القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 11 يونيو – حزيران 2019
الثلاثاء الأوّل بعد العنصرة
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 17-13.7-1:1
مِن بولُسَ، عَبدِ يَسوعَ ٱلمَسيحِ، ٱلمَدعُوِّ لِيَكونَ رَسولاً، ٱلمَفروزِ لِإِنجيلِ ٱللهِ،
ٱلَّذي سَبَقَ فَوَعَدَ بِهِ عَلى أَلسِنَةِ أَنبِيائِهِ في ٱلكُتُبِ ٱلمُقَدَّسَةِ،
عَنِ ٱبنِهِ ٱلمَولودِ مِن ذُرِّيَّةِ داوُدَ بِحَسَبِ ٱلجَسَدِ،
ٱلَّذي حُدِّدَ أَن يَكونَ ٱبنَ ٱللهِ بِٱلقُوَّةِ، بِحَسَبِ روحِ ٱلقَداسَةِ بِٱلقِيامَةِ مِن بَينِ ٱلأَموات: يَسوعَ ٱلمَسيحِ رَبِّنا.
أَلَّذي نِلنا بِهِ ٱلنِّعمَةَ وَٱلرِّسالَةَ لِطاعَةِ ٱلإيمانِ في جَميعِ ٱلأُمَمِ لِأَجلِ ٱسمِهِ،
وَأَنتُم أَيضًا مِن جُملَتِهِم مَدعُوّو يَسوعَ ٱلمَسيح.
إِلى جَميعِ ٱلَّذينَ بِرومَةَ مِن أَحِبّاءِ ٱللهِ، ٱلمَدعُوّينَ قِدّيسين. نِعمَةٌ لَكُم وَسَلامٌ مِنَ ٱللهِ أَبينا وَٱلرَّبِّ يَسوعَ ٱلمَسيح.
لا أُريدُ أَن تَجهَلوا أَيُّها ٱلإِخوَةُ، أَنّي كَثيرًا ما قَصَدتُ أَن آتِيَكُم فَمُنِعتُ حَتّى ٱلآنَ، لِيَكونَ لي فيكُم أَيضًا ثَمَرٌ كَما في سائِرِ ٱلأُمَم.
إِنَّ عَلَيَّ دَينًا لِليونانِيّينَ وَٱلبَرابِرَةِ، لِلحُكَماءِ وَٱلجُهّال.
فَهَكَذا مِن جِهَتي أَنا مُستَعِدٌّ أَن أُبَشِّرَكُم أَنتُم أَيضًا ٱلَّذينَ في رومَة.
فَإِنّي لا أَستَحي بِإِنجيلِ ٱلمَسيحِ، لِأَنَّهُ قُوَّةُ ٱللهِ لِخَلاصِ كُلِّ مَن يُؤمِنُ، ٱليَهودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ ٱليُونانِيّ.
إِذ يُعلَنُ فيهِ بِرُّ ٱللهِ مِن إيمانٍ إِلى إيمانٍ، كَما كُتِب: «أَمّا ٱلبارُّ فَبِٱلإيمانِ يَحيا».
هلِّلويَّات الإنجيل
بِمَراحِمِكَ يا رَبُّ أُرَنِّمُ لَكَ إِلى ٱلأَبَد، إِلى جيلٍ فَجيلٍ أُعلِنُ حَقَّكَ بِفَمي.
-لِأَنَّكَ قُلتَ: إِنَّ ٱلرَّحمَةَ تُبنى إِلى ٱلأَبَد، وَفي ٱلسَّماواتِ يُهَيَّأُ حَقُّكَ. (لحن 8)
إنجيل القدّيس متّى 13-1:5.25-23:4
وَكانَ يَسوعُ يَطوفُ في ٱلجَليلِ كُلِّهِ، يُعَلِّمُ في مَجامِعِهِم وَيَكرِزُ بِبِشارَةِ ٱلمَلَكوتِ، وَيَشفي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضُعفٍ في ٱلشَّعب.
فَذاعَ خَبَرُهُ في سورِيَّةَ كُلِّها. فَقَدَّموا إِليهِ كُلَّ مَن كانَ بِهِ سوءٌ مِنَ ٱلمُعَذَّبينَ بِأَمراضٍ وَأَوجاعٍ مُختَلِفَةٍ، وَٱلَّذينَ بِهِم ٱلشَّياطينَ، وَٱلمُعتَرَينَ في رؤوسِ الأَهِلَّةِ، وَالمُخَلَّعينَ، فَشَفاهُم.
فَلَمّا رَأى ٱلجُموعَ صَعِدَ إِلى ٱلجَبَلِ، وَلَمّا جَلَسَ دَنا إِلَيهِ تَلاميذُهُ،
فَفَتَحَ فاهُ وَجَعَلَ يُعَلِّمُهُم قائِلاً:
«طوبى لِلمَساكينِ بِٱلرّوحِ، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّماوات.
طوبى لِلحَزانى، فَإِنَّهُم يُعَزَّون.
طوبى لِلوُدَعاءِ، فَإِنَّهُم يَرِثونَ ٱلأَرض.
طوبى لِلجِياعِ وَٱلعِطاشِ إِلى ٱلبِرِّ، فَإِنَّهُم يُشبَعون.
طوبى لِلرُّحَماءِ، فَإِنَّهُم يُرحَمون.
طوبى لِلأَنقِياءِ ٱلقُلوبِ، فَإِنَّهُم يُعايِنونَ ٱلله.
طوبى لِفاعِلي ٱلسَّلامِ، فَإِنَّهُم بَني ٱللهِ يُدعَون.
طوبى لِلمُضطَهَدينَ مِن أَجلِ ٱلبِرِّ، فَإِنَّ لَهُم مَلَكوتَ ٱلسَّماوات.
طوبى لَكُم إِذا عَيَّروكُم وَٱضطَهَدوكُم وَقالوا عَلَيكُم كُلَّ كَلِمَةِ سوءٍ مِن أَجلي كاذِبينَ،
ٱفرَحوا وَٱبتَهِجوا لِأَنَّ أَجرَكُم عَظيمٌ في ٱلسَّماوات. فَإِنَّهُم هَكذا ٱضطَهَدوا ٱلأَنبِياءَ ٱلَّذينَ قَبلَكُم.
أَنتُم مِلحُ ٱلأَرض. فَإِذا فَسَدَ ٱلمِلحُ، فَبِماذا تُعادُ إِلَيهِ مُلوحَتُهُ؟ إِنَّهُ لا يَصلُحُ لِشَيءٍ بَعدُ، إِلاّ لِأَن يُطرَحَ خارِجًا وَتَدوسَهُ ٱلنّاس».
شرح لإنجيل اليوم :
إسحَق النجمة (؟ – نحو 1171)، راهب سِستِرسياني
العظة الأولى لعيد جميع القدّيسين
«طوبى لِفُقراءِ الرُّوح»
“وَجَلَسَ … فشَرَعَ يُعَلِّمُهم”. كم كنت أتمنّى أن أجلس مع الرّب يسوع على الجبل، وأن أجلس عند قدميه وأتلّقى تعاليمه. وهو يقف بين الحشود، يمشي ويعمل ويتعب، وهم يحثّونه حتى يكاد يكون مستحيلاً أن يأكل هو أو تلاميذه خبز الحياة والفطنة، وأن يشربوا من مياه الحكمة، التي نشربها في الهدوء، وهي ما يسعى إليها أولئك الذين يتمتعّون بالسلام لأن البئر عميقة…
وهو فتح فمه إذًا ليتحدّث إلى قلب أورشليم، وتكلّم معه في الصحراء، أي على الجبل وقال، “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح”. والغبطة ذاتها تتحدّث عن السعادة؛ والفقير الاختياري عن الفقر؛ والملك عن المملكة؛ والعذب عن العذوبة؛ والمعزّي عن التعزية؛ والخبز الحقّ عن الشبع؛ وحتى الرحمة تتحدّث عن الرحمة؛ ونقاوة القلوب عن تنقية القلوب؛ والسلام الحقّ والابن من حيث الطبيعة عن المصالحة وعبادة الابن.
“طوبى لِفُقراءِ الرُّوح” ويا لحكمته إذ يعرض منذ البداية على الجموع ما يبحث عنه كلّ جمعٍ… فمن لا يريد أن يكون سعيدًا؟ ولم في الإنسانية هذه الخصومات والصراعات والنشاطات والمساعي والمعاكسات التي نتسبب بها أو نتعرّض لها؟ أليس الغرض منها كلّها أن ننتزع بطريقةٍ أو بأخرى وعلى نحو ما نستطيع ما يبدو أنه قد يؤدّي إلى السعادة؟ لذا فإن ذلك الذي يعلّم جميع البشر يستهل بالتحدّث إلى أولئك الذي يضلّون … وهو “الطريق والحقّ والحياة” يستهّل كلامه هكذا “طوبى لِفُقراءِ الرُّوح”.
(المراجع الكتابيّة: مر 6: 31؛ يو 6: 35؛ سي 15: 3 + 38 + 24 ؛ يو 4: 11؛ إش 40: 2؛ هو 2: 16؛ يو 14: 16؛ يو 6: 30؛ يو 14: 6).