الكاردينال تونغ : إن حاضر هونغ كونغ صعب ولكننا نختار السلام
نقلا عن الفاتيكان نيوز
29 سبتمبر 2020
يكتب المدبّر الرسولي في هونغ كونغ رسالة رعوية إلى كاثوليك الجزيرة ويؤكّد أنَّ العقيدة الاجتماعية للكنيسة، لم تؤيد أبدًا الكراهية والعنف كوسيلة لتحقيق العدالة، وبالتالي مهما كان النزاع الذي يجب حله، يجب أن تسود على الدوام المحبة والمغفرة والمصالحة إذا أردنا تحقيق العدل والسلام، لأنّ الغاية لا تبرر الوسيلة.
دعوة إلى الرجاء والشركة مع الكنيسة: هذا، باختصار، جوهر الرسالة الراعوية الصادرة في الحادي والعشرين من أيلول سبتمبر الجاري عن الكاردينال جون تونغ هون، المدبّر الرسولي في هونغ كونغ. ونجد في خلفية كلماته، دولة شهدت، بين عامي ٢٠١۹ و٢٠٢٠، اضطرابات اجتماعية وعاشت في الخطوط الأولى نتائج وباء فيروس الكورونا. في رسالته، التي تحمل عنوان “في شركة مع الكنيسة”، يشجع الكاردينال تونغ الكاثوليك على الثبات في الإيمان في أوقات المحن والصعوبات هذه، مدركين أن الله يحوّل المعاناة والألم إلى بركة. وبشكل خاص يحث الكاردينال تونغ المؤمنين على اتباع عقيدة الكنيسة الاجتماعية من أجل الخير العام للمجتمع، والابتعاد عن مشاعر الكراهية والعداوة، لأن معاملة الآخرين كأعداء ينبغي محاربتهم تتعارض مع الإيمان المسيحي.
هذا ويذكّر المدبّر الرسولي في هونغ كونغ بأهميّة الديموقراطيّة التي تُفهم على أنها عملية مستمرة تتطلب المثابرة، كما كتب البابا فرنسيس في الإرشاد الرسولي “فرح الإنجيل”: “أن نصبح شعباً يتطلب عملية مستمرة، إنه عمل بطيء وشاق يتطلب الرغبة في الاندماج وتعلم القيام بذلك وصولاً إلى تطوير ثقافة اللقاء في انسجام متعدد الأشكال. ويكتب الكاردينال تونغ في المساهمة في بناء مجتمع يسوده السلام والعدالة والأخوة لدينا دور مزدوج نلعبه كـ “أنبياء” و”خدام”؛ علينا أن نميز علامات الأزمنة، وأن نتصرف مثل ملح الأرض ونور العالم وخميرة المجتمع البشري. وبالتالي أن نطبق ما يعلّمه يسوع في التطويبات. إن عقيدة الكنيسة الاجتماعية في الواقع، لم تؤيد أبدًا الكراهية والعنف كوسيلة للحصول على العدالة والمسيح المصلوب هو مثال لجميع المسيحيين، وبالتالي مهما كان النزاع الذي يجب حله، يجب أن تسود على الدوام المحبة والمغفرة والمصالحة إذا أردنا تحقيق العدل والسلام، لأنّ الغاية لا تبرر الوسيلة.
أما الكهنة، فيحثهم الكاردينال تونغ على تنوير المؤمنين بالتعليم الاجتماعي للكنيسة لكي يكوِّنوا ضميرًا خاصًا بهم، ويشجِّعوهم على المشاركة الفاعلة في حياة الكنيسة والمجتمع، بحسب ما أقره المجمع الفاتيكاني الثاني. وفي الوقت عينه، يُدعى الكاثوليك إلى البقاء في شركة مع رعاتهم، وبالتالي للحفاظ على الوحدة الكنسية. وإذ يتوجّه إلى الذين يتطلعون إلى المستقبل من منظار مظلم لأنهم أسسوا وجهة نظرهم على الشكوك السياسية وتأثير وباء فيروس الكورونا على الاقتصاد ووسائل العيش والاستمرار الوطني، يدعو الكاردينال تونغ الجميع لكي يضعوا رجاءهم في المسيح، رب التاريخ البشري، لأن هذا الرجاء لا يتزعزع. كذلك تمنّى هذا الرجاء عينه لجميع الكاثوليك الذين رأوا إيمانهم “يتأرجح” بسبب الوضع الحالي في البلاد: ويطلب لهم الكاردينال تونغ جميعًا المساعدة والدعم، لكي يتمكنوا من إعادة إيقاد شعلة الإيمان بالله.
من ناحية أخرى، يختتم المدبر الرسولي في هونغ كونغ بالقول يمكن للوقت الحاضر، مهما بدا مُرهِقًا ومُتعبًا، أن يظهر كبرَكَة لنا لأنه بإمكانه أن يجعلنا أكثر وعيًا وإدراكًا لواقع أن الله هو مفتاح مصيرنا البشري، وبأننا نحتاج إلى تضامن أكبر بين أفراد العائلة البشرية وأنّه من المهم أن نحافظ على وحدة الكنيسة، حتى في التنوع. وخلص الكاردينال تونغ إلى القول إنَّ الاضطرابات الاجتماعية لعام ٢٠١۹ ووباء عام ٢٠٢٠ كان لهما تأثير كبير على هونغ كونغ، وبالتالي يمكننا أن نتوقع تحديات جديدة لرسالتنا التبشيرية، وعلينا أن نواجهها بعقل واحد وقلب واحد.