القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين” 11 سبتمبر – أيلول 2019 “
اليوم الرابع مَا قبل الصليب وتُقرأ فِيهِ رسالة الثلاثاء الرابع عشر بعد العنصرة
تذكار القدّيسات الشهيدات مينوذورة ومتروذورة ونمفوذورة
رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 2-1:13.21-20:12
يا إِخوَة، أَخشى إِذا أَتَيتُكُم أَن أَجِدَكُم عَلى ما لا أُحِبُّ، وَأَن تَجِدوني عَلى ما لا تُحِبّون. أَن تَكونَ بَينَكُم خُصوماتٌ وَغَيرَةٌ وَمُغاضَباتٌ، وَمُنازَعاتٌ وَٱغتِياباتٌ وَنَمائِمَ، وَٱنتِفاخاتٌ وَٱضطِرابات.
أَن يُذِلَّني إِلَهي بَينَكُم، إِذا قَدِمتُ إِلَيكُم مَرَّةً أُخرى، وَأَنوحَ عَلى كَثيرينَ مِنَ ٱلَّذينَ خَطِئوا آنِفًا وَلَم يَتوبوا عَمّا صَنَعوا مِنَ ٱلنَّجاسَةِ وَٱلزِّنى وَٱلفِسق.
هَذهِ مَرَّةٌ ثالِثَةٌ آتي فيها إِلَيكُم. «عَلى فَمِ شاهِدَينِ أَو ثَلاثَةٍ تَقومُ كُلُّ كَلِمَة».
قَد قُلتُ قَبلاً وَأَسبِقُ فَأَقولُ كَحاضِرٍ لِلمَرَّةِ الثّانِيَةِ، وَأَكتُبُ ٱلآنَ وَأَنا غائِبٌ إِلى ٱلَّذينَ خَطِئوا آنِفًا وَإِلى ٱلباقينَ كافَّة: إِنّي إِذا عُدتُ إِلَيكُم فَلَن أُشفِق.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس يوحنّا 21-16:3
قالَ ٱلرَّبُّ لِتَلاميذِهِ: «هَكَذا أَحَبَّ ٱللهُ ٱلعالَمَ حَتّى إِنَّهُ بَذَلَ ٱبنَهُ ٱلوَحيدَ، لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِهِ بَل تَكونَ لَهُ ٱلحَياةُ ٱلأبَدِيَّة.
لِأَنَّهُ لَم يُرسِل ٱللهُ ٱبنَهُ إِلى ٱلعالَمِ لِيَدينَ ٱلعالَمَ، بَل لِيُخَلِّصَ بِهِ ٱلعالَم.
مَن آمَنَ بِهِ فَلا يُدانُ، وَمَن لا يُؤمِنُ بِهِ فَقَد دينَ، لِأَنَّهُ لَم يُؤمِن بِٱسمِ ٱبنِ ٱللهِ ٱلوَحيد.
وَهَذِهِ هِيَ ٱلدَّينونَةُ: أَنَّ ٱلنّورَ جاءَ إِلى ٱلعالَمِ، وَٱلنّاسُ آثَروا ٱلظُّلمَةَ عَلى ٱلنّورِ، لِأَنَّ أَعمالَهُم كانَت شِرّيرَة.
لِأَنَّ كُلَّ مَن يَعمَلُ ٱلسَّيِّئاتِ يُبغِضُ ٱلنّورَ، وَلا يُقبِلُ إِلى ٱلنّورِ لِئَلاَّ تُفضَحَ أَعمالُهُ.
فَأَمّا ٱلَّذي يَعمَلُ ٱلحَقَّ فَإِنَّهُ يُقبِلُ إِلى ٱلنّورِ، لِكَي تَظهَرَ أَعمالُهُ إِنَّها بِٱللهِ مَفعولَة».
التعليق الكتابي :
ثيودورس المصّيصي (؟ – 428)، أسقف المصّيصة في صقلِّية، ولاهوتيّ
شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا
“فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة”
“لا تدعوا الصليب يخيفكم، يقول الربّ يسوع، ولا تدعوه يُشَكِّكُم في أقوالي”. فكما أنّ الحيَّة التي رفعها موسى في البريَّة كانت فعّالة بسلطة الذي أمَرَه برفعها… هكذا حَملَ الربّ خطايا البشر وعانى آلام الصّلب، ولكن بفضل القوّة التي تسكنه، جعل أولئك الذين يؤمنون به مستحقّين للحياة الأبديّة. في زمن موسى، كان ثعبان النحاس الأصفر، الذي لا يمتلك الحياة، يحرّر من الموت أولئك الذين يصوّبون أنظارهم إليه إثر تعرّضهم للدغة سامّة بفضل قوّة شخص آخر. وبالطريقة نفسها، أعطى الرّب يسوع الحياة للذين يؤمنون به، بالرّغم من آلامه وهيئة الموت على محيّاه، بفضل القدرة التي تسكنه.
تابع الرّب يسوع قائلاً: “فإِنَّ اللهَ أَحبَّ العالَمَ حتَّى إِنَّه جادَ بِابنِه الوَحيد لِكَي لا يَهلِكَ كُلُّ مَن يُؤمِنُ بِه بل تكونَ له الحياةُ الأَبدِيَّة. مفسّرًا أنّ هذا العمل “هو دلالة أخرى على محبّة الله…”. كيف استطاع القول “أنّ الله جاد بابنه الوحيد”؟ من الأكيد أنّ الله لا يمكن أن يتألّم. لكنّ إنسانيّة المسيح وألوهيّته، بفضل اتّحادهما، تشكّلان كيانًا واحدًا. لذلك، على الرغم من أنّ الإنسان وحده هو الذي يتألّم، فإنّ كلّ ما يمس إنسانيّته يُنسَبُ أيضًا إلى ألوهيّته…
لكي يظهر عظمة آلام الرّب يسوع المسيح، قال القدّيس بولس: “نَتَكلَّمُ على حِكمَةِ اللهِ السِرِّيَّةِ الَّتي ظلَّت مكتومةً في الماضي، تلكَ الَّتي أَعَدَّها اللهُ قَبلَ الدُّهورِ في سَبيلِ مَجْدِنا ولَم يَعرِفْها أَحَدٌ مِن رُؤَساءِ هذِه الدُّنْيا، ولَو عَرَفوها لَما صَلَبوا رَبَّ المَجْد” (1كور2: 7-8). لقد أراد أن يكشف لنا من خلال إطلاقه هذا اللقب على الرّب يسوع، عظمة الآلام؛ وبالطريقة نفسها، فإنّ ربّنا، كي يظهر عظمة حبّه من خلال الآلام التي عاناها، قال بحقّ: “إنّ الله جادَ بِابنِه الوَحيد”.