stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 12 مارس/أذار 2019

599views

ثلاثاء الأسبوع الثاني من الصوم

تذكار أبينا البار ثيوفانيس المعترف السغرياني

 

رسالة القدّيس بولس إلى أهل غلاطية 10-2:6

يا إِخوَة، إِحمِلوا بَعضُكُم أَثقالَ بَعضٍ، وَهَكَذا أَتِمّوا ناموسَ ٱلمَسيح.
فَإِنَّهُ إِن ظَنَّ أَحَدٌ أَنَّهُ شَيءٌ وَهُوَ لَيسَ بِشَيءٍ، فَقَد غَرَّ نَفسَهُ.
فَليَختَبِر كُلُّ واحِدٍ عَمَلَهُ، وَحينَئِذٍ يَكونُ ٱفتِخارُهُ مِن جِهَةِ نَفسِهِ لا مِن جِهَةِ غَيرِهِ.
لِأَنَّ كُلَّ واحِدٍ سَيَحمِلُ حِملَهُ ٱلخاص.
لِيُشرِكَ ٱلَّذي يُعَلِّمُ ٱلكَلِمَةَ مُعَلِّمَهُ في جَميعِ ٱلخَيرات.
لا تَضِلّوا! إِنَّ ٱللهَ لا يُستَهزَأُ بِهِ. لِأَنَّ كُلَّ إِنسانٍ إِنَّما يَحصُدُ ما قَد زَرَع.
فَٱلَّذي يَزرَعُ في جَسَدِهِ فَمِنَ ٱلجَسَدِ يَحصُدُ فَسادًا، وَٱلَّذي يَزرَعُ في ٱلرّوحِ فَمِنَ ٱلرّوحِ يَحصُدُ حَياةً أَبَدِيَّة.
فَلا نَفشَل في عَمَلِ ٱلخَيرِ، فَإِنّا سَنَحصُدُ في ٱلأَوانِ بغَيرِ كَلال.
فَلنُحسِن إِذَن إِلى ٱلجَميعِ ما دَامَت لَنا ٱلفُرصَةَ، وَلا سِيَّما إِلى أَهلِ ٱلإيمان.

 

هلِّلويَّات الإنجيل 1:2

أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)

إنجيل القدّيس متّى 13-1:5.25-23:4

وَكانَ يَسوعُ يَطوفُ في ٱلجَليلِ كُلِّهِ، يُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم وَيَكرِزُ بِبِشارَةِ ٱلمَلَكوتِ، وَيَشفي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعفٍ في ٱلشَّعب.
فَذاعَ خَبَرُهُ في سورِيَّةَ كُلِّها. فَقَدَّموا إِليهِ كُلَّ مَن كانَ بِهِ سوءٌ مِنَ ٱلمُعَذَّبينَ بِأَمراضٍ وَأَوجاعٍ مُختَلِفَةٍ، وَٱلَّذينَ بِهِم ٱلشَّياطينَ، وَٱلمُعتَرَينَ في رؤوسِ الأَهِلَّةِ، وَالمُخَلَّعينَ، فَشَفاهُم.
فَلَمّا رَأى ٱلجُموعَ صَعِدَ إِلى ٱلجَبَلِ، وَلَمّا جَلَسَ دَنا إِلَيهِ تَلاميذُهُ،
فَفَتَحَ فاهُ وَجَعَلَ يُعَلِّمُهُم قائِلاً:
«طوبى لِلمَساكينِ بِٱلرّوحِ، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّماوات.
طوبى لِلحَزانى، فَإِنَّهُم يُعَزَّون.
طوبى لِلوُدَعاءِ، فَإِنَّهُم يَرِثونَ ٱلأَرض.
طوبى لِلجِياعِ وَٱلعِطاشِ إِلى ٱلبِرِّ، فَإِنَّهُم يُشبَعون.
طوبى لِلرُّحَماءِ، فَإِنَّهُم يُرحَمون.
طوبى لِلأَنقِياءِ ٱلقُلوبِ، فَإِنَّهُم يُعايِنونَ ٱلله.
طوبى لِفاعِلي ٱلسَّلامِ، فَإِنَّهُم بَني ٱللهِ يُدعَون.
طوبى لِلمُضطَهَدينَ مِن أَجلِ ٱلبِرِّ، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّماوات.
طوبى لَكُم إِذا عَيَّروكُم وَٱضطَهَدوكُم وَقالوا عَلَيكُم كُلَّ كَلِمَةِ سوءٍ مِن أَجلي كاذِبينَ،
ٱفرَحوا وَٱبتَهِجوا لِأَنَّ أَجرَكُم عَظيمٌ في ٱلسَّماوات. فَإِنَّهُم هَكذا ٱضطَهَدوا ٱلأَنبِياءَ ٱلَّذينَ قَبلَكُم.
أَنتُم مِلحُ ٱلأَرض. فَإِذا فَسَدَ ٱلمِلحُ، فَبِماذا تُعادُ إِلَيهِ مُلوحَتُهُ؟ إِنَّهُ لا يَصلُحُ لِشَيءٍ بَعدُ، إِلاّ لِأَن يُطرَحَ خارِجًا وَتَدوسَهُ ٱلنّاس».

شرح لإنجيل اليوم :

القدّيس غريغوريوس النيصي (335 – 395)، راهب وأسقف
عظات عن التطويبات، العظة رقم 1

“طوبى لأَطهارِ القُلوب فإِنَّهم يُشاهِدونَ الله”

إن كان الله “ذلِك السَّعيدُ القَديرُ وَحْدَه” كما قال الرّسول بولس (1تم1: 11؛ 6: 15)، وإن كان الإنسان يشاركُه هذه الطوباويّة لأنّه على صورتِه، في حين يبقى الاقتداء به غير ممكن، تكون الطوباويّة مستحيلة التحقيق بالنسبة إلى الطبيعة البشريّة. لكن الإنسان يستطيع أن يقتدي بالله بطريقة معيّنة. كيف ذلك؟ إنّ “الفقر بالرّوح” يعني التواضع بالنسبة إليّ. لقد أعطانا الرسول بولس مثالاً على ذلك حين قال: ” فأَنتُم تَعلَمونَ جُودَ رَبِّنا يسوعَ المسيح: فقَدِ افتَقَرَ لأَجْلِكُم وهو الغَنِيُّ لِتَغتَنوا بِفَقْرِه.” (2كور8: 9). كلُّ ما يمكننا أن نتخيّله عن الطبيعة الإلهيّة يتخطّى حدود طبيعتِنا، لكنّ التواضع ممكن بالنسبة إلينا؛ نتقاسَمُه مع كلِّ الذين يعيشون على الأرض، أولئك الذين جُبِلوا من التراب الذي سيعودون إليه (تك2: 7؛ 3: 19). إذًا، إن اقتدَيْتَ بالله وفقًا لطبيعتِك، ولم تتخطَّ قُدراتِك، تكون قد لبسْتَ سعادةَ الله كثوبٍ لكَ.
فلا نعتقدَنَّ أنّه من السهل اكتساب التواضع. بل على العكس، يبدو هذا أصعب بكثير من اكتساب أيّ فضيلة أخرى. لماذا؟ لأنّه “حين نامَ الناسُ الذين زرعوا الزرعَ الطيِّب، جاء عدوُّه فزرعَ بين القمحِ زؤانَ الكبرياء الذي تجذّرَ فينا” (راجع مت13: 25)…
بما أنّ معظم الناس يميلونَ طبيعيًّا نحو الكبرياء، استهلّ الربُّ التطويبات، بإبعاد هذا الشرِّ الأصلي الذي يُسمَّى الكبرياء، وبإسداء النصح للاقتداء بالفقير الحقيقي الطوعيّ الذي هو حقًّا سعيد، بحيث نقتدي به، وفقًا لقُدراتنا، من خلال الفقر الطوعيّ، بغية المشاركة في طوباويَّته الخاصّة. فقد قالَ القدّيس بولس: ” فلْيَكُنْ فيما بَينَكُمُ الشُّعورُ الَّذي هو أَيضاً في المَسيحِ يَسوع. فمع أنّه في صورةِ الله، لم يَعُدَّ مُساواتَه لله غنيمة هو الَّذي في صُورةِ الله لم يَعُدَّ مُساواتَه للهِ غَنيمَة، بل تَجرَّدَ مِن ذاتِه مُتَّخِذًا صُورةَ العَبْد وصارَ على مِثالِ البَشَر” (في 2: 5-7).