القراءت اليومية بحسب الطقس الماروني ” 28 يوليو – تموز 2020 “
الثلاثاء التاسع من زمن العنصرة
المجمع المسكونيّ السادس في القسطنطينيّة 681
سفر أعمال الرسل 10-1:19
يا إِخْوَتِي: بَيْنَما كانَ أَبُلُّوسُ في قُورِنْتُس، ٱجْتَازَ بُولُسُ في ٱلمَناطِقِ ٱلعَالِيَةِ مِنَ ٱلبِلادِ ووَصَلَ إِلى أَفَسُس، فوَجَدَ فيها بَعْضَ ٱلتَّلامِيذ.
فقَالَ لَهُم: «هَلْ نِلْتُمُ ٱلرُّوحَ ٱلقُدُسَ حِينَ آمَنْتُم؟». فقَالُوا لَهُ: «لا، ولا سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ رُوحٌ قُدُس!».
فقَال: «إِذًا بِأَيِّ مَعْمُودِيَّةٍ ٱعْتَمَدْتُم؟». قالُوا: «بِمَعْمُودِيَّةِ يُوحَنَّا!».
فقَالَ بُولُس: «إِنَّ يُوحَنَّا قَدْ عَمَّدَ بِمَعْمُودِيَّةِ ٱلتَّوبَةِ دَاعِيًا ٱلشَّعْبَ إِلى ٱلإِيْمَانِ بِٱلآتي بَعْدَهُ، أَيْ بِيَسُوع».
فلَمَّا سَمِعُوا ذَلِكَ ٱعْتَمَدُوا بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوع.
ووَضَعَ بُولُسُ علَيْهِم يَدَيْه، فَنَزَلَ عَلَيْهِمِ ٱلرُّوحُ ٱلقُدُس، وأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِلُغَاتٍ ويَتَنَبَّأُون.
وكانَ ٱلرِّجالُ كُلُّهُم نَحْوَ ٱثْنَي عَشَر.
ثُمَّ دَخَلَ ٱلمَجْمَع، وعَلى مَدَى ثَلاثَةِ أَشْهُرٍ كانَ يَتَكَلَّمُ بِجُرْأَة، وهُوَ يُجَادِلُ ٱلحَاضِرينَ ويُقْنِعُهُم في أَمْرِ مَلَكَوتِ ٱلله.
لكِنَّ بَعْضًا مِنْهُم قَسَّوا قُلُوبَهُم ولَمْ يُؤْمِنُوا. وأَخَذُوا يَتَكَلَّمُونَ بِٱلسُّوءِ عَلى طَرِيقِ ٱلرَّبِّ أَمامَ ٱلجُمْهُور. فَٱعْتَزَلَ بُولُسُ عَنْهُم، وٱنْفَرَدَ بِٱلتَّلامِيذ، وكانَ يُحَدِّثُهُم كُلَّ يَوْمٍ في مَدْرَسَةِ تِيرَنُّس.
ودَامَ ذَلِكَ مُدَّةَ سَنَتَيْن، حَتَّى إِنَّ جَميعَ سُكَّانِ آسِيا، مِنْ يَهُودٍ ويُونَانيِّين، سَمِعُوا كَلِمَةَ ٱلرَّبّ.
إنجيل القدّيس لوقا 41-37:11
فيمَا يَسُوعُ يَتَكَلَّم، سَأَلَهُ فَرِّيسيٌّ أَنْ يَتَغَدَّى عِنْدَهُ. فَدَخَلَ وَٱتَّكأ.
وَرَأَى الفَرِّيسِيُّ أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَغْتَسِلْ قَبْلَ الغَدَاء، فَتَعَجَّب.
فَقَالَ لَهُ الرَّبّ: «أَنْتُمُ الآن، أيُّها الفَرِّيسِيُّون، تُطَهِّرُونَ خَارِجَ الكَأْسِ وَالوِعَاء، ودَاخِلُكُم مَمْلُوءٌ نَهْبًا وَشَرًّا.
أَيُّها الجُهَّال، أَلَيْسَ الَّذي صَنَعَ الخَارِجَ قَدْ صَنَعَ الدَّاخِلَ أَيْضًا؟
أَلا تَصَدَّقُوا بِمَا في دَاخِلِ الكَأْسِ وَالوِعَاء، فَيَكُونَ لَكُم كُلُّ شَيءٍ طَاهِرًا.
التعليق الكتابي :
بودوان دو فورد (؟ – نحو 1190)، كاهن سِستِرسيانيّ
العظة 6 حول الرسالة إلى العبرانيّين
« أَيُّها ٱلفِرّيسِيّون، إِنَّكُم تُطَهِّرونَ ظاهِرَ ٱلكَأسِ وَٱلصَّحفَة، وَباطِنُكُم مُمتَلِئٌ نَهبًا وَخُبثًا »
إنّ الربّ يعلم أفكار قلبنا ونواياه. لا شكّ في أنّه هو يعرفُها كلّها، فيما نحن لا نعرفُ منها سوى تلك التي يُبيّنُها لنا عبر نعمة التمييز. فإنّ روح الإنسان لا يعرفُ دائمًا ما في داخله، وحتّى عندما يتعلّقُ الأمر بأفكاره الإراديّة واللاإراديّة، فإنّ ما يعتقدُه فيها غالبًا ما لا يطابقُ الواقع. حتّى تلك الأفكار التي تظهرُ جليّةً لروحه، فهو لا يميّزُها بدقّة، لظلام نظره.
فغالبًا ما تجرُّنا أفكارنا لسبب بشريّ أو تحت تأثير المُجَرِّب إلى مظاهر التقوى، وهي لا تستحقُّ أبدًا في عينيّ الله المكافأة التي يكافئ بها الفضيلة. فهنالك أمور قد تتّخذُ هيئة فضائل حقيقيّة، أو أيضًا هيئة شرور، فتَخدع أعين القلب. ومن خلال إغوائها، يمكنها أن تعكّرَ رؤية ذكائنا إلى حدّ تجعلُنا نرى الخير في الشرور أو العكس أي الشرور حيث لا وجود لهذه الأخيرة. هذه هي إحدى نواحي بؤسنا وجهلنا، التي يفترض بنا أن نتأسّف عليها ونخشاها إلى أبعد حدود.
مَن يستطيعُ أن يميّز إذا كانت الأرواح آتية من الله، إن لم يحصلْ من الله على موهبة تمييز الأرواح؟ … هذه القدرة هي أساس جميع الفضائل.