stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

البابا والكنيسة في العالم

الكاردينال توركسون : لا يمكننا محاربة الوباء إن كنا نتحارب فيما بيننا وننفق الموارد على التسلح

586views

نقلا عن الفاتيكان نيوز

8 يوليو 2020

العلاقة بين الأزمات الصحية، الاجتماعية الاقتصادية والبيئة وتأثيرها على السلام، كان هذا محور مداخلة للكاردينال بيتر توركسون رئيس اللجنة الفاتيكانية الخاصة بوباء كوفيد 19 وعميد الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة ، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد الأربعاء في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي بعنوان “إعداد المستقبل، بناء السلام في زمن كوفيد 19”.

عُقد قبل ظهر الثلاثاء 7 تموز يوليو في دار الصحافة التابعة للكرسي الرسولي مؤتمر صحفي بعنوان “إعداد المستقبل، بناء السلام في زمن كوفيد 19″، تضمَّن مداخلات لكل من الكاردينال بيتر توركسون عميد الدائرة الفاتيكانية المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة ورئيس اللجنة الفاتيكانية الخاصة بوباء كوفيد 19، الراهبة اليساندرا سميريلي منسقة فريق العمل الاقتصادي في اللجنة وأستاذة الاقتصاد السياسي في كلية علوم التربية أوكسيليوم، واليسيو بيكوراريو من الدائرة الفاتيكانية المذكورة. وفي مداخلته تحدث الكاردينال بيتر توركسون عن مواجهتنا اليوم إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية منذ الحرب العالمية الثانية، وأشار إلى أن علينا، وإلى جانب الاهتمام بالتبعات الصحية والاقتصادية للوباء، الانتباه إلى تأثير هذه الأزمات المتداخلة على السلام. وأراد التعريف في هذه السياق ببعض أشكال هذا التأثير وذلك حسب دراسة قامت بها اللجنة الفاتيكانية الخاصة بكوفيد 19، وتحديدا فريق العمل الخاص بالأمن والاقتصاد. وقال إنه وبينما تخصَّص موارد لا سابقة لها للتسلح، بما في ذلك تقنيات التسلح النووي، يتضرر المرضى والفقراء والمهمشون وضحايا النزاعات بشكل كبير من الأزمات الحالية. وواصل عميد الدائرة الفاتيكانية أن الأزمات المترابطة فيما بينها توسع من الفجوة لا فقط بين الأغنياء والفقراء، بل وأيضا بين مناطق السلام والرخاء والبيئة العادلة وتلك المعانية من النزاعات والحرمان والدمار البيئي. ثم شدد الكاردينال توركسون على أنه ما من شفاء بدون سلام، وأن تقليص النزاعات هو الفرصة الوحيدة لتقليص الظلم واللامساواة، وأشار إلى الارتباط بين العنف المسلح والنزاعات والفقر وذلك في حلقة تحُول دون السلام وتزيد من انتهاك الحقوق الإنسانية وتعيق التنمية. ورحب عميد الدائرة في هذا السياق بدعم مجلس الأمن لوقف إطلاق عالمي للنار وقال إنه ليس بإمكاننا محاربة الوباء إن كنا نتحارب فيما بيننا، ورحب أيضا بدعم 170 دولة لهذا الاقتراح لكنه أشار إلى الفرق بين دعم اقتراح وتطبيقه بالفعل، ولهذا فنحن في حاجة إلى تجميد إنتاج الأسلحة والإمداد بها. وتابع متحدثا عن أن الأزمات المتداخلة الصحية والاجتماعية الاقتصادية والإيكولوجية الحالية تثبت الحاجة إلى عولمة التضامن، مشيرا إلى تدهور الاستقرار والأمن العالميَّين خلال العقدين الأخيرين حيث يبدو أن الصداقة والاتفاق على الصعيد الدولي قد توقفا عن كونهما الخير الأسمى الذي تتطلع إليه الدول وتلتزم من أجله. وأعرب عن الأسف أمام تعميق بعض الزعماء للانقسام بدلا من الوحدة أمام خطر مشترك. وأضاف الكاردينال توركسون أننا في حاجة بالأحرى إلى قيادة عالمية قادرة على إعادة بناء أواصر الوحدة وتجنُّب تبادل الاتهامات والنزعات القومية والانعزال وغيرها من أشكال الأنانية. وذكَّر عميد الدائرة هنا بكلمات البابا فرنسيس خلال زيارته الرسولية إلى اليابان في تشرين الثاني نوفمبر الماضي حين تحدث في ناغازاكي عن ضرورة إنهاء أجواء عدم الثقة وتفادي تدهور تعددية الأطراف. وشدد الكاردينال توروكسون على ضرورة تعزيز ثقافة اللقاء من أجل بناء سلام دائم، ثقافة يرى فيها الجميع أحدهم الآخر كأعضاء في عائلة بشرية واحدة ويتقاسمون التضامن، الثقة، اللقاء، الخير العام واللاعنف التي هي أسس أمن بشري حقيقي.

تحدث عميد الدائرة المعنية بخدمة التنمية البشرية المتكاملة بعد ذلك عن دعم الكنيسة القوي لمشاريع بناء السلام في الجماعات التي تعاني من نزاعات أو في فترات ما بعد النزاعات، وذلك كي تتمكن من الرد على مكافحة وباء كوفيد 19. وواصل مؤكدا أنه بدون الرقابة على السلاح لا يمكن ضمان الأمن، وبدون الأمن يكون الرد على الوباء غير كاف. وأضاف الكاردينال توركسون أن وباء فيروس كورونا والتدهور الاقتصادي والتغيرات المناخية توضح بشكل أكبر الحاجة إلى منح الأولوية للسلام الإيجابي على المفهوم الضيق للأمن القومي. وشدد على الحاجة إلى انتقال الأمم من الأمن القومي بالمفهوم العسكري إلى الأمن البشري كأولوية للسياسة والعلاقات الدولية. ثم ختم عميد الدائرة الفاتيكانية مداخلته مشددا على أن هذا هو بالنسبة للمجتمع الدولي والكنيسة الوقت لتطوير خطط عمل مشترك تتلاءم مع حدة الأزمات المذكورة، إنه وقت بناء عالم يعكس بشكل أفضل المقاربة المتكاملة مع السلام والتنمية البشرية والإيكولوجيا.