القراءات اليومية بحسب طقس الروم الملكيين” 30 أكتوبر – تشرين الأول 2021 “
السبت الثالث والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل السادس بعد الصليب)
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة زينوبيوس وأخته زينوبيّا
بروكيمنات الرسائل 1:6
إِفرَحوا بِٱلرَّبِّ وَٱبتَهِجوا أَيُّها ٱلصِّدّيقون، وَٱفتَخِروا يا جَميعَ ٱلمُستَقيمي ٱلقُلوب.
-طوبى لِلَّذينَ غُفِرَت ذُنوبُهُم، وَٱلَّذينَ سُتِرَت خَطاياهُم. (لحن 6)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 5-1:8
يا إِخوَة، إِنَّ نُعلِمُكُم بِنِعمَةِ ٱللهِ ٱلَّتي أَنعَمَ بِها في كَنائِسِ مَكدونِيَة.
فَإِنَّهُم فاضوا فَرَحًا في ما ٱمتُحِنوا بِهِ مِنَ ٱلضّيقِ ٱلكَثيرِ، وَفاضَ فَقرُهُم ٱلعَميقُ بِغِنى سَخائِهِمِ ٱلخالِص.
فَإِنّي أَشهَدُ أَنَّهُم (أَعطوا) مِن تِلقاءِ أَنفُسِهِم عَلى قَدرِ طاقَتِهِم بَل فَوقَ ٱلطّاقَةِ،
طالِبينَ إِلَينا بِإِلحاحٍ كَثيرٍ، أَن نَقبَلَ ٱلنِّعمَةَ وَٱلِٱشتِراكَ في ٱلخِدمَةِ ٱلَّتي لِلقِدّيسين.
وَما حَقَّقوا آمالَنا فَقَط، بَل بَذَلوا أَنفُسَهُم لِلرَّبِّ أَوَّلاً، ثُمَّ لَنا بِمَشيئَةِ ٱلله.
هلِّلويَّات الإنجيل
طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)
إنجيل القدّيس لوقا 21-16:8
قالَ ٱلرَّبّ: «لَيسَ أَحَدٌ يوقِدُ سِراجًا فَيُغَطّيهِ بِإِناءٍ أَو يَضَعُهُ تَحتَ سَريرٍ، بَل يَضَعُهُ عَلى مَنارَةٍ لِيَرى ٱلدّاخِلونَ ٱلنّور.
فَإِنَّهُ لَيسَ خَفِيٌّ إِلاّ سَيُظهَرُ، وَلا مَكتومٌ إِلاّ سَيُعلَمُ وَيُشهَر.
فَتَبَصَّروا كَيفَ تَسمَعونَ، لِأَنَّ مَن لَهُ يُعطى، وَمَن لَيسَ لَهُ فَٱلَّذي يَظُنُّهُ لَهُ يُنـزَعُ مِنهُ».
وَأَقبَلَت إِلَيهِ أُمُّهُ وَإِخوَتُهُ، فَلَم يَقدِروا عَلى ٱلوَصولِ إِلَيهِ بِسَبَبِ ٱلجَمع.
فَأُخبِرَ وَقيلَ لَهُ: «إِنَّ أُمَّكَ وَإِخوَتَكَ واقِفونَ خارِجًا، يُريدونَ أَن يَرَوكَ».
فَأَجابَ وَقالَ لَهُم: «إِنَّ أُمّي وَإِخوَتي هُمُ ٱلَّذينَ يَسمَعونَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَيَعمَلونَ بِها».
التعليق الكتابي :
عظة منسوبة للقدّيس أوغسطينُس (430 – 354)، أسقف هيبّونا (إفريقيا الشماليّة) وملفان الكنيسة
حديث حول المزمور 139: 15
«فَتَنَبَّهوا كَيفَ تَسمَعون!»
“عَلى كُلِّ إِنسانٍ أَن يَكونَ سَريعًا إِلى الاِستِماعِ بَطيئًا عَنِ الكَلام” (يع 1: 19). نعم يا إخوتي، أنا أعلنها على الملأ… أنا الذي أخاطبكم باستمرار بناءً على طلبكم: لا يمكنني أن أصف الفرحة التي تنتابني عندما أكون في صفوف المستمعين، ففرحي لا يوصف عندما أستمع، لا عندما أتكلّم. فحينها أتذوّق الكلمة بكل ثقة وحينها لا يكون فرحي مهدّداً بالمجد الباطل. فعندما نكون جالسين على صخرة الحقيقة الصلبة، كيف يمكن لنا أن نخشى الوقوع في منحدر الكبرياء؟ ويُكمل صاحب المزامير: “تسمِعْني سُرورًا وفَرَحًا فتَبتَهِجَ العِظامُ الَّتي حَطَّمتَها.” (مز 51[50]: 10). فكلّما استمعت كلّما ازداد فرحي بطريقة لا توصف، إذ ان دورنا كمستمعين هو الذي يحفظنا في حالة التواضع.
وبالعكس فإذا تكلّمت… أُصبح بحاجة الى ضوابط، وحتى لو لم أرضخ للفخر فإني أخاف من أن أفعل. ولكن إن استمعت في المقابل، فلا يمكن لأحد أن ينتزع فرحي مني (راجع يو 16: 22) لأن لا أحد يشهد عليه. أنا أتكلّم عن فرح صديق العريس الذي ذكره القديس يوحنا وهو “يقف ويسمَعُه” وهو يقف لأنه يستمع. حاله حال الرجل الأول الذي كان واقفًا لأنه يستمع الى الله ولكنه ما أن استمع الى الأفعى حتى سقط أرضًا. أما صديق العريس فـ “يفرح فرحًا بصوت العريس”، إذ ان سبب فرحه الحقيقي ليس صوته الخاص كمبشّر أو كنبي بل صوت العريس بحدّ ذاته.