القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 15 سبتمبر – أيلول 2021 “
الأربعاء السابع عشر بعد العنصرة (الإنجيل مطلوب مِن الاثنين 16 بعد العنصرة)
تذكار القدّيس الشهيد نيكيتاس
بروكيمنات الرسائل 1:3
تُعَظِّمُ نَفسِيَ ٱلرَّبّ، فَقَدِ ٱبتَهَجَ روحي بِٱللهِ مُخَلِّصي.
-لِأَنَّهُ نَظَرَ إِلى ضَعَةِ أَمَتِهِ. فَها مُنذُ ٱلآنَ تُغَبِّطُني جَميعُ ٱلأَجيال. (لحن 3)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل أفسس 21-8:3
يا إِخوَة، لي أَنا أَصغَرَ أَصاغِرِ ٱلقِدّيسينَ جَميعًا، قَد أُعطِيَت هَذهِ ٱلنِّعمَةُ، أَن أُبَشِّرَ في ٱلأُمَمِ بِغِنى ٱلمَسيحِ ٱلَّذي لا يُستَقصى،
وَأوضِحَ لِلجَميعِ ما تَدبيرُ ٱلسِّرِّ ٱلمَكتومِ مُنذُ ٱلدُّهورِ في ٱللهِ خالِقِ ٱلجَميعِ بِيَسوعَ ٱلمَسيحِ،
لِتُعرَفَ ٱلآنَ حِكمَةُ ٱللهِ ٱلكَثيرَةُ ٱلتَّنَوُّعِ لَدى ٱلرِّئاساتِ وَٱلسَّلاطينِ في ٱلسَّماوِيّاتِ بِواسِطَةِ ٱلكَنيسَةِ،
عَلى حَسَبِ قَصدِ ٱلدُّهورِ ٱلَّذي أَجراهُ في ٱلمَسيحِ يَسوعَ رَبِّنا،
ٱلَّذي لَنا فيهِ بِٱلإيمانِ ٱلدّالَّةُ وَٱلدُّخولُ بِثِقَة.
لِذَلِكَ أَسأَلُكُم أَن لا تَفشَلوا في مَضايِقي مِن أَجلِكُم، ٱلَّتي هِيَ مَجدُكُم.
لِهَذا ٱلسَّبَبِ أَحني رُكبَتَيَّ أَمامَ أَبي رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ،
ٱلَّذي مِنهُ تُسَمّى كُلُّ أُسرَةٍ في ٱلسَّماواتِ وَعَلى ٱلأَرضِ،
لِيُعطِيَكُم عَلى حَسَبِ غِنى مَجدِهِ، أَن تَتَأَيَّدوا بِقُوَّةٍ بِرُوحِهِ في ٱلإِنسانِ ٱلباطِنِ،
لِيَحِلَّ ٱلمَسيحُ بِٱلإيمانِ في قُلوبِكُم،
حَتّى إِذا تَأَصَّلتُم في ٱلمَحَبَّةِ وَتَأَسَّستُم عَلَيها، تَستَطيعونَ أَن تُدرِكوا مَعَ جَميعِ ٱلقِدّيسينَ ما ٱلعَرضُ وَٱلطّولُ وَٱلعُمقُ وَٱلعُلوُ،
وَأَن تَعرِفوا مَحَبَّةَ ٱلمَسيحِ ٱلَّتي تَفوقُ ٱلمَعرِفَةَ، لِكَي تَكمُلوا إِلى كُلِّ كَمالِ ٱلله.
فَلِلقادِرِ أَن يَصنَعَ أَكثرَ بِكَثيرٍ مِن كُلِّ ما نَسأَلُهُ أَو نَتَصَوَّرُهُ، عَلى حَسَبِ ٱلقُوَّةِ ٱلعامِلَةِ فينا،
لَهُ ٱلمَجدُ في ٱلكَنيسَةِ في ٱلمَسيحِ يَسوعَ، إِلى جَميعِ أَجيالِ دَهرِ ٱلدُّهور. آمين
هلِّلويَّات الإنجيل
قُم يا رَبُّ إِلى راحَتِكَ، أَنتَ وَتابوتُ جَلالِكَ.
-حَلَفَ ٱلرَّبُّ لِداوُدَ بِٱلحَقِّ وَلَن يُخلِف: لَأُجلِسَنَّ مِن ثَمَرَةِ بَطنِكَ عَلى عَرشِكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس مرقس 8a-1:7.56-54:6
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، لَمّا خَرَجَ يَسوعُ مِنَ ٱلسَّفينَةِ عَرَفَهُ أَهلُ أَرضِ جَنّيصارات.
فَطافوا في تِلكَ ٱلبُقعَةِ كُلِّها، وَطَفِقوا يَحمِلونَ ٱلمَرضى عَلى فُرُشٍ إِلى حَيثُ يَسمَعونَ أَنَّهُ هُناك.
وَحَيثُما كانَ يَمضي إِلى قُرى أَو مُدُنٍ أَو ضِياعٍ، كانوا يَضَعون ٱلمَرضى في ٱلسّاحاتِ وَيَتَضَرَّعونَ إِلَيهِ أَن يَلمُسوا وَلَو هُدبَ ثَوبِهِ. فَكُلُّ مَن كانَ يَلمُسُهُ كانَ يَبرَأ.
وَٱجتَمَعَ إِلَيهِ ٱلفَرّيسِيّونَ وَقَومٌ مِنَ ٱلكَتَبَةِ ٱلَّذينَ جاءوا مِن أورَشَليم.
فَرَأَوا بَعضَ تَلاميذِهِ يَأكُلونَ ٱلطَّعامَ بِأَيدٍ نَجِسَةٍ، أَي غَيرِ مَغسولَةٍ، فَلاموهُم.
فَإِنَّ ٱلفَرّيسِيّينَ وَجَميعَ ٱليَهودِ لا يَأكُلونَ ما لَم يَغسِلوا أَيدِيَهُم إِلى ٱلمِعصَمِ، تَمَسُّكًا بِتَقليدِ ٱلشُّيوخ.
وَإِذا جاؤوا مِنَ ٱلسّوقِ إِن لَم يَغتَسِلوا فَلا يَأكُلون. وَأَشياءُ أُخرى كَثيرَةٌ أَخَذوا عَن غَيرِهِم أَن يَتَمَسَّكوا بِها، مِن غَسلِ كُؤوسٍ وَجِرارٍ وَآنِيَةِ نُحاسٍ وَأَسِرَّة.
فَبَعدَ ذَلِكَ سَأَلَهُ ٱلفَرّيسِيّونَ وَٱلكَتَبَةَ: «لِمَ تَلاميذُكَ لا يَسيرونَ عَلى تَقليدِ ٱلشُّيوخِ، بَل يَأكُلونَ ٱلخُبزَ بِأَيدٍ غَيرِ مَغسولَة؟»
فَأَجابَهُم وَقالَ لَهُم: «حَسَنًا تَنَبَّأَ عَلَيكُم أَشَعيا أَيُّها ٱلمُراؤون! كَما هُوَ مَكتوب: هَذا ٱلشَّعبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيهِ، وَأَمّا قَلبُهُ فَبَعيدٌ مِنّي جِدًّا.
فَهُم باطِلاً يَعبُدونَني، إِذ يُعَلِّمونَ تَعاليمَ هِيَ وَصايا ٱلنّاس.
فَإِنَّكُم بَعدَ أَن تَرَكتُم وَصِيَّةَ ٱللهِ تَتَمَسَّكونَ بِتَقليدِ ٱلنّاسِ.
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 150
«هذا الشَّعبُ يُكَرِمُني بِشَفَتَيه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي»
“إنّ شَريعةَ الرُّوحِ الَّذي يَهَبُ الحَياةَ في يسوعَ المسيح قد حَرَّرَتْكَ مِن شَريعَةِ الخَطيئَةِ والمَوت” (رو 8: 2) … يقول القدّيس بولس أنّ شريعة موسى قد أُعطِيَت لتبرهن عن ضعفنا، ” فما الشَّريعةُ إلاَّ سَبيلٌ إِلى مَعرِفَةِ الخَطيئَة” (رو 3: 20) وليس فقط للبرهان إنّما لكي تزيد هذا الضّعف، ولكي تُجبرنا على التّفتيش عن الطّبيب: إذ “حَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة” (رو 5: 20) … لماذا أذًا لم تعط الشّريعة الأولى “المَكْتوبَة بِإِصبَعِ الله” (خر 31: 18) مساندة النّعمة اللاّزِمة تلك؟ لأنّها كُتِبت “في أَلواحٍ مِن حَجَر، لا في أَلواحٍ هي قُلوبٌ مِن لَحْم”(راجع 2كور 3: 3)…
إنّ الرُّوح هو الذي يكتب، لا علي الحجر إنّما في القلب. بهذا، تكون شريعة روح الحياة المكتوبة في القلب لا على الحجر؛ وشريعة روح الحياة التي هي بالرّب يسوع المسيح الذي به كان الفصح الحقّ” (راجع 1كور 5: 7-8)، قد حرّرتكم من شريعة الخطيئة والموت. هل تريدون برهانًا عن الفرق الملموس والأكيد الّذي يميّز العهد القديم عن العهد الجديد؟… اسمعوا ما قاله الرّب بلسان النّبي إرميا: “ولكِنَّ هذا العَهدَ الَّذي أَقطَعُه مع بَيتِ إِسْرائيلَ بَعدَ تِلكَ الأَيَّام، يَقولُ الرَّبّ، هو أَنِّي أَجعَلُ شَريعَتي في بَواطِنِهم وأَكتُبُها على قُلوبِهم، وأَكونُ لَهم إِلهاً وهم يَكونونَ لي شَعباً”. فإذا كانت شريعة الله مكتوبة على قلبك فإنّها لا تولّد الخوف كما حصل على جبل سيناء إنّما تفيض في نفسك عذوبة سرّية.