stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 28 ديسمبر – كانون الأول 2021 “

184views

الثلاثاء الثاني والثلاثون بعد العنصرة (الإنجيل الخامس عشر بعد الصليب)

تذكار القدّيسين الشهداء الذين أحرقوا في نيقوميذيا

بروكيمنات الرسائل 1:2

يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)

رسالة القدّيس يعقوب 10-1:3

يا إِخوَة، لا يَكُن مِنكُم مُعَلِّمونَ كَثيرونَ، وَٱعلَموا أَنّا بِذَلِكَ نَجلُبُ عَلَينا دَينونَةً أَعظَم!
فَإِنّا جَميعَنا نَزِلُّ كَثيرًا. إِن كانَ أَحَدٌ لا يَزِلُّ في ٱلكَلامِ فَهُوَ رَجُلٌ كامِلٌ، قادِرٌ أَن يَضبِطَ جَسَدَهُ كُلَّهُ أَيضًا بِلِجام.
ها إِنّا نَضَعُ ٱللُّجُمَ في أَفواهِ ٱلخَيلِ لِتَنقادَ لَنا، فَنُديرُ بِها جِسمَها كُلَّهُ.
وَها إِنَّ السُّفُنَ، وَهِيَ عَظيمَةٌ بِهَذا ٱلمِقدارِ وَتَدفَعُها رِياحٌ عاصِفَةٌ، تُديرُها دَفَّةٌ صَغيرَةٌ جِدًّا إِلى حَيثُ عَزمُ ٱلمُدَبِّر.
كَذَلِكَ ٱللِّسانُ، فَإِنَّهُ عُضوٌ صَغيرٌ وَهُوَ يَفتَخِرُ بِعَظائِم. ها إِنَّ نارًا يَسيرَةً تُضرِمُ غابَةً كَبيرَة.
وَٱللِّسانُ نارٌ! وَعالَمُ ٱلإِثم. هَكَذا جُعِلَ ٱللِّسانُ بَينَ أَعضائِنا، وَهُوَ يُدَنِّسُ ٱلجِسمَ كُلَّهُ، وَيُلهِبُ دائِرَةَ ٱلعُمرِ وَتُلهِبُهُ جُهَنَّم.
فَإِنَّ كُلَّ طَبيعَةِ ٱلوُحوشِ وَٱلطُّيورِ وَٱلدَّباباتِ وَذَواتِ ٱلبَحرِ تُقمَعُ. وَقَد قُمِعَت لِلطَّبيعَةِ ٱلبَشَرِيَّة.
وَأَمّا ٱللِّسانُ، فَلا يَستَطيعُ أَحَدٌ مِنَ ٱلنّاسِ أَن يَقمَعَهُ. هُوَ شَرٌّ لا يُضبَطُ، مَملوءٌ سَمًّا مُميتًا.
بِهِ نُبارِكُ ٱللهَ ٱلآبَ، وَبِهِ نَلعَنُ ٱلنّاسَ ٱلَّذينَ صُنِعوا عَلى مِثالِ ٱلله.
مِنَ ٱلفَمِ ٱلواحِدِ تَخرُجُ ٱلبَرَكَةُ وٱللَّعنَةُ! فَلا يَنبَغي يا إخوتي أَن يَكونَ ٱلأَمرُ هَكَذا!

هلِّلويَّات الإنجيل

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)

إنجيل القدّيس مرقس 23-11:11

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَخَلَ يَسوعُ إِلى أورَشَليمَ وَإِلى ٱلهَيكَل. وَلَمّا تَفَقَّدَ ٱلأَشياءَ كُلَّها، وَقَد أَقبَلَ ٱلمَساءُ، خَرَجَ إِلى بَيتَ عَنيا مَعَ ٱلتَّلاميذِ ٱلِٱثنَي عَشَر.
وَفي ٱلغَدِ لَمّا خَرَجوا مِن بَيتَ عَنيا جاع.
فَنَظَرَ عَن بُعدٍ تينَةً مورِقَةً، فَجاءَ إِلَيها لَعَلَّهُ يَجِدُ عَلَيها شَيئًا. فَلَمّا دَنا مِنها لَم يَجِد إِلاّ وَرَقًا، إِذ لَم يَكُن أَوانُ ٱلتّين.
فَأَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَها: «لا يَأكُل أَحَدٌ ثمَرَةً مِنكِ بَعدُ إِلى ٱلأَبَد!» وَكانَ تَلاميذُهُ يَسمَعون.
وَجاؤوا إِلى أورَشَليم. فَدَخَلَ يَسوعُ ٱلهَيكَلَ، وَجَعَلَ يُخرِجُ ٱلَّذينَ يَبيعونَ وَيَشتَرونَ في ٱلهَيكَلِ، وَقَلَبَ مَوائِدَ ٱلصَّيارِفَةِ وَكَراسِيَّ باعَةِ ٱلحَمام.
وَلَم يَدَع أَحَدًا يَنقُلُ مَتاعًا في ٱلهَيكَل.
وَكانَ يُعَلِّمُهُم قائِلاً: «أَلَيسَ مَكتوبًا إِنَّ بَيتي بَيتَ صَلاةٍ يُدعى لِجَميعِ ٱلأُمَم؟ وَأَنتُم جَعَلتُموهُ مَغارَةَ لُصوص».
فَسَمِعَ ٱلكَتَبَةُ وَرُؤَساءُ ٱلكَهَنَةِ فَأَخَذوا يَلتَمِسونَ كيفَ يُهلِكونَهُ. فَإِنَّهُم كانوا يَخافونَهُ إِذِ ٱلجَمعُ كُلُّهُ كانَ يَدهَشُ مِن تَعليمِهِ.
وَلَمّا كانَ ٱلمَساءُ خَرَجَ إِلى خارِجِ ٱلمَدينَة.
وَفي ٱلغَداةِ إِذ كانوا مُجتازينَ رَأَوا ٱلتّينَةَ قَد يَبِسَت مِن جُذورِها.
فَتَذَكَّرَ بُطرُسُ وَقالَ لَهُ: «رَبّي، ها إِنَّ ٱلتّينَةَ ٱلَّتي لَعَنتَها قَد يَبِسَت!»
فَأَجابَ يَسوعُ وَقال لَهُم: «لِيَكُن لَكُم إيمانٌ بِٱلله.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ مَن قالَ لِهَذا ٱلجَبَلِ ٱنتَقِل وَٱهبِط في ٱلبَحرِ، وَهُوَ لا يَشُكُّ في قَلبِهِ بَل يُؤمِنُ بِأَنَّ ما يَقولُهُ يَكونُ، فَإِنَّه يَكونُ لَهُ مَهما قال.

التعليق الكتابي : 

القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو ومعلّم في الكنيسة
بحث حول إنجيل القدّيس لوقا

ثمرتا التينة

في طبيعة هذه الشجرة ما يكفي لإقناعكم أكثر بأنّ هذه المقارنة ترسم لنا صورة الهيكل. فإن ألقيتم نظرة عن كثب، ستجدون أنّ قوانين هذا النوع مختلفة عن قوانين الأشجار الأخرى. فالأشجار الأخرى تزهر قبل أن تحمل ثمارها، وتعلن عن الثمار الآتية من خلال وعد الزهرة؛ هذا النوع وحده يحمل الثمار منذ البداية بدل الزهر. في الأشجار الأخرى، تسقط الزهرة وتظهر الثمار؛ في هذا النوع، تسقط الثمار لتترك مكانها للثمار. هكذا، فإنّ هذه الثمار الأولى تظهر مكان الزهر؛ وكونها لم تعرف نظام الطبيعة في ولادتها المبكرة، فهي لا تستطيع المحافظة على ميزة الطبيعة.

هكذا، حين تتغطّى الأشجار الأخرى بالبياض في بداية الربيع، التينة وحدها لا تتغطّى بالزهر، ربّما لأنّه لا يمكن انتظار النضوج من هذه الأنواع من الثمار. لأنّ ثمارًا أخرى تظهر، فتسقط هذه عن الشجرة؛ تصبح ساقها الضعيفة يابسة وتترك مكانها لتلك التي سيكون النسغ مفيدًا أكثر لها. لكن يبقى بعض الثمار النادرة التي لا تسقط، كونها نمت على ساق قصيرة، بين عضيدين: مغطّاة مرّتين ومحميّة كما في أحشاء الطبيعة الأم، فقد غذّاها نسغ كثيف وسمح لها بالنمو.

هكذا، فإنّ طبيعة هذه الشجرة تشير إلى ميزة الهيكل، مثمرة في نموّها الثاني- لأنّنا من سلالة آباء الكنيسة- فيما يقارَن اليهود بالثمار الفاسدة لأنّ قلبهم القاسي ورأسهم العنيد لم يسمحا لهم بالتوصّل إلى حالة ثابتة. إن ماتوا وسقطوا من هذا العالم ليولدوا مجدّدًا من خلال نعمة العماد، سيكونون حينئذٍ مثمرين.

ما قيل عن اليهود يجب أن يحثّنا على الاحتراس بشأن أنفسنا، خشية أن نُعدّ من أبناء الكنيسة بدون استحقاق، نحن المباركين كالرمّان (راجع حج 2: 19)، الذين يجب أن نحمل ثمارًا داخليّة، ثمار الحشمة، ثمار الوحدة، ثمار المحبّة المتبادلة، كوننا موجودين في حشا أمّنا الكنيسة نفسه، كي لا يفسدنا الهواء، أو يؤذينا البرد، أو تحرقنا نار الطمع أو تفصلنا الرطوبة والأمطار.