القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين ” 17 مايو – ايار 2022 “
الثلاثاء الخامس بعد الفصح
تذكار القدّيسَين الرسولَين أنذرونيكوس ويونيا
بروكيمنات الرسائل
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
سفر أعمال الرسل 12-1:13.25:12
في تِلكَ ٱلأيّامِ، رَجَعَ بَرنابا وَشاوُلُ مِن أورَشَليمَ إِلى أَنطاكِيَةَ بَعدَ أَن قَضَيا ٱلخِدمَةَ، وَأَخذا مَعَهُما أَيضًا يوحَنّا ٱلمَدعُوَّ مَرقُس.
وَكانَ في ٱلكَنيسَةِ ٱلَّتي بِأَنطاكِيَةَ بَعضُ أَنبِياءِ وَمُعَلِّمين: بَرنابا وَسِمعانُ ٱلمُلَقَّبُ بِٱلأَسوَدِ، وَلوكِيوسُ ٱلقَيرَوانِيُّ، وَمَنايِنُ ٱلَّذي تَرَبّى مَعَ هيرودُسَ رَئيسِ ٱلرُّبعِ، وَشاوُل.
وَبَينَما هُم يَخدِمونَ لِلرَّبِّ وَيَصومونَ، قالَ لَهُمُ ٱلرّوحُ ٱلقُدُس: «إِفرِزوا لي شاوُلَ وَبَرنابا لِلعَمَلِ ٱلَّذي دَعَوتُهُما إِلَيه».
فَصاموا حينَئِذٍ وَصَلّوا وَوَضَعوا أَيدِيَهُم عَلَيهِما وَصَرَفوهُما.
وَإِنَّ هَذَينِ لَمّا أُرسِلا مِنَ ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ، ٱنحَدَرا إِلى سَلوكِيَةَ، وَمِن هُناكَ أَقلَعا إِلى قُبرُس.
وَلَمّا ٱنتَهَيا إِلى سَلامينا، بَشَّرا بِكَلِمَةِ ٱلرَّبِّ في مَجامِعِ ٱليَهودِ، وَكانَ مَعَهُما يوحَنّا خادِمًا.
وَلَمّا ٱجتازا ٱلجَزيرَةَ إِلى بافُسَ، صادَفا رَجُلاً ساحِرًا نَبِيًّا كاذِبًا يَهودِيًّا ٱسمُهُ بَريَشوع.
كانَ مَعَ ٱلوالي سَرجِيوسَ بولُسَ ٱلَّذي كانَ رَجُلاً ذا فِطنَةً، فَٱستَحضَرَ ٱلوالي بَرنابا وَشاوُلَ وَطَلَبَ أَن يَسمَعَ كَلِمَةَ ٱلله.
فَقاوَمَهُما عَليمٌ ٱلسّاحِرُ (لِأَنَّ هَكَذا تَفسيرَ ٱسمِهِ) مُحاوِلاً أَن يَصرِفَ ٱلوالِيَ عَنِ ٱلإيمان.
أَمّا شاوُلُ (وَهُوَ بولُسُ)، فَإِذِ ٱمتَلَأَ مِنَ ٱلرّوحِ ٱلقُدُسِ، تَفَرَّسَ فيهِ
وَقال: «يا مُمتَلِئًا مِن كُلِّ مَكرٍ وَخُبثٍ، يا ٱبنَ إِبليسَ، يا عَدُوَّ كُلِّ بِرٍّ، أَلا تَزالُ تُعَوِّجُ سُبُلَ ٱلرَّبِّ ٱلمُستَقيمَة؟
فَٱلآنَ ها إِنَّ يَدَ ٱلرَّبِّ عَلَيكَ، فَتَكونُ أَعمى لا تُبصِرُ ٱلشَّمسَ إِلى حين». فَفي ٱلحالِ وَقَعَ عَلَيهِ ضَبابٌ وَظُلمَةٌ، وَطَفِقَ يَجولُ مُلتَمِسًا مَن يَقودُهُ بِيَدِه.
فَلَمّا رَأى ٱلوالي ما حَدَثَ، آمَنَ مُتَعَجِّبًا مِن تَعليمِ ٱلرَّبّ.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس يوحنّا 59-51:8
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِن كانَ أَحَدٌ يَحفَظُ كَلامي، فَلَن يَرى ٱلمَوتَ إِلى ٱلأَبَد».
فَقالَ لَهُ ٱليَهود: «ٱلآنَ عَلِمنا أَنَّ بِكَ شَيطانًا. قَد ماتَ إِبرَهيمُ وَٱلأَنبِياءُ، وَأَنتَ تَقول: إِن كانَ أَحَدٌ يَحفَظُ كَلامي، فَلا يَذوقُ ٱلمَوتَ إِلى ٱلأَبَد!
أَلَعَلَّكَ أَعظَمُ مِن أَبينا إِبرَهيمَ ٱلَّذي ماتَ، وَٱلأَنبِياءُ أَيضًا ماتوا؟ مَن تَجعَلُ نَفسَك؟»
أَجابَ يَسوع: «إِن كُنتُ أَنا أُمَجِّدُ نَفسي، فَلَيسَ مَجدي شَيئًا. إِنَّ أَبي هُوَ ٱلَّذي يُمَجِّدُني، وَهُوَ ٱلَّذي تَقولونَ أَنتُم: إِنَّهُ إِلَهُكُم.
وَأَنتُم لَم تَعرِفوهُ وَأَمّا أَنا فَأَعرِفُهُ. وَإِن قُلتُ: إِنّي لا أَعرِفُهُ، صِرتُ كاذِبًا مِثلَكُم. وَلَكِنّي أَعرِفُهُ وَأَحفَظُ كَلامَهُ.
إِبرَهيمُ أَبوكُمُ ٱبتَهَجَ حَتّى يَرى يَومي، فَرَأى وَفَرِحَ».
فَقالَ لَهُ ٱليَهود: «لَيسَ لَكَ بَعدُ خَمسونَ سَنَةً، وَقَد رَأَيتَ إِبرَهيم؟»
قالَ لَهُم يَسوع: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: قَبلَ أَن يَكونَ إِبرَهيمُ، أَنا كائِن!»
فَأَخَذوا حِجارَةً لِيَرجُموه. وَلَكِنَّ يَسوعَ تَوارى وَخَرَجَ مِنَ ٱلهَيكَلِ جائِزًا فيما بَينَهُم، وَهَكَذا مَضى.
العليق الكتابي :
القدّيس أمبروسيوس (نحو 340 – 379)، أسقف ميلانو ومعلّم في الكنيسة
إبراهيم، الكتاب الأوّل
«إبراهيم رأى يَومي»
فَلنَنظرْ إلى المكافأة التي طلبها إبراهيم من الربّ. لم يطلب الثروات كالبخيل، ولا الحياة المديدة مثل الذي يخشى الموت، ولا القوّة، بل يطلب وريثًا لائقًا لعمله: “فقالَ أبرام: “أيّها السيّدُ الربّ، ماذا تُعطيني؟ إنّي مُنصَرِفٌ عَقيمًا” (تك 15: 2)… لقد وَلدَت هاجر ابنًا، هو إسماعيل، لكنّ الله قال له: “لن يرثَكَ هذا، بل مَن يخرج من أحشائك هو يرثُكَ” (تك 15: 4). عن أيّ ولد يتكلّم؟ ليس إسماعيل بل القدّيس إسحق… لكن يمكننا، من خلال الطفل الشرعي إسحق، رؤية الطفل الشرعي الحقيقي، الربّ يسوع المسيح الذي دعاه متّى في بداية إنجيله: “ابن إبراهيم” (مت 1: 1). لقد ظهر على أنّه الابن الحقيقي لإبراهيم بجعله سلالة الآباء تتألّق؛ بفضله نظرَ إبراهيم إلى السماء واستطاعَ رؤية نسله يلمع كالكواكب (راجع تك 15: 5). قالَ الرسول بولس: “كلّ نجم يختلف بضيائه عن الآخر. وهذا شأن قيامة الأموات” (1كور 15: 41-42). إنّ الرّب يسوع المسيح، الذي شمل بقيامته الناس الذين أبقاهم الموت في الأرض، أشركهم في ملكوت السَّماوات.
انتشرَ نسل إبراهيم فقط بميراث الإيمان، الذي يعدّنا للسماء، ويقرّبنا من الملائكة، ويرفعنا إلى الكواكب. “وقالَ الله له: “هكذا يَكونُ نَسلُك”. فآمَنَ بِالربّ، فحَسَبَ لَه ذلك بِرًّا” (تك 15: 6). لقد آمنَ إبراهيم بأنّ المسيح بتجسّده سيكون وريثَه. لكي يُعلِمَكَ بذلك، قال الربّ: “اِبتَهجَ أبوكُم إبراهيم راجِيًا أن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح”. حَسَبَ الله ذلك برًّا لأنّه لم يطلب تفسيرات بل آمن من دون تردّد. من الحسن أن يتقدّم الإيمان على التفسيرات، وإلاّ سوف يبدو كما لو أنّنا نطلب من الربّ إلهنا، كمَن يطلب من مجرّد إنسان آخر. يا لها من حماقة أن نؤمن بما يقوله النّاس عن غيرهم، ولا نؤمن بما قالَه الله عن نفسه! هيّا بنا نَقتَفي إذًا أثر إبراهيم لكي نرث العالم بمبرّر الإيمان، الذي جعله يرث الأرض.