stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 30 مارس/أذار 2019

671views

سبت الأسبوع الرابع من الصوم

تذكار أبينا البارّ يوحنا مؤلف ( كتاب سلم الفضائل )

 

الرسالة إلى العبرانيّين 12-9:6

يا إِخوَة، إِنَّنا مُعتَقِدونَ مِن جِهَتِكُم أَيُّها ٱلأَحِبّاءُ، ما هُوَ أَفضَلُ وَأَقرَبُ إِلى ٱلخَلاصِ، وَإِن كُنّا نَتَكَلَّمُ هَكَذا.
لِأَنَّ ٱللهَ لَيسَ بِظالِمٍ، حَتّى يَنسى عَمَلَكُم وَتَعَبَ ٱلمَحَبَّةِ ٱلَّتي أَبدَيتُموها لِأَجلِ ٱسمِهِ، في كَونِكُم قَد خَدَمتُمُ ٱلقِدّيسينَ وَتَخدِمونَهُم.
وَإِنَّما نَرومُ أَنَّ كُلَّ واحِدٍ مِنكُم يُبدي هَذا ٱلإِجتِهادَ بِعَينِهِ لِكَمالِ يَقينِ ٱلرَّجاءِ إِلى ٱلمُنتَهى،
لِتَصيروا لا مُتَثاقِلينَ بَل مُقتَدينَ بِٱلَّذينَ يَرِثونَ ٱلمَواعِدَ بِٱلإيمانِ وَطُولِ ٱلأَناة.

 

هلِّلويَّات الإنجيل

طوبى لِمَن ٱختَرتَهُم وَقَبِلتَهُم، لِيَسكُنوا في دِيارِكَ يا رَبّ.
-وَذِكرُهُم يَدومُ إِلى جيلٍ وَجيل. (لحن 1)

 

إنجيل القدّيس مرقس .37-31:7

في ذَلِكَ ٱلزَّمان، خَرَجَ يَسوعُ مِن تُخومِ صورَ وَمرَّ في صَيدا. وَجاءَ فيما بَينَ تُخومِ ٱلمُدُنِ ٱلعَشرِ إِلى بَحرِ ٱلجَليل.
فَجاؤوهُ بأَصَمَّ أَخرَسَ، وَتَضَرَّعوا إِلَيهِ أَن يَضَعَ يَدَهُ عَلَيه.
فَأَخَذَهُ مِن بَينَ ٱلجَمعِ عَلى حِدَةٍ، وَجَعَلَ أَصابِعَهُ في أُذُنَيهِ، وَتَفَلَ وَلَمَسَ لِسانَهُ،
ثُمَّ تَطَلَّعَ إِلى ٱلسَّماءِ مُتَنَهِّدًا وَقالَ لَهُ: «إِفَثا»، أَيِ ٱنفَتِح.
وَفي ٱلحالِ ٱنفَتَحَ مِسمَعاهُ، وَٱنحَلَّت عُقدَةُ لِسانِهِ، وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِطَلاقَة.
فَأَوصاهُم أَلاَّ يَقولوا لِأَحَدٍ، غَيرَ أَنَّهُم كانوا كُلَّما أَوصاهُم يَزدادونَ بِٱلحَرِيِّ نِداءً.
وَكانَ يَشتَدُّ دَهشُهُم قائِلين: «لَقَد أَحسَنَ في كُلِّ ما صَنَع! جَعَلَ ٱلصُّمَّ يَسمَعونَ وَٱلبُكمَ يَنطِقون».

 

شرح لإنجيل اليوم :

المجمع الفاتيكانيّ الثاني
فرح ورجاء (Gaudium et spes)، دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، العدد 21

البعض يبقى أصمًّا تجاه نداءات الربّ

إنّ أسمى مظاهر الكرامة الإنسانيّة يكمنُ في دعوة الإنسان إلى الاتحاد بالله. والدعوةُ التي يوجّهها الله لإقامة حوارٍ مع الإنسان تبدأ ببدء الحياة. فوجوده دليلٌ على أنّ الله خلقه حبًّا له؛ وحبًّا له أيضًا، يحفظه في الوجود. ولا يُمكن للإنسان أن يعيشَ ملء الحياةِ وفقًا للحقيقة إن لم يعترف حرًّا بهذا الحبِّ مستسلمًا لخالقه. غير أنّ الكثيرين من معاصرينا لا يُدركون أصلاً العلاقةَ الحياتيّة الحميمة التي تربط الإنسان بالله أو ينبذونها صراحةً إلى حدِّ أن الإلحادَ يُعَدُّ ظاهرةً من أخطر ظواهر هذا العصر ويجب أن يخضع لبحثٍ في منتهى الدقّة.

فبينما ينكر بعض الملحدين وجود الله صراحةً، يعتقد آخرون أنّ الإنسان لا يقدرُ أصلاً أن يؤكِّدَ شيئًا عنه. ويتطرَّقُ آخرون أيضًا إلى البحث في مشكلة الله بطريقةٍ تبدو وكأنّ لا معنى لها. ويتجاوزُ الكثيرون حدود العلومُ الإيجابيّة دون أيّ مبرر فيزعمون أنّ العقل العلمي وحده يشرحُ كلَّ شيءٍ أو بالعكس لا يعترفون مطلقًا بأيّة حقيقة ثابتة بصورةٍ نهائيّة… ويتمثّل بعضهم الله بشكل يجعلهم، إذا ما رفضوه، يرفضون إلهًا لم يتكلّم عليه الإنجيل أبدًا. وقسمٌ منهم لا يتطرّق حتّى إلى مشكلةِ الله، فيبيدون وكأنّهم غرباء لا يزعجهم أي قلقٍ ديني ولا يدركون لماذا يأبهون بعد للديانة. علاوةً على ذلك، ينتج الإلحاد غالبًا، إمّا من احتجاجٍ على الشرّ في العالم وثورة عليه… وعلينا ألا نُعرِضَ، في عداد الإلحاد المعاصر، عن ذلك الإلحاد الذي يهدف إلى تحرير الإنسان خاصّة في حقليّ الاقتصاد والاجتماع.

إنّ الكنيسة تعي تمامًا خطورةَ المشاكل التي يطرحها الإلحاد. وبما أن حبُّ جميعِ الناس هو الذي يدفعها تعتبر أنّ من واجبها إخضاع هذه الأسباب إلى فحصٍ رزينٍ وعميق. كما تؤكّد أنّ الاعتراف بالله لا يُعاكس كرامة الإنسان بأيّةِ طريقةٍ من الطرق، لأنّ في الله ذاته ما يبرّر هذه الكرامة وما يكملها. فالله الخالق أقامَ الإنسان في مجتمعٍ وزيّنه بالفهم والحريّة. غير أنّه بصفته ابنًا لله، فهو مدعو إلى مشاركة الله سعادتَه نفسها وحياته الحميمة.