القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين ” 30 نوفمبر – تشرين الثاني 2019 “
تذكار القدّيس المجيد الجدير بكلّ مديح أندراوس الرسول المدعو أوّلاً
بروكيمنات الرسائل 1:124
في كُلِّ ٱلأَرضِ ذاعَ منطقُهُ، وَإِلى أَقاصي ٱلمَسكونَةِ كلامُهُ.
-أَلسَّماواتُ تُذيعُ مَجدَ ٱلله، وَٱلفَلَكُ يُخبِرُ بِأَعمالِ يَدَيه. (لحن 8)
رسالة القدّيس بولس الأولى إلى أهل قورنتس 16-9:4
يا إِخوَة، إِنَّ ٱللهَ قَد أَبرَزَنا نَحنُ ٱلرُّسُلَ آخِري النّاسِ، كَأَنّا مَجعولونَ لِلمَوتِ، لِأَنّا قَد صِرنا مَشهَدًا لِلعالَمِ وَٱلمَلائِكَةِ وَٱلبَشَر.
نَحنُ جُهّالٌ مِن أَجلِ ٱلمَسيحِ، أَمّا أَنتُم فَحُكَماءُ في ٱلمَسيح. نَحنُ ضُعَفاءُ، أَمّا أَنتُم فَأَقوياء. أَنتُم مُكَرَّمونَ، أَمّا نَحنُ فَمُهانون.
وَحَتّى هَذهِ ٱلسّاعَةِ نَجوعُ وَنَعطَشُ، وَنَعرَى وَنُلطَمُ، وَلا قَرارَ لَنا.
وَنَتعَبُ عامِلينَ بِأَيدينا. نُشتَمُ فَنُبارِكُ، نُضطَهَدُ فَنَحتَمِل.
يُشَنَّعُ عَلَينا فَنَتَضَرَّع. قَد صِرنا كَأَقذارِ ٱلعالَمِ، كَأَوساخٍ يَستَخبِثُها ٱلجَميعُ حَتّى ٱلآن.
وَلا أَكتُبُ ذَلِكَ لِإِخجالِكُم، لَكِنّي أَعِظُكُم كَأَولادي ٱلأَحِبّاء.
لِأَنَّهُ وَلَو كانَ لَكُم رِبواتٌ مِنَ ٱلمُعَلِّمينَ في ٱلمَسيحِ، لَيسَ لَكُم آباءٌ كَثيرونَ، لِأَنّي أَنا وَلَدتُكُم في ٱلمَسيحِ يَسوعَ بِٱلإِنجيل.
فَأَطلُبُ إِلَيكُم أَن تَكونوا بي مُقتَدين.
هلِّلويَّات الإنجيل
تَعتَرِفُ ٱلسَّماواتُ بِعَجائِبِكَ يا رَبّ، وَبِحَقِّكَ في جَماعِةِ ٱلقِدّيسين.
-أَللهُ مُمَجَّدٌ في جَماعَةِ ٱلقِدّيسين، عَظيمٌ وَرَهيبٌ عِندَ جَميعِ ٱلَّذينَ حَولَهُ. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا 51-35:1
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، كانَ يوحَنّا واقِفًا هُوَ وَٱثنانِ مِن تَلاميذِهِ،
فَنَظَرَ إِلى يَسوعَ آتِيًا إِلَيهِ فَقال: «هَذا حَمَلُ ٱلله!»
فَسَمِعَ ٱلتِّلميذانِ كَلامَهُ، فَتَبِعا يَسوع.
فَٱلتَفَتَ يَسوعُ فَرَآهُما يَتبَعانِهِ، فَقالَ لَهُما: «ماذا تُريدان؟» فَقالا لَهُ: «رابّي، أَي يا مُعَلِّم، أَينَ تَسكُن؟»
فَقالَ لَهُما: «تَعالَيا وَٱنظُرا». فَأَتَيا وَنَظَرا حَيثُ يَسكُنُ، وَأَقاما عِندَهُ ذَلِكَ ٱليَومَ. وَكانَ نَحوُ ٱلسّاعَةِ ٱلعاشِرَة.
وَكانَ أَندَراوُسُ أَخو سِمعانَ بُطرُسَ واحِدًا مِنَ ٱلِٱثنَينِ ٱللَّذَينِ سَمِعا يوحَنّا وَتَبِعا يَسوع.
فَهَذا وَجَدَ أَوَّلاً سِمعانَ أَخاهُ، فَقالَ لَهُ: «قَد وَجَدنا ٱلماسِيّا» أَيِ ٱلمَسيح.
وَجاءَ بِهِ إِلى يَسوع. فَنَظَرَ إِلَيهِ يَسوعُ وَقال: «أَنتَ سِمعانُ بنُ يونا. أَنتَ تُدعى كيفا» أَي بُطرُس.
وَفي ٱلغَدِ أَرادَ يَسوعُ ٱلخروجَ إِلى ٱلجَليلِ، فَوَجَدَ فيلِبُّس. فَقالَ لَهُ: «إِتبَعني».
وَكانَ فيلِبُّسُ مِن بَيتَ صَيدا، مَدينَةِ أَندَراوُسَ وَبُطرُس.
فَصادَفَ فيلِبُّسُ نَثَنائيلَ فَقالَ لَهُ: «إِنَّ ٱلَّذي كَتَبَ عَنهُ موسى في ٱلنّاموسِ وَٱلأَنبِياءُ قَد وَجَدناهُ، وَهُوَ يَسوعُ بنُ يوسُفَ ٱلَّذي مِنَ ٱلنّاصِرَة».
فَقالَ لَهُ نَثَنائيل: «أَمِنَ ٱلنّاصِرَةِ يُمكِنُ أَن يَكونَ شَيءٌ صالِح؟» فَقالَ لَهُ فيلِبُّس: «تَعالَ وَٱنظُر».
فَلَمّا رَأى يَسوعُ نَثَنائيلَ مُقبِلاً إِلَيهِ قالَ عَنهُ: «هَذا بِٱلحَقيقَةِ إِسرائيلِيٌّ لا غِشَّ فيه!»
فَقالَ لَهُ نَثَنائيل: «مِن أَينَ تَعرِفُني؟» أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «قَبلَ أَن يَدعوَكَ فيلِبُّسُ وَأَنتَ تَحتَ ٱلتّينَةِ رَأَيتُكَ».
أَجابَ نَثَنائيلُ وَقالَ لَهُ: «يا مُعَلِّمُ، أَنتَ هُوَ ٱبنُ ٱلله! أَنتَ هُوَ مَلِكُ إِسرائيل!»
أَجابَ يَسوعُ وَقالَ لَهُ: «لِأَنَّني قُلتُ لَكَ إِنّي رَأَيتُكَ تَحتَ ٱلتّينَةِ آمَنت؟ إِنَّكَ سَتُعايِنُ أَعظَمَ مِن هَذا!»
وَقالَ لَهُ: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّكُم مِن ٱلآنَ تَرَونَ ٱلسَّماءَ مَفتوحَةً، وَمَلائِكَةَ ٱللهِ يَصعَدونَ ويَنـزِلونَ عَلى ٱبنِ ٱلبَشَر».
التعليق الكتابي :
بِندِكتُس السادس عشر، بابا روما من 2005 إلى 2013
المقابلة العامّة بتاريخ 14 يونيو – حزيران 2006
القدّيس أندراوس تبع الرّب يسوع المسيح حتّى الموت
يروي التقليد عن أندراوس أنّه استُشهد مصلوبًا بعد أن كابد العذاب في باتراس. لكنّه طلب، على غرار أخيه بطرس، أن يُصلب على صليب مختلف عن صليب الرّب يسوع. الخشبتان كانتا متقاطعتين ومنحنيتين في العرض (كحرف الـ X)، ولذلك عُرف هذا الصليب بـ”صليب القدّيس أندراوس”.
هذا ما يُعتقَد أنّ الرسول قاله في تلك المناسبة، وفق قصّة قديمة: “أُحيّيكَ يا صليبًا دشّنه جسد الرّب يسوع المسيح وأضحى حُلَّة أعضائه كما لو كانت أحجارًا كريمة. فقبل أن يصلب الربّ عليك، كنتَ توحي بخوف أرضي. أمّا الآن، وأنت مُزَوّد بحبٍّ سماوي، فإنّك قد غدوت عطيَّة. فيدرك المؤمنون الفرح الذي تملكه والهدايا التي أعدَدتها. بكلَّ ثقة وفرح، آتي إليك حتّى تستقبلَني بدورك، وأنا متهلِّل على مثال الذي عُلِّقَ عليك… يا صليب المجد، أنت الذي اكتسيتَ بجلالة أعضاء الربّ وجمالها… خذني واحملني بعيدًا عن البشر وأعدني لمعلّمي حتّى يستقبلني، بواسطتك، مَن افتداني. أحيّيكَ أيّها الصليب، أحيّيك حقًّا!”
من الواضح أنّنا نجد هنا روحانيّة مسيحيّة عميقة جدًّا، لا ترى في الصليب أداة تعذيب بل بالعكس فهي ترى فيه وسيلة لا مثيل لها للإقتداء بالفادي اقتداءًا كاملاً بحبّة الحِنطَةِ التي تَقَعُ في الأَرض (راجع يو 12: 24). يجدر بنا أن نتلقّن درسًا في غاية الأهميّة: تكتسب صلباننا قيمة إذا اعتُبرت ورُحّبَ بها بصفتها جزءًا من صليب الرّب يسوع المسيح ما دامت تعكس نوره. لن تتكرّم آلامنا ولن تحظى بمعناها الحقيقي إلاّ من خلال هذا الصليب.