القمص مرقس يوسف ” بالمحبة للجميع والثقة فى عناية الله تتحقق المعجزات “

نقلا عن حامل الرسالة 

منذ حوالي خمس سنوات ويعيش جناب القمص مرقس يوسف خبرة روحية فريدة من خلال قيامه بتأسيس ورعاية عدد من الكنائس الناشئة بايبارشية أسيوط للأقباط الكاثوليك . كانت البداية فى 11 فبراير 2016 عندما تم تكليفه راعياً لكنيسة القديسين بطرس وبولس بمدينة أسيوط الجديدة ثم تكليفه بعدها راعياً لكنيسة مار جرجس بقرية تل أولاد سراج فى مايو 2018 ، وهو ما دعاه إلى رعاية العائلات المسيحية بالقرى والعزب المجاورة لكنيسة التل ، حتى خرجت إلى النور مذابح العذراء مريم والملاك ميخائيل بقرية بنى طالب ومذبح الراعي الصالح بعزبة توفيق واخيراً مذبح السيدة العذراء والقديسة تريزا بعزبة تامر .

ولما كان الأب مرقس يوسف هو مندوب مطرانية اسيوط للأقباط الكاثوليك لدى السلطات المختصة فى ملف توفيق أوضاع الكنائس فقد سعى سيادته فى القيام بترخيص تلك المواقع الجديدة ككنائس للصلاة وتقديم الخدمة الروحية للمؤمنين . حول الرسالة الروحية التى يقوم بها القمص مرقس يوسف فى رعاية هذه الكنائس الناشئة ، كان لجريدة حامل الرسالة لقاء بسيادته فى مقر مكتب اللجنة المصرية للعدالة والسلام التى يتولى جنابه مسئوليتها أيضاً بالايبارشية .

عن بداية خدمته يقول القمص مرقس يوسف : كانت بداية الخدمة بمدينة اسيوط الجديدة ولم يكن مبنى الكنيسة قد اكتمل بعد ويحتاج إلى المتابعة فى الانشاء والتشطيب ، لكن ذلك لم يمنعنى من البحث عن العائلات الكاثوليكية المقيمة فى المدينة الجديدة حتى انى وضعت يافطات تحمل اسمى وتليفوني أمام موقف السيارات بالمدينة وعلى أعمدة الإنارة تدعو ابناء الكنيسة إلى اللقاء والاجتماع . بالفعل كان قداسنا الأول فى استضافة دير راهبات القديس يوسف بمدينة اسيوط الجديدة وضم ثلاثة اسر فقط إلى جانب الراهبات ومع الافتقاد والزيارات تم زيادة العدد إلى ( 11 ) اسرة وقد خصصت لنا المطرانية أتوبيس للمجيئ بالمصلين ، واستمر الأمر على هذا الحال قرابة العام ونصف العام حتى وصل عدد العائلات إلى خمسين اسرة .

ولظروف خاصة بدير الراهبات انتقلنا للصلاة فترة قصيرة بالمزرعة فى ضيافة الأب متى شفيق وعندما اكتمل الهيكل الخرساني لمبني الكنيسة دون التشطيب بدأنا نصلي بمبنى الكنيسة وسط الرمال وفى مواجهة عوامل الطبيعة ، لكن نشكر الرب ان المصلين التزموا بحضور القداسات واستمرت الصلوات حتى وصل عدد العائلات إلى ( 67 ) أسرة وقد أوشك الان مبنى الكنيسة على الانتهاء من التشطيبات وسيتم افتتاحه الرسمي قريباً بنعمة الرب .

وعن الخدمة الروحية بكنيسة القديسين بطرس وبولس بأسيوط الجديدة يقول القمص مرقس يوسف : تقام صلوات القداسات مساء الجمعة من كل أسبوع إلى جانب خدمة مدارس الأحد للأطفال كذلك يعقد الاجتماع العام يوم الثلاثاء إلى جانب الصلوات التقوية كذلك يتم الاحتفال بكافة الأعياد والمناسبات الطقسية .

حول خدمة القرى والعزب المجاورة لكنيسة مار جرجس بتل أولاد سراج يقول الكاهن الجليل : لقد خدم قبلي بهذه المناطق كهنة كثيرون ومنذ سنوات طويلة حيث كانوا يترددون على زيارة العائلات والقيام بالخدمة الروحية فى المنازل وهو ما قمت بعمله فى البداية ، لكنى أردت ان يكون للكنيسة مكان خاص بها وشجعت أبناء هذه المناطق على شراء مكان وتخصيصه كنيسة ، وهو ما تم بنعمة الله وبتشجيع ومباركة صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم ، فى عزبة توفيق وبنى طالب ، ومستقبلاً سيتحقق بمشيئة الله فى عزبة تامر .

عن تجربة تأسيس مذبح بقرية بنى طالب يقول الأب مرقس يوسف : قمنا بشراء حجرتين من أحد منازل القرية وتم تجهيزهما كقاعة للصلاة وأسمى أبناء البلدة المذبح باسم السيدة العذراء والملاك ميخائيل حيث يقام بالكنيسة القداس الإلهي واجتماع الألحان والتعليم المسيحي إلى جانب الصلاة اليومية للمسبحة الوردية . ويضيف الأب مرقس قائلاً : قام صاحب النيافة الأنبا كيرلس وليم مطران الايبارشية بزيارة المكان وصلاة القداس مع أبناء الكنيسة الذين وصل عددهم إلى ( 84 ) أسرة ، كذلك قمنا بعمل نهضة روحية قبل صوم السيدة العذراء مدة خمسة أيام تم خلالها عمل دورة بأيقونة السيدة العذراء بين شوارع القرية الوادعه .

أما عن قصة كنيسة عزبة توفيق يروى القمص مرقس يوسف ويقول : تبرعت ثلاثة أسر من عزبة توفيق كل منها بجزء من منزله القديم تم تأسيس الكنيسة فيه ، وسمى مذبح الكنيسة باسم الراعي الصالح ، يقام بالكنيسة القداس الإلهي أسبوعيا وفى المناسبات والأعياد كما تقام الصلوات والترانيم كل ليلة حيث تتعهد السيدات بالخدمة فى المكان ، كذلك تقوم راهبات القديس يوسف بالخدمة الروحية بقريتى بنى طالب وعزبة توفيق . ويضيف الأب الراعي قائلاً : فى عزبة توفيق أشعر بتعزية كبيرة ، يبلغ عدد الأسر بها ( 41 ) أسرة لكنهم متعطشون إلى الإيمان وجميعهم يتقدمون إلى الأسرار الإلهية وحريصون على حضور أبنائهم للصلوات وحضور التعليم المسيحي .

أخيراً يتحدث القمص مرقس يوسف عن الخدمة الروحية بعزبة تامر ويقول : فى عزبة تامر لا نمتلك أرضاً حتى الآن لتأسيس كنيسة ، لكن تعطى عزبة تامر درساً للتاريخ فى العمل المسكوني من خلال شخصية جليلة هو المتنيح المقدس ” تامر ” الذى فتح باب بيته للصلاة واستضافة كافة الكهنة والخدام من كل الطوائف المسيحية . وقد قام أولاده السبعة الرجال من بعده بهذه الرسالة فأحد أولاده ويدعى ” عيسى ” هو شماس قام برسامته طيب الذكر الانبا يوحنا نوير مطران اسيوط ، كذلك حفيد المقدس تامر راهب حالياً برهبنة الأباء الكرمل هو الشماس زكريا حربي فضلاً عن أختين لدى الراهبات الفرنسيسكانيات .

ويستطرد جناب الأب مرقس قائلاً : فى مندرة العم تامر نصلى قداس الرعية التى يصل عددها إلى ( 51 ) أسرة يوم السبت من كل أسبوع ، كذلك تتم الزيجات والمعموديات والجنازات ، وقد أسمى أبناء البلدة مذبح الصلاة بعزبة تامر باسم السيدة العذراء والقديسة تريزا الطفل يسوع ، كما تقام الصلوات التقوية مثل مسبحة السيدة العذراء ومسبحة قلب يسوع ، فضلاً عن قيام الراهبات المصريات بالخدمة الروحية بين ابناء عزبة تامر .

ختاماً حول قراءته الروحية فى تأسيس ورعاية كنائس جديدة بايبارشية أسيوط يقول القمص مرقس يوسف : تبدو الخدمة عملاً صعباً ويحتاج إلى المغامرة ، لكنها معزية جداً وتستحق كل جهد ووقت يبذل فيها حتى يتم عمل الله إلى منتهاه فى خلاص النفوس .

فى الخدمة بمدينة أسيوط الجديدة والقرى التى ذكرناها استلهم العمل من خبرة الأباء المرسلين الفرنسيسكان الذين قاموا بتأسيس العديد من الكنائس الكاثوليكية فى القطر المصري ، لم يكونوا يجيدون اللغة العربية ولا الطقس القبطي لكنهم استطاعوا بحب كبير لشخص الرب يسوع ولرسالة الكرازة بالإنجيل أن يؤسسوا الكنائس وينشروا الإيمان ، لأن فى محبة الجميع والثقة فى عناية الله تتحقق المعجزات .

تقرير – ناجح سمعـان