stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 23 سبتمبر – أيلول 2021 “

289views

عيد الحبل بالنبيّ الكريم السابق المجيد يوحنّا المعمدان

بروكيمنات الرسائل 1:95

يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 4)

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 27-22:4

يا إِخوَة، وُلِدَ لِإِبرَهيمَ ٱبنانِ، أحَدُهُما مِنَ ٱلأَمَةِ وَٱلآخَرُ مِنَ ٱلحُرَّة.
غَيرَ أَنَّ ٱلَّذي مِنَ ٱلأَمَةِ وُلِدَ بِحَسَبِ ٱلجَسَدِ، أَمّا ٱلَّذي مِنَ ٱلحُرَّةِ فَبِقُوَّةِ ٱلمَوعِد.
وَذَلِكَ إِنَّما هُوَ رَمزٌ، لِأَنَّ هاتَينِ هُما ٱلعَهدانِ، أَحَدُهُما مِن طورِ سيناءَ يَلِدُ لِلعُبودِيَّةِ، فَهُوَ هاجَر.
فَإِنَّ جَبَلَ هاجَرَ (أَي) جَبَلَ سيناءَ هُوَ في دِيارِ ٱلعَرَب. وَيُناسِبُ أورَشَليمَ ٱلحالِيَّةَ، لِأَنَّ هَذهِ حاصِلَةٌ في ٱلعُبودِيَّةِ مَعَ أَولادِها.
أَمّا أورَشَليمُ ٱلعُليا، فَهِيَ حُرَّةٌ وَهِيَ أُمُّنا جَميعًا.
فَقَد كُتِب: «إِفرَحي أَيَّتُها ٱلعاقِرُ ٱلَّتي لا تلِد. إِهتِفي وَٱصرُخي أَيَّتُها ٱلَّتي لا تَتَمَخَّضُ، لِأَنَّ أَولادَ ٱلمَهجورَةِ أَكثَرُ مِن (أَولادِ) ذاتِ ٱلبَعل».

هلِّلويَّات الإنجيل

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 4)

إنجيل القدّيس لوقا 25-5:1

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ في أَيّامِ هيرودُسَ مَلِكِ ٱليَهودِيَّةِ كاهِنٌ ٱسمُهُ زَكَرِيّا مِن فِرقَة أَبِيّا، وَٱمرَأَتُهُ مِن بَناتِ هَرونَ ٱسمُها أَليصابات.
وَكانا كِلاهُما بارَّينِ أَمامَ ٱللهِ، سائِرَينِ في جَميعِ وَصايا ٱلرَّبِّ وَأَحكامِهِ بِغَيرِ لَومٍ،
وَلَم يَكُن لَهُما وَلَدٌ، لِأَنَّ أَليصاباتَ كانَت عاقِرًا. وَكانا كِلاهُما قَد تَقَدَّما في أَيّامِهِما.
وَبَينَما كانَ يَكهَنُ في نَوبَةِ فِرقَتِهِ أَمامَ ٱللهِ،
أَصابَتهُ ٱلقُرعَةُ عَلى عادَةِ ٱلخِدمَةِ ٱلمُقَدَّسَةِ أَن يَدخُلَ هَيكَلَ ٱلرَّبِّ وَيُبَخِّر.
وَكانَ كُلُّ جُمهورِ ٱلشَّعبِ يُصَلّي خارِجًا في وَقتِ ٱلتَّبخيرِ،
فَتَرَاءى لَهُ مَلاكُ ٱلرَّبِّ واقِفًا عَن يَمينِ مَذبَحِ ٱلبَخور.
فَٱضطَرَبَ زَكَرِيّا حينَ رَآهُ وَوَقعَ عَلَيهِ خَوفٌ،
فَقالَ لَهُ ٱلمَلاك: «لا تَخَف يا زَكَرِيّا. فَإِنَّ طَلِبَتَكَ قَد ٱستُجيبَت، وَٱمرَأَتَكَ أَليصاباتَ سَتَلِدُ لَكَ ٱبنًا فَتُسَمّيهِ يوحَنّا،
ويَكونُ لَكَ فَرَحٌ وَٱبتِهاجٌ، وَيَفرَحُ كَثيرونَ بِمَولِدِهِ.
فَإِنَّهُ سَيَكونُ عَظيمًا أَمامَ ٱلرَّبِّ، وَلا يَشرَبُ خَمرًا وَلا مُسكِرًا، وَسَيَمتَلِئُ مِنَ ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ وَهُوَ بَعدُ في بَطنِ أُمِّهِ،
وَيَرُدُّ كَثيرينَ مِن بَني إِسرائيلَ إِلى ٱلرَّبِّ إِلَهِهِم.
وَهُوَ يَسيرُ أَمامَهُ بِروحِ إيلِيّا وَقُدرَتِه، لِيَرُدَّ قُلوبَ ٱلآباءِ إِلى ٱلأَبناءِ، وَٱلعُصاةَ إِلى حِكمَةِ ٱلأَبرارِ، وَيُهَيِّئَ لِلرَّبِّ شَعبًا مُستَعِدًّا».
فَقالَ زَكَرِيّا لِلمَلاك: «بِمَ أَعرِفُ هَذا، فَإِنّي أَنا شَيخٌ وَٱمرَأَتي قَد تَقَدَّمَت في أيّامِها؟»
فَأَجابَ ٱلمَلاكُ وَقالَ لَهُ: «أَنا جِبرائيلُ ٱلواقِفُ أَمامَ ٱلله، وَقَد أُرسِلتُ لِأُكَلِّمَكَ وَأُبَشِّرَكَ بِهَذا.
وَها إِنَّكَ تَكونُ صامِتًا. فَلا تَستَطيعُ أَن تَتَكَلَّمَ إِلى يَومِ يَكونُ هَذا، لِأَنَّكَ لَم تُصَدِّق كَلامِيَ ٱلَّذي سَيَتِمُّ في أَوانِهِ».
وَكانَ ٱلشَّعبُ مُنتَظِرينَ زَكَرِيّا ومُتَعَجِّبينَ مِن إِبطائِهِ في ٱلهَيكَل.
فَلَمّا خَرَجَ لَم يَستَطِع أَن يُكَلِّمَهُم، فَعَلِموا أَنَّهُ قَد رَأى رُؤيا في ٱلهَيكَل. أَمّا هُوَ فَكانَ يُشيرُ إِلَيهِم، وَبَقِيَ أَبكَم.
وَلَمّا تَمَّت أَيّامُ خِدمَتِهِ مَضى إِلى بَيتِهِ.
وَمِن بَعدِ تِلكَ ٱلأَيّامِ، حَبِلَت أَليصاباتُ ٱمرَأَتُهُ، فَٱختَبَأَت خَمسَةَ أَشهُرٍ قائِلةً:
«هَكذا صَنَعَ بِيَ ٱلرَّبُّ في ٱلأَيّامِ ٱلَّتي نَظَرَ إِلَيَّ فيها، لِيَصرِفَ عَنّي ٱلعارَ بَينَ ٱلنّاس».

التعليق الكتابي :

القدّيس غريغوريوس بالاماس (1296 – 1359)، راهب وأسقف ولاهوتي
العظة 40

«يَرُدُّ كَثيرًا مِن بَني إِسرائيلَ إِلى الرَّبِّ إلهِهِم»

إن حياة من هو “الأعظم بين مواليد النساء” (راجع مت 11: 11) هي أعجوبة العجائب. إضافةً الى سيرة حياة يوحنا بكاملها، والّذي هو نبيّ من قبل ولادته لا بل الأعظم بين الأنبياء، نجد أيضاً أن كل ما جرى قبل ولادته وبعد موته يفوق جميع المعجزات. فعلاً، إن تنبّؤات الأنبياء الملهمين من الله تصِفه ليس كإنسان فقط بل كملاك، كسراج متلألئ، كنجمة الصبح وهي تشّع النور الإلهي- لأنه سبق شمس العدل- وكصوت كلمة الله بالذات. والحال هذه، ما هو الأقرب من كلمة الله … إلاّ صوت الله؟

حين اقترب وقت الحبل به، لم يأتِ إنسان ليبشّر بولادته إنّما نزل ملاك من السماء ليضع حدًّا لعُقم زكريا وإليصابات… تنبّأ الملاك أن ولادة هذا الطفل ستكون سبب فرح عظيم، لأنها ستبشّر بخلاص البشر أجمعين: “سيَكونُ عَظيمًا عَند الرَّبّ، ولَن يَشرَبَ خَمرًا ولا مُسكِرًا، ويَمتَلِئُ مِنَ الرُّوحِ القُدُس وهوَ في بَطْنِ أُمِّه، ويَرُدُّ كَثيرًا مِن بَني إِسرائيلَ إِلى الرَّبِّ إلهِهِم. وَيتقَدَّم، وَعين الله عَليه، وفيهِ رُوحُ إيليَّا وَقُوَّتُه”. فِعلاً، أن يوحنّا سوف يكون بتولاً مثل ايليّا خاصةً لأنّه سيكون السابق لابن الله، إذ أنه قد قيل عنه: “سيَسير أمام الربّ” (راجع لو 1: 76)…

كان يعيش للربّ وحده، ويصغي للربّ وحده، ويجد فرحه في الله. إذًا كان يعيش في مكان منعزل، كما قال عنه الإنجيل: “أَقامَ في البَراري إِلى يَومِ ظُهورِ أَمرِه لإِسرائيل” (لو 1: 80)… وكما أنّ الرّب في تلك الأيام، مدفوعًا بحبّه الفائق لنا قد نزل من السماء لأجلنا نحن الذين كُنَّا جميعًا خطأة، كذلك في ذلك الزمن ذاته قد خرج يوحنا من الصحراء لأجلنا كي يُساهم في إنجاز مشروع هذا الحبّ. لأنّه، خدمةً لإله المحبّة الّذي أظهر تواضعًا فائق الوصف تجاه بني البشر الذين كانوا غارقين في هاوية الشرّ، كان يجب أن يوجد رجل ذات فضيلة لا تُضاهى كما لدى يوحنا.