ لِليَهود: «هُوَذا مَلِكُكُم!»
أَمّا هُم فَصَرَخوا: «إِرفَعهُ! إِرفَعهُ! إِصلِبهُ!» قالَ لَهُم بيلاطُس: «أَأَصلِبُ مَلِكَكُم؟» أَجابَ رُؤَساءُ ٱلكَهَنَة: «لَيسَ لَنا مَلِكٌ غَيرُ قَيصَر!»
حينَئِذٍ أَسلَمَهُ إِلَيهِم لِيُصلَب، فَأَخَذوا يَسوعَ وَمَضَوا بِهِ.
فَخَرَجَ وَهُوَ حامِلٌ صَليبَهُ إِلى ٱلمَوضِعِ ٱلمُسَمّى مَوضِعَ «ٱلجُمجُمَةِ» وَبِالعِبرانِيَّةِ يُسَمّى ٱلجُلجُلَة،
حَيثُ صَلَبوهُ، وَآخَرَينِ مَعَهُ مِن هُنا وَمِن هُنا، وَيَسوعَ في ٱلوَسَط.
وَكَتَبَ بيلاطُسُ عُنوانًا وَوَضَعَهُ عَلى ٱلصَّليبِ، وَكانَ ٱلمَكتوبُ فيه: «يَسوعُ ٱلنّاصِرِيُّ مَلِكُ ٱليَهود».
وَهَذا ٱلعُنوانُ قَرَأَهُ كَثيرٌ مِنَ ٱليَهودِ، لِأَنَّ ٱلمَوضِعَ ٱلَّذي صُلِبَ فيهِ يَسوعُ كانَ قَريبًا مِنَ ٱلمَدينَة. وَكانَ مَكتوبًا بِٱلعِبرانِيَّةِ وَٱليونانِيَّةِ وَٱلرّومانِيَّة.
وَكانَت واقِفَةً عِندَ صَليبِ يَسوعَ أُمُّهُ، وَأُختُ أُمِّهِ مَريَمُ ٱلَّتي لِكَلاوُبا، وَمريَمُ ٱلمِجدَلِيَّة.
فَلَمّا رَأى يَسوعُ أُمَّهُ وَٱلتِّلميذَ ٱلَّذي كانَ يُحِبُّهُ واقِفًا، قالَ لِأُمِّهِ: «يا ٱمرَأَةُ، هُوَذا ٱبنُكِ».
ثُمَّ قالَ لِلتِّلميذ: «هَذِهِ أُمُّكَ». وَمِن تِلكَ ٱلسّاعَةِ، أَخَذَها ٱلتِّلميذُ إِلى بَيتِهِ ٱلخاصّ.
وَبَعدَ هَذا رَأى يَسوعُ أَنَّ كُلَّ شَيءٍ قَد تَمَّ
فَأَمالَ رَأسَهُ وَأَسلَمَ ٱلرّوح.
ثُمَّ إِذ كانَ يَومُ ٱلتَّهيِئَةِ، فَلِئَلاَّ تَبقى ٱلأَجسادُ عَلى ٱلصَّليبِ في ٱلسَّبتِ، لِأَنَّ يَومَ ذَلِكَ ٱلسَّبتِ كانَ عَظيمًا، طَلَبَ ٱليَهودُ مِن بيلاطُسَ أَن تُكسَرَ سوقُهُم ويُذهَبَ بِهِم.
فَجاءَ ٱلجُندُ وَكَسَروا ساقَيِ ٱلأَوَّلِ وَساقَيِ ٱلآخَرِ ٱلَّذي صُلِبَ مَعَهُ.
وَأَمّا يَسوعُ فَلَمّا ٱنتَهُوا إِلَيهِ وَرَأَوهُ قَد ماتَ، لَم يَكسِروا ساقَيهِ،
لَكِنَّ واحِدًا مِنَ ٱلجُندِ فَتَحَ جَنبَهُ بِحَربَةٍ، فَخَرَجَ لِلوَقتِ دَمٌ وَماء.
وَٱلَّذي عايَنَ شَهِدَ وَشَهادَتُهُ حَقٌّ.
التعليق الكتابي:
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
عظة للعشيّة الفصحيّة بتاريخ 07/ 04/ 2007
صليب الرّب هو المفتاح الّذي خلّع أبواب الجحيم
في قانون الإيمان نعلن بأنّ الرّب يسوع المسيح قد “نزل إلى مثوى الأموات”… تطبق الليتورجية كلمات المزمور 24[23] على نزول الرّب يسوع إلى ليل الموت: “إِرفَعي أَيَّتُها ٱلأَبوابُ رُؤوسَكِ وَٱرتَفِعي أَيَّتُها ٱلمَداخِلُ ٱلأَبَدِيَّة وَليَدخُل مَلِكُ ٱلمَجد”(مز 24[23]: 7). إن أبواب الموت موصدة، وما من أحد يستطيع الرجوع من هناك. ليس هناك مفتاح لهذه الأبواب الحديدية. ولكن الرّب يسوع المسيح يملك مفتاحها. فصليبه شرَّع أبواب الموت. فالمداخل الموصدة لم تعد أبوابًا يتعذر اجتيازها. كما أنّ صليبه، وجذرية حبه كانت هي المفتاح الذي فتح هذه المداخل… إن محبة الكائن إلهًا والمتجسِّد إنسانًا لكي يستطيع أن يموت، هي المحبة التي تملك قدرة فتح هذا الباب. فهذه المحبّة هي أقوى من الموت.
تُبَيِّن أيقونات الفصح في الكنائس الشرقية دخول الرّب يسوع المسيح إلى عالم الأموات: ثوبه هو نور، لأن الله نور. “فَإِنَّ ٱلظَّلامَ لَن يَظَلَّ لَدَيكَ ظَلاما وَٱللَّيلَ كَٱلنَّهارِ يُنير” (مز 138[139]: 12). يحمل الرّب يسوع الذي يلج إلى عالم الأموات علامات الصلب: لقد أضحت جراحاته وآلامه قوة، باتت حبًا يظفر على الموت. التقى الرّب يسوع بآدم وجميع البشر الذين ينتظرون في ليل الموت. لدى رؤيتهم يتهيأ لنا وكأننا نسمع صلاة يونان: “إِلى الرَّبَ صَرَختُ في ضيقي فأَستجابَ لي مِن جَوفِ الجَحيمِ…” (يون 2: 3).
لقد أصبح ابن الله بالتجسد واحدًا مع الكائن البشري – مع آدم. ولكن فقط عندما أتمَّ الرّب يسوع المسيح فعل الحب الأكمل بنزوله في ليل الموت، استكمل مسيرة تجسده. فبموته، حمل بيده آدم وجميع البشر الذين ينتظرونه وقادهم إلى النور.