القراءات اليومية لكنيسة الروم الملكيين 9 يوليو – تموز 2019
الثلاثاء الخامس بعد العنصرة
تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة بنكراتيوس أسقف طفرمنية في صقلّية
رسالة القدّيس بولس إلى أهل رومة 18-9:14
يا إِخوَة، لِهَذا ماتَ ٱلمَسيحُ وَقامَ وَعادَ حَيًّا، لِيَسودَ ٱلأَمواتَ وَٱلأَحياء.
وَأَمّا أَنتَ فلِمَ تَدينُ أَخاك؟ أَو أَنتَ أَيضًا فلِمَ تَزدَري أَخاك؟ لِأَنّا جَميعًا سَنَقِفُ أَمامَ مِنبَرِ ٱلمَسيحِ،
إِذ قَد كُتِب: «حَيٌّ أَنا يَقولُ ٱلرَّبّ! لي تَجثو كُلُّ رُكبةٍ وَكُلُّ لِسانٍ يَعتَرِفُ لله».
وَعَلَيهِ كُلُّ واحِدٍ مِنّا سَيُؤَدّي للهِ حِسابًا عَن نَفسِهِ.
فَلا نَحكُم بَعضُنا عَلى بَعضٍ مِن بَعدُ، بَلِ ٱحكُموا بِٱلحَرِيِّ أَن لا يوضَعَ لِلأَخِ مَعثَرَةٌ أَو شَكّ.
إِنّي عالِمٌ وَمُتَيَقِّنٌ في ٱلرَّبِّ يَسوعَ، أَنَّهُ لا شَيءَ نَجِسٌ في ذَاتِهِ، إِلاّ لِمَن يَحسَبُ شَيئًا نَجِسًا. فَلَهُ يَكونُ نَجِسًا.
فَإِن كانَ أَخوكَ يَغتَمُّ بِسَبَبِ طَعامٍ، فَلَستَ تَسلُكُ بَعدُ بِحَسَبِ ٱلمَحَبَّة. لا تُهلِك بِطَعامِكَ ذاكَ ٱلَّذي ماتَ ٱلمَسيحُ مِن أَجلِهِ.
إِذَن لا يُفتَرَ عَلى صَلاحِكُم.
لِأَنَّ مَلَكوتَ ٱللهِ لَيسَ أَكلاً وَلا شُربًا، بَل هُوَ بِرٌّ وَسَلامٌ وَفَرَحٌ في ٱلرّوحِ ٱلقُدُس.
لِأَنَّ ٱلَّذي يَخدُمُ ٱلمَسيحَ في هَذهِ، هُوَ مَرضِيٌّ لَدى ٱللهِ وَمُزَكًّى عِندَ ٱلنّاس.
هلِّلويَّات الإنجيل
أَلصِّدّيقُ كَٱلنَّخلَةِ يُزهِر، وَكَأَرزِ لُبنانَ يَنمو.
-أَلمَغروسُ في بَيتِ ٱلرَّبّ، يُزهِرُ في دِيارِ إِلَهِنا. (لحن 2)
إنجيل القدّيس متّى 30-22.16-14:12
في ذَلِكَ ٱلزَّمان، تَآمَرَ ٱلفَرّيسِيّونَ عَلى يَسوعَ لِكَي يُهلِكوه.
فَعَلِمَ يَسوعُ، فَٱنصَرَفَ مِن هُناكَ، وَتَبِعَتهُ جُموعٌ كَثيرَةٌ فَشَفاهُم جَميعًا،
وَأَوصاهُم بِشِدَّةٍ أَلاَّ يُظهِروهُ،
حيئنذٍ قُدِّمَ إِلَيهِ رَجُلٌ بِهِ شَيطانٌ وَهُوَ أَعمى وَأَخرَس. فَأَبرَأَهُ، حَتّى إِنَّ ٱلأَعمى ٱلأَخرَسَ تَكَلَّمَ وَأَبصَرَ.
فَبُهِتَتِ ٱلجُموعُ كُلُّها وَقالوا: «أَفَلا يَكونُ هَذا ٱبنَ داود؟»
وَسَمِعَ ٱلفَرّيسِيّونَ فَقالوا: «إِنَّ هَذا لا يُخرِجُ ٱلشَّياطينَ إِلاّ بِبَعلَ زَبولَ رَئيسِ ٱلشَّياطين».
وَإِذ عَلِمَ يَسوعُ أَفكارَهُم قالَ لَهُم: «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ عَلى ذاتِها تُخرَبُ، وَكُلُّ مَدينَةٍ أَو بَيتٍ يَنقَسِمُ عَلى ذاتهِ لا يَثبُت.
فَإِن كانَ ٱلشَّيطانُ يُخرِجُ ٱلشَّيطانَ، فَقَدِ ٱنقَسَمَ عَلى نَفسِهِ. فَكَيفَ تَثبُتُ مَملَكَتُهُ؟
وَإِن كُنتُ أَنا أُخرِجُ ٱلشَّياطينَ بِبَعلَ زَبولَ، فَأَبناؤُكُم بِمَن يُخرِجونَهُم؟ فَمِن أَجلِ هَذا هُم أَنفُسُهُم سَيَحكُمونَ عَلَيكُم.
وَإِن كُنتُ أَنا بِروحِ ٱللهِ أُخرِجُ ٱلشَّياطينَ، فَقَدِ ٱقتَرَبَ مِنكُم مَلَكوتُ ٱلله!
أَم كَيفَ يَستَطيعُ أَحَدٌ أَن يَدخُلَ بَيتَ ٱلقَويِّ وَيَنهَبَ أَمتِعَتَهُ، إِلاّ أَن يَربِطَ ٱلقَويَّ أَوَّلاً وَحينَئِذٍ يَنهَبُ بَيتَهُ؟
مَن لَيسَ مَعي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَن لا يَجمَعُ مَعي فَهُوَ يُفَرِّق.
شرح لإنجيل اليوم :
القدّيس إيريناوس اللِّيونيّ (نحو 130 – نحو 208)، أسقف ولاهوتيّ وشهيد
ضد الهرطقات
«أَمَّا إذا كُنتُ بإِصبَعِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله»
لقد رُفِع أخنوخ إلى السماء بجسده، لأنه أرضى الله، وكان ذلك إنباءً بانتقال الأبرار. كما أنّ إيليا أيضاً قد رُفِع إلى السّماء بجسده (2مل 2: 11)، مُنبِئًا بذلك بارتفاع البشر الروحانيين. لم يشكل جسداهما أيّ عائق أمام هذا الانتقال أو الارتفاع: إن الأيدي التي جبلتهما في الأصل (راجع تك 2: 7)، هي نفسها التي نقلتهما ورفعتهما. فبآدم، تعوّدت يدا الله على إدارة، وإمساك، وحمل ما صنعته، ونقله ووضعه حيثما شاءت. أين وُضِع الإنسان الأول إذًا؟ في جنّة عدنٍ، دون شك، بحسب ما جاء في الكتاب: “وغَرَسَ الرَّبُّ الإِلهُ جَنَّةً في عَدْنٍ شَرْقًا وجَعَلَ هُناكَ الإِنسانَ الَّذي جَبَلَه”(تك 2: 8). ومن هذا المكان بالذّات طُرِد إلى هذا العالم بسبب تمرّده…
هل هناك من يعتقد أنّه من غير الممكن أن يبقى بعض البشر أحياء لمدة طويلة كالآباء الأوائل؟ أو يعتقد بأن إيليا لم يرفع بجسده، بل إن جسده قد أتلفته مركبة النار؟ فليعرف أن يونان، بعد أن رُمي إلى قعر البحر وابتُلِع في بطن الحوت، قُذِف سليماً إلى الشاطئ بأمر من الله. عندما رُمِي حننيا، وعزريا وميشائيل في أتون نار حام، لم يشعروا بأي ألم وحتى لم توجد عليهم أية رائحة للنار (راجع دا 3: 94). فإذا كانت يد الله هي التي أعانتهم وأنجزت فيهم أموراً عجيبة ومستحيلة على الطبيعة الإنسانية، فما المدهش إذا كانت اليد نفسها قد حققت أموراً عجيبة في رفع إيليا وأخنوخ، متمّمة مشيئة الآب؟ في الواقع، إنّ هذه “اليد” هي ابن الله. (راجع دا 3: 92)