القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 21 مارس – اذار 2022 “
إثنين الأسبوع الرابع من الصوم
تذكار أبينا البارّ يعقوب المعترف أسقف قطاني
بروكيمنات الرسائل
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس إلى أهل فيلبّي 11-5:2
يا إِخوَة، لِيَكُن فيكُم مِنَ ٱلأَفكارِ وَٱلأَخلاقِ ما هُوَ أَيضًا في ٱلمَسيحِ يَسوع:
ٱلَّذي إِذ هُوَ في صورَةِ ٱللهِ، لَم يَعتَدَّ مُساواتَهُ للهِ ٱختِلاسًا،
لَكِنَّهُ أَخلى ذاتَهُ آخِذًا صورَةَ عَبدٍ، صائِرًا في شِبهِ ٱلبَشَر.
وَإِذ وُجِدَ كَبَشَرٍ في ٱلهَيئَةِ، وَضَعَ نَفسَهُ وَصارَ طائِعًا حَتّى ٱلمَوتِ مَوتِ ٱلصَّليب.
لِذَلِكَ زادَهُ ٱللهُ رِفعَةً وَوَهَبَهُ ٱسمًا يَفوقُ كُلَّ ٱسمٍ،
لِكَي تَجثُوَ بِٱسمِ يَسوعَ كُلُّ رُكبَةٍ، مِمّا في ٱلسَّماواتِ وَعَلى ٱلأَرضِ وَتَحتَ ٱلأَرضِ،
وَيَعتَرِفَ كُلُّ لِسانٍ أَنَّ يَسوعَ ٱلمَسيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجدِ ٱللهِ ٱلآب.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 23-10:13
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، دَنا إِلى يَسوعَ تَلاميذُهُ وَقالوا لَهُ: «لِمَ تُكَلِّمُ ٱلجُموعَ بِأَمثال؟»
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «لِأَنَّكُم قَد أُعطيتُم مَعرِفَةَ أَسرارِ مَلَكوتِ ٱللهِ، وَأَمّا أولَئِكَ فَلَم يُعطَوا.
وَمَن لَهُ يُعطى لَهُ وَيُزادُ، وَمَن لَيسَ لَهُ فَٱلَّذي لَهُ يُنـزَعُ مِنهُ.
فَلِهَذا أُكَلِّمُهُم بِأَمثالٍ، لِأَنَّهُم مُبصِرونَ وَهُم لا يُبصِرونَ وَسامِعونَ وَهُم لا يَسمَعونَ وَلا يَفهَمون.
فَفيهِم تَتِمُّ نُبوءَةُ أَشَعيا ٱلنَّبِيِّ ٱلقائِلَة: سَماعًا تَسمَعونَ وَلا تَفهَمونَ، وَنَظَرًا تَنظُرونَ وَلا تُبصِرونَ،
لِأَنَّهُ قَد غَلُظَ قَلبُ هَذا ٱلشَّعب. فَثَقَّلوا آذانَهُم وَأَغمَضوا عُيونَهُم، لِكَيلا يُبصِروا بِعُيونِهِم وَلا يَسمَعوا بِآذانِهِم وَلا يَفهَموا بِقُلوبِهِم وَلا يَرجِعوا إِلَيَّ فَأَشفِيَهُم.
أَمّا أَنتُم، فَطوبى لِعُيونِكُم لِأَنَّها تُبصِرُ وَلِآذانِكُم لِأَنَّها تَسمَع.
أَلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ كَثيرينَ مِنَ ٱلأَنبِياءِ وَٱلصِّدّيقينَ قَد ٱشتَهَوا أَن يَرَوا ما أَنتُم مُبصِرونَ وَلَم يَرَوا، وَأَن يَسمَعوا ما أَنتُم سامِعونَ وَلَم يَسمَعوا.
«فَٱسمَعوا أَنتُم مَثَلَ ٱلزّارع:
كُلُّ مَن يَسمَعُ كَلِمَةَ ٱلمَلَكوتِ وَلا يَفهَمُها، يَأتي ٱلشِّرّيرُ وَيَخطَفُ ما قَد زُرِعَ في قَلبِهِ. هَذا ٱلَّذي زُرِعَ عَلى ٱلطَّريق.
وَأَمّا ٱلَّذي زُرِعَ عَلى ٱلأَرضِ ٱلحَجِرَةِ، فَهُوَ ٱلَّذي يَسمَعُ ٱلكَلِمَةَ وَيَقبَلُها لِساعَتِهِ بِفَرَح.
بَيدَ أَنَّهُ لَيسَ لَهُ في ذاتِهِ أَصلٌ وَإِنَّما هُوَ إِلى حين. فَإِذا حَدَثَ ضيقٌ أَوِ ٱضطِهادٌ مِن أَجلِ ٱلكَلِمَةِ، فَلِلوَقتِ يَشُكّ.
وَٱلَّذي زُرِعَ في ٱلشَّوكِ هُوَ ٱلَّذي يَسمَعُ ٱلكَلِمَةَ، وَهَمُّ هَذا ٱلدَّهرِ وَغُرورُ ٱلغِنى يَخنُقانِ ٱلكَلِمَةَ فَتَصيرُ بِلا ثَمَرَة.
وَأَمّا ٱلَّذي زُرِعَ في ٱلأَرضِ ٱلجَيِّدَةِ، فَهُوَ ٱلَّذي يَسمَعُ ٱلكَلِمَةَ وَيَفهَمُها. لِذَلِكَ يُثمِرُ وَيُعطي ٱلواحِدُ مِئَةً وَٱلآخَرُ سِتّينَ وَٱلآخَرُ ثَلاثين. مَن لَهُ أُذُنانِ لِلسَّماعِ فَليَسمَع!».
التعليق الكتابي :
القدّيس أوغسطينُس (354 – 430)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
العظة 101
«وأمّا الذي زرع في الأرض الطيّبة، فهو الذي يسمع الكلمة ويفهمها فيثمر ويعطي بعضه مائة، وبعضه ستّين، وبعضه ثلاثين»
صحيح أنّ الرسل والأنبياء نثروا بذور الزرع، إنّما الربّ هو الذي زرع بنفسه. لقد كان الربّ ساكنًا فيهم لأنّه حصد الزرع بنفسه. فمن دونه، لا يقدرون على شيء؛ أمّا هو، فيبقى كاملاً من دونهم. وهو قال لهم: “بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً” (يو 15: 5). فما الذي قاله الرّب يسوع المسيح إذاً فيما كان يزرع في الأمم؟ “هُوَذا الزَّارِعُ قد خرَجَ لِيَزرَع” (مت 13: 3). في نصّ آخر، أُرسِلَ الحصّادون لجني ثمار الزرع؛ أمّا في هذا النصّ، فالزارع هو الذي خرج ليزرع من دون أن يتذمّر من مشقّاته. لا يهمّه أن يقع بعض الحَبّ على جانب الطريق أو على أرض حَجِرة أو على الشوك… لأنّه لو أُحبِطَت عزيمته بسبب هذه الأماكن العقيمة، لما تابع سيره نحو الأرض الطيّبة!
هذه هي حالتنا: هل سنكون “جانب الطريق” تلك أم “الأرض الحَجٍرة” أم الشوك؟ أم نريد أن نكون الأرض الطيّبة؟ فَلنُعِدَّ قلوبنا لتأتيَ بثلاثين أو ستّين أو مئة أو ألف ضعف من الثمار. ولْتكن ثمارنا في كلّ مرّة قمحًا صالحًا بدون سواه. فلا نَكوننّ بعدُ مثل “جانب الطريق” تلك التي تُداس فيها البذرة الصالحة، والتي يقبض عليها عدوّنا كالعصفور الذي يلتهم فريسته. ولا مثل تلك “الأرض الحجِرة” التي تنمو فيها البذرة بسرعة في تربة غير عميقة ولا تقدر أن تصمد أمام حرّ الشمس. ولا مثل ذلك الشوك الذي يرمز إلى شهوات هذا العالم والانكباب على فعل السوء. فهل ثمّة أسوأ من أن يبذل المرء جهوده في سبيل حياة تمنعنا من أن ننال الحياة؟ أوَليس محزنًا أن يحبّ المرء الحياة لدرجة أن يخسر الحياة؟ أوَليس محزنًا أن يخشى المرء الموت لدرجة أن يقع تحت سلطان الموت؟ فَلْنقتلع الشوك، ولنُعِدَّ الطريق، ولْنقبل البذور، ولنصمُد حتّى الحصاد الأخير، ولْنطمح إلى دخول الأهراء.