القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 21 مايو – أيار 2019
تذكار القدّيسَين المجيدَين والملكَين العظيمَين المعادلَي الرسل قسطنطين وهيلانة
سفر أعمال الرسل 20-12.1:26
في تِلكَ ٱلأيّامِ، قالَ ٱلمَلِكُ أَغريبا لِبولُس: «مَأذونٌ لَكَ أَن تُدافِعَ عَن نَفسِكَ». حينَئِذٍ بَسَطَ بولُسُ يَدَهُ وَطَفِقَ يَحتَجّ:
بَينَما أَنا مُنطَلِقٌ إِلى دِمَشقَ، وَأَنا عَلى ذَلِكَ بِسُلطانٍ وَتَوكيلٍ مِن رُؤَساءِ ٱلكَهَنَةِ،
رَأَيتُ في نِصفِ ٱلنَّهارِ عَلى ٱلطَّريقِ، أَيُّها ٱلمَلِكُ، نورًا مِنَ ٱلسَّماءِ يَفوقُ لَمَعانَ ٱلشَّمسِ، قَد أَبرَقَ حَولي وَحَولَ ٱلسّائِرينَ مَعي.
فَسَقَطنا جَميعُنا عَلى ٱلأَرضِ، وَسَمِعتُ صَوتًا يُكَلِّمُني وَيَقولُ بِٱللُّغَةِ ٱلعِبرانِيَّة: شاوُلُ، شاوُلُ، لِمَ تَضطَهِدُني؟ إِنَّهُ لَصَعبٌ عَلَيكَ أَن تَرفُسَ ٱلمَناخِس!
فَقُلت: مَن أَنتَ يا ربّ؟ فَقال: أَنا يَسوعُ ٱلَّذي أَنتَ تضطَهِدُهُ.
وَلَكِن قُم وَقِف عَلى قَدَمَيك. فَإِنّي لِهَذا تَرَاءَيتُ لَكَ، لِأَنتَخِبَكَ خادِمًا وَشاهِدًا بِما رَأَيتَ وَبِما سَأَتَرَاءى لَكَ فيه.
وَأَنا أُنَجّيكَ مِنَ ٱلشَّعبِ وَمِنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذينَ أَنا مُرسِلُكَ ٱلآنَ إِلَيهِم،
لِتَفتَحَ عُيونَهُم، فَيَرجِعوا مِنَ ٱلظُّلمَةِ إِلى ٱلنّورِ، وَمِن سُلطانِ ٱلشَّيطانِ إِلى ٱللهِ، حَتّى يَنالوا مَغفِرَةَ ٱلخَطايا وَحَظًّا بَينَ ٱلمُقَدَّسينَ، بِٱلإيمانِ ٱلَّذي بي.
فَمِن ثُمَّ، أَيُّها ٱلمَلِكُ أَغريبا، لَم أَصِر مُعاصِيًا لِلرُّؤيا ٱلسَّماوِيَّةِ،
بَل جَعَلتُ أَكرِزُ لِلَّذينَ في دِمَشقَ وَأورَشَليمَ أَوَّلاً، حَتّى بُقعَةِ ٱليَهودِيَّةِ كُلِّها، ثُمَّ لِلأُمَمِ، بِأَن يَتوبوا وَيَرجِعوا إِلى ٱللهِ عامِلينَ أَعمالاً تَليقُ بِٱلتَّوبَة».
هلِّلويَّات الإنجيل
رَفَعتُ مُختارًا مِن شَعبي. وَجَدتُ داوُدَ عَبدي. بِزَيتٍ مُقَدَّسٍ مَسَحتُهُ.
-لِأَنَّ يَدي تَعضُدُهُ، وَساعِدي يُقَوِّيه. (لحن 1)
إنجيل القدّيس يوحنّا .9-1:10
قالَ ٱلرَّبُّ لِلَّذينَ أَتَوا إِلَيهِ مِن ٱليَهود: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنَّ مَن لا يَدخُلُ مِنَ ٱلبابِ إِلى حَظيرَةِ ٱلخِرافِ، بَل يَتَسَوَّرُ مِن مَوضِعٍ آخَرَ، فَذَلِكَ سارِقٌ وَلِصّ.
وَأَمّا ٱلَّذي يَدخُلُ مِنَ ٱلبابِ، فَهُوَ راعي ٱلخِراف.
لَهُ يَفتَحُ ٱلبَوّابُ وَٱلخِرافُ تَسمَعُ صَوتَهُ، فَيَدعو خِرافَهُ بِأَسمائِها وَيُخرِجُها.
وَمَتى أَخرَجَ خِرافَهُ يَمشي أَمامَها وَٱلخِرافُ تَتبَعُهُ، لِأَنَّها تَعرِفُ صَوتَهُ.
وَأَمّا ٱلغَريبُ فَلا تَتبَعُهُ بَل تَهرُبُ مِنهُ، لِأَنَّها لا تَعرِفُ صَوتَ ٱلغُرَباء».
هَذا ٱلمَثَل قالَهُ لَهُم يَسوع. فَأَمّا هُم، فَلَم يَفهَموا ما كَلَّمَهُم بِهِ.
وَقالَ لَهُم يَسوعُ أَيضًا: «أَلحَقَّ ٱلحَقَّ أَقولُ لَكُم: إِنّي أَنا هُوَ بابُ ٱلخِراف.
وَجَميعُ ٱلَّذينَ أَتَوا قَبلي كانوا سُرّاقًا وَلُصوصًا، وَلَكِنَّ ٱلخِرافَ لَم تَسمَع لَهُم.
أَنا هُوَ ٱلباب. إِن دَخَلَ بي أَحَدٌ يَخلُصُ، وَيَدخُلُ وَيَخرُجُ وَيَجِدُ مَرعًى.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس غريغوريوس الكبير (نحو 540 – 604)، بابا روما وملفان الكنيسة
العظة 14 حول الإنجيل المقدّس
وأَنا أَهَبُ لَها الحَياةَ الأَبديَّة
هوذا مَن هو صالح، ليس بهبة من فوق بل بطبيعته، يقول:”أَنا الرَّاعي الصَّالِح”. ويتابع، كي نقتدي بالمثال الذي أعطانا إيّاه عن صلاحه: “الرَّاعي الصَّالِحُ يَبذِلُ نَفْسَه في سَبيلِ الخِراف” (يو 10: 11). هو قد نَفّذ ما قد علّم، وأتَمّ ما أمَر به. كراعٍ صالح، قد بذل حياته من أجل خِرافه، من أجل أن يحوّل جسده ودَمه في سرّ القربان ويُشبع بغذاء جسدِه الخراف التي افتداها. لقد دلّ الرّب على الطريق التي يجب سلوكها: وهي احتقاره للموت. أمامنا الآن المثال الذي يتوجّب علينا أن نمتَثِل له. في بداية الأمر، علينا أن نُجهد نفسنا جسديًّا وبحنان من أجل خِرافه، لكن لاحقًا وإن اقتضى الأمر ذلك، علينا أن نموت من أجلهم. ثم يُضيف الرّب يسوع: ” أَعرِفُ خِرافي، أي أحبّها، وخِرافي تَعرِفُني”. وكأنّه يقول بكلّ وُضوح: “مَن يحبّني يَتبعُني!”، لأنّ مَن لا يُحبّ الحقيقة لم يعرفها بعد. تبصّروا، يا إخوتي الأحبّاء، إن كنتم حقًا خراف الرّاعي الصالح، وانظروا إن كنتم تعرفونه، وإن كنتم أنتم تدركون نور الحق. إنّي أتكلم، ليس عن إدراك الإيمان، بل عن إدراك المحبّة. أنتم لستم تبصِرون بإيمانكم بل بتصرّفاتكم. لأن الإنجيلي يوحنّا نفسه، الذي سَرد هذه الكلمات، جزم أيضًا: ”مَن قال أنّه يعرف الله ولا يعمل بوصاياه كان كاذبًا”(1يو 2: 4). من أجل ذلك، وفي نصّنا هذا، يُضيف الربّ فورًا:”كَما أَنَّ أَبي يَعرِفُني وأَنا أَعرِفُ أَبي وأَبذِلُ نَفْسي في سَبيلِ الخِراف” (يو 10: 15)، ما معناه بوضوح كلّي: الحال إنّي أعرف الآب وأنا معروف من الآب ما قِوامه أني أبذل نفسي من أجل خِرافي. وبتعبير آخر: إن الحبّ الذي يجعلني أموت من أجل خِرافي يدلّ كَم أنا أحبّ الآب.