القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 19 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 “
الثلاثاء الرابع والعشرون بعد العنصرة (الإنجيل العاشر بعد الصليب)
تذكار القدّيس النبي عوبديا
القدّيس الشهيد برلعام
بروكيمنات الرسائل 1:2
يَفرَحُ ٱلصِّدّيقُ بِٱلرَّبّ، وَيَتَوَكَّلُ عَلَيه.
-إِستَمِع يا أَللهُ صَوتي عِندَ تَضَرُّعي إِلَيك. (لحن 7)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل تسالونيقي 13-8:3
يا إخوَة، إِنّا ٱلآنَ نَحيا إِن ثَبَتُّم أَنتُم في ٱلرَّبّ.
فَأَيُّ شُكرٍ نَستَطيعُ أَن نُؤَدِّيَهُ مِن أَجلِكُم للهِ، عَلى كُلِّ ما نالنا مِنَ ٱلفرَحِ بِسَبَبِكُم أَمامَ إِلَهِنا،
مُبتَهِلينَ كُلَّ ٱلإبتِهالِ لَيلاً وَنَهارًا، حَتّى نَرى وَجهَكُم وَنُتِمَّ ما هُوَ ناقِصٌ في إيمانِكُم.
فَليَهدِ طَريقَنا إِلَيكُم ٱللهُ نَفسُهُ أَبونا، وَرَبُّنا يَسوعُ ٱلمَسيح.
وَليَجعَلكُمُ ٱلرَّبُّ تَنمونَ وَتَفيضونَ في ٱلمَحَبَّةِ بَعضُكُم لِبَعضٍ وَلِلجَميعِ، كَما نَحنُ نُحِبُّكُم،
لِكَي يُثَبِّتَ قُلوبَكُم بِغَيرِ لَومٍ في ٱلقَداسَةِ لَدى ٱللهِ أَبينا، عِندَ مَجيءِ رَبِّنا يَسوعَ ٱلمَسيحِ مَعَ جَميعِ قِدّيسيه.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس لوقا 8b:18.37-26:17
قالَ ٱلرَّبّ: «كَما كانَ في أَيّامِ نوحٍ، كَذَلِكَ يَكونُ في أَيّامِ ٱبنِ ٱلإِنسانِ أَيضًا.
كانوا يَأكُلونَ وَيَشرَبونَ وَيَتَزَوَّجونَ وَيُزَوِّجونَ إِلى يَومَ دَخَلَ نوحٌ ٱلتّابوتَ، فَجاءَ ٱلطّوفانُ وَأَهلَكَ ٱلجَميع.
وَعَلى مِثلِ ما كانَ في أَيّامِ لوطٍ، كانوا يَأكُلونَ وَيَشرَبونَ وَيَشتَرونَ وَيَبيعونَ وَيَغرِسونَ وَيَبنون.
وَلَكِن يَومَ خَرَجَ لوطٌ مِن سَدومَ، نَزَلَ مِنَ ٱلسَّماءِ نارٌ وَكِبريتٌ فَأَهلَكَ ٱلجَميع.
كَذَلِكَ يَكونُ يَومَ يَظهَرُ ٱبنُ ٱلبَشَر.
فَمَن كانَ في ذَلِكَ ٱليَومِ عَلى ٱلسَّطحِ وَأَمتِعَتُهُ في ٱلبَيتِ، فَلا يَنـزِل لِيَأخُذَها. وَمَن كانَ في ٱلحَقلِ، فَلا يَرجِع كَذَلِكَ إِلى ٱلوَراء.
تَذَكَّروا ٱمرَأَةَ لوط!
مَن طَلَبَ أَن يُخَلِّصَ نَفسَهُ يُهلِكُها، وَمَن أَهلَكَها يُحيِيها.
أَقولُ لَكُم: سَيَكونُ في تِلكَ ٱللَّيلَةِ ٱثنانِ في فِراشٍ واحِدٍ، فَيُؤخَذُ ٱلواحِدُ وَيُترَكُ ٱلآخَر.
وَٱثنَتانِ تَطحَنانِ مَعًا، فَتُؤخَذُ ٱلواحِدَةُ وَتُترَكُ ٱلأُخرى.
وَيَكونُ ٱثنانِ في ٱلحَقلِ، فَيُؤخَذُ ٱلواحِدُ وَيُترَكُ ٱلآخَر».
فَأَجابوا وَقالوا لَهُ: «أَينَ يا رَبّ؟» فَقالَ لَهُم: «حَيثُ تَكونُ ٱلجُثَّةُ، فَهُناكَ تَجتَمِعُ ٱلنُّسور».
وَلَكِن مَتى جاءَ ٱبنُ ٱلإِنسانِ فَهَل يَجِدُ ٱلإيمانَ عَلى ٱلأَرض؟»
التعليق الكتابي :
القدّيس غريغوريوس النيصي (335 – 395)، راهب وأسقف
العظة 11 عن نشيد الأناشيد
” كانَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ وَيَشْرَبُون، وَيَشْتَرُونَ وَيَبيعُون “
قدّم الربّ إلى تلاميذه توصيات كبيرة لكي تَنفض أنفسهم كلّ ما هو أرضيّ في الطبيعة، كما تُنفَضُ الغبار، وترتفعَ بذلك إلى الرغبة في الحقائق التي تفوق الطبيعة. هذا ما يلزم حين نتطلّع إلى حياة العُلى، يجب أن نكون أقوى من النوم، وأن نكون يَقِظين على الدّوام… أنا أتكلّم عن هذا الخدر الذهني الذي يظهر عند الغارقين في أكاذيب هذه الحياة من خلال تلك الأحلام الوهميّة المتمثِّلة بالأمجاد الباطلة، والغنى، والسلطة، والبذخ، وإغراءات الملذّات، والطموح، والعطش إلى اللذّة والغرور وكلّ ما يسعى إليه بطريقة جنونيّة الأشخاص السطحيّون بدافع من خيالهم. لكنّ هذه الأمور كلّها تذهب أدراج الريح مع مرور الزمن الزائل؛ كما أنّها تندرج في مجال حبّ الظهور…؛ فهي لا تكاد تبرز إلى الوجود، حتّى تختفي كالأمواج في البحار…
ولكي تتخلَّص روحنا من هذه الأوهام، دعانا الكلمة الإلهيّ إلى أن نطرد من عيون أنفسنا هذا السبات العميق، لئلاّ ننجرف بعيدًا عن الحقائق الصحيحة من خلال التمسّك بكلّ ما هو زائل. لذا، اقترحَ علينا أن نكون يَقظين حين قالَ: “لِتَكُنْ أَوساطُكُم مَشدودة، ولْتَكُنْ سُرُجُكُم مُوقَدَة” (لو12: 35). فالنور الذي يلمع أمام العيون يُبعد النعاس، والأوساط المشدودة بالحزام تمنع الجسد من الاستغراق في النوم… مَن يتّخذُ من الاعتدال حزامًا له، يعيشُ في نور الضمير الحيّ؛ وتنيرُ الثقة البنويّة حياته كالسراج… إن عشنا بهذه الطريقة، سندخل في حياة مماثلة لحياة الملائكة.