القراءات اليومية حسب طقس الرّوم الملكيّين “9 أغسطس- آب2021”
الاثنين الثاني عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيس الرسول متّيّا
بروكيمنات الرسائل 1:1
أَلصّانِعُ مَلائِكَتَهُ رِياحًا، وَخُدّامَهُ لَهيبَ نار.
-بارِكي يا نَفسِيَ ٱلرَّبّ. أَيُّها ٱلرَّبُّ إِلَهي، لَقَد عَظُمتَ جِدًّا. (لحن 4)
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 10:5-15
يا إِخوَة، لا بُدَّ أَن نُظهَرَ كُلُّنا أَمامَ مِنبَرِ ٱلمَسيحِ، لِيَنالَ كُلُّ أَحَدٍ عَلى حَسَبِ ما (صَنَعَ) بِٱلجَسَدِ، خَيرًا كانَ أَم شَرًّا.
وَإِذ نَعلَمُ خَوفَ ٱلرَّبِّ نُقنِعُ ٱلنّاس. أَمّا ٱللهُ فَنَحنُ ظاهِرونَ لَهُ، وَأَرجو أَن نَكونَ ظاهِرينَ في ضَمائِرِكُم أَيضًا.
وَلا نُوَصّي بِأَنفُسِنا أَيضًا عِندَكُم، لَكِنّا نُعطيكُم سَبَبًا لِلإِفتِخارِ بِنا، لِيَكونَ لَكُم عَلى ٱلَّذينَ يَفتَخِرونَ بِٱلوَجهِ لا بِٱلقَلب.
فَإِن تَعَدَّينا ٱلتَّعَقُّلَ فَلِلَّهِ، أَو كُنّا مُتَعَقِّلينَ فَلَكُم.
لِأَنَّ مَحَبَّةَ ٱلمَسيحِ تَحُثُّنا، إِذ نَعتَبِرُ أَنَّهُ إِذا كانَ قَد ماتَ واحِدٌ عَنِ ٱلجَميعِ، فَٱلجَميعُ إِذَن قَد ماتوا.
وَإِنَّما ماتَ عَنِ ٱلجَميعِ، لِكَي لا يَحيا ٱلأَحياءُ لِأَنفُسِهِم فيما بَعدُ، بَل لِلَّذي ماتَ وَقامَ لِأَجلِهِم.
هلِّلويَّات الإنجيل
سَبِّحوا ٱلرَّبَّ مِنَ ٱلسَّماوات، سَبِّحوهُ في ٱلأَعالي.
سَبِّحوهُ يا جَميعَ مَلائِكَتِهِ، سَبِّحيهِ يا جَميعَ قُوّاتِهِ. (لحن 2)
إنجيل القدّيس مرقس 9:1-15
في تِلكَ ٱلأيّامِ، جاءَ يَسوعُ مِن ناصِرَةِ ٱلجَليلِ وَٱعتَمَدَ مِن يوحَنّا في ٱلأُردُنّ.
وَلِلوَقتِ إِذ صَعِدَ مِنَ ٱلماءِ رَأى ٱلسَّماواتِ تَنفَتِحُ، وَٱلرّوحَ مِثلَ حَمامَةٍ يَنـزِلُ عَلَيه.
وَكانَ صَوتٌ مِنَ ٱلسَّماواتِ يَقول: «أَنتَ ٱبنِيَ ٱلحَبيبُ ٱلَّذي بِهِ سُرِرت!»
وَلِلوَقتِ أَخرَجَهُ ٱلرّوحُ إِلى ٱلبَرِّيَّة.
فَكانَ هُناكَ في ٱلبَرِّيَّةِ أَربَعينَ يَومًا يُجَرِّبُهُ ٱلشَّيطان. وَكانَ مَعَ ٱلوحوشِ، وَكانَتِ ٱلمَلائِكَةُ تَخدُمُهُ.
وَبَعدَما أُسلِمَ يوحَنّا، أَتى يَسوعُ إِلى ٱلجَليلِ يَكرِزُ بِإِنجيلِ مَلَكوتِ ٱللهِ
قائِلاً: «قَد تَمَّ ٱلزَّمانُ وَٱقتَرَبَ مَلَكوتُ ٱلله. توبوا وَآمِنوا بِٱلإِنجيل».
التعليق الكتابي:
القدّيس هيرونيمُس (347 – 420)، كاهن ومترجم الكتاب المقدّس وملفان الكنيسة
عظات حول إنجيل القدّيس مرقس
«تَمَّ الزَّمانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكوتُ الله. فَتوبوا وآمِنوا بِالبِشارة»
“وبَعدَ اعتِقالِ يوحَنَّا، جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله”… حسب تفسيرنا، يمثّل يوحنّا الشريعة، ويمثّل الرّب يسوع الإنجيل. في الواقع، يقول يوحنّا: “يَأتي بَعدي مَن هو أَقوى مِنيِّ…” (مر 1: 7)، وفي موضع آخَر: “لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر” (يو 3: 30): هكذا يقارِن الشريعة بالإنجيل. ثمّ يقول: ” أَنا – أي الشريعة – عَمَّدتُكم بِالماء، وأَمَّا هُوَ – أي الإنجيل – فيُعَمِّدُكم بِالرُّوحِ القُدُس” (مر 1: 8). جاء الرّب يسوع إذن لأنّ يوحنّا كان قد سُجِن. في الواقع، الشريعة مغلقة ومسجونة، لم تعد تملك حرّيّتها السابقة؛ لكنّنا انتقلنا من الشريعة إلى الإنجيل.
“جاءَ يسوعُ إِلى الجَليل يُعلِنُ بِشارَةَ الله”…عندما أقرأ الشريعة والأنبياء والمزامير، لا أجد فيها مطلقًا كلامًا عن ملكوت السماوات: فقط في الإنجيل. لأنّه عندما جاء ذاك الّذي قيل عنه “ها إِنَّ مَلكوتَ اللهِ بَينَكم” (لو 17: 21)، عندئذٍ فقط فُتِح ملكوت الله… في الواقع، قبل مجيء المخلّص ونور الإنجيل، وقبل أن يفتح الرّب يسوع المسيح باب الفردوس عندما قال للمجرم المعلّق عن يمينه: “الحَقَّ أَقولُ لَكَ: سَتكونُ اليَومَ مَعي في الفِردَوس” (لو 23: 43)، كانت أرواح القدّيسين تنحدر إلى مثوى الأموات. ويعقوب نفسه قال: “إِنِّي أَنزِلُ حَزينًا… إِلى مَثْوى الأَموات” (تك 37: 35) … في الشريعة، ابراهيم موجود في مثوى الأموات؛ في الإنجيل، “لصّ اليمين” موجود في الفردوس. نحن لا ننقص من أهمّيّة ابراهيم، فكلّنا نريد أن نرتاح في أحضانه (راجع لو 16: 23)؛ لكنّنا نفضّل الرّب يسوع المسيح على ابراهيم، نفضّل الإنجيل على الشريعة.
نقرأ أنّه بعد قيامة الرّب يسوع، “قامَ كثيرٌ مِن أَجسادِ القِدِّيسينَ الرَّاقِدين، وخرَجوا مِنَ القُبورِ، فدَخَلوا المدينةَ المُقَدَّسة وتَراءَوا لأُناسٍ كثيرين” (مت 27: 53-54). إنّ ربّنا ومخلّصنا قد بَشّر على الأرض، وبَشّر أيضًا في مثوى الأموات؛ لقد مات، ونزل إلى في مثوى الأموات ليحرّر الأرواح الّتي كانت مقيّدة هناك (راجع 1بط 3: 18 – 22).