الكاردينال جواو براز دي أفيتز : المكرّسون هم صانعو أخوّة حقيقيين
نقلا عن الفاتيكان نيوز
2 فبراير 2021
كتب : فتحي ميلاد – المكتب الأعلامي الكاثوليكي بمصر .
الثاني من شباط فبراير اليوم الخامس والعشرين للحياة المكرّسة، مناسبة للتأمّل حول هذه الدعوة المميّزة في الكنيسة والعالم وفرصة للمكرّسين لكي يجددوا الأمانة لدعوة متطلِّبة.
يُحتفل هذا العام باليوم العالمي الخامس والعشرين للحياة المكرسة. مسيرة طويلة، واجهت في العديد من المرات تحديات جديدة ويقودها الكاردينال Joao Braz de Aviz منذ عشر سنين. وفي مقابلة مع موقع فاتيكان نيوز حدثنا الكاردينال Joao Braz de Aviz عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية عن التزامه وعن معنى يوم الحياة المكرسة الذي يُحتفل به في الثاني من شهر شباط.
قال عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية بالنسبة لي كانت نعمة خاصة أن أكون قريبا خلال هذه السنوات من الأب الأقدس، أولاً مع البابا بندكتس السادس عشر وبعدها مباشرة مع البابا فرنسيس في واقع الكنيسة هذا، والذي هو الحياة المكرسة، واقع كبير ومهمٌّ جدًّا لأنه المسيرة التي حددها يسوع في الانجيل. هي أيضا واقع في مراجعة شاملة في هذه اللحظة، لكونه داخل روح إصلاح الكنيسة الذي يقترحه البابا فرنسيس في الارشاد الرسولي “فرح الانجيل” وفي العديد من الوثائق الأخرى التي وضعناها، في عمل دائرتنا الفاتيكانية، لنتمكن من المضيِّ بها قدماً. أعتقد أن هذه السنوات الخمس والعشرين من الاحتفال بيوم الحياة المكرسة، قد ساهمت لكي نفهم اننا دائما قريبين من فكر الأب الأقدس وتوجيهاته، وفي الوقت عينه نحن نعلم أنه يعرف، لأنه هو مكرّس أيضًا، كم هو مهم هذا القطاع في الكنيسة.
وفي الإجابة على سؤال حول هدف الرسالة التي وجّهها الكاردينال Joao Braz de Aviz والمطران Carballo بمناسبة هذا اليوم قال عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية لقد شعرنا مثلكم جميعا في العائلات بثقل هذه اللحظة أي بمعنى آخر، بأن أسلوب حياتنا السابق قد تغير: والآن من غير المجدي أن نجهد انفسنا وننهمك، لأننا لن نتمكن من أن نكون مع بعضنا البعض لأنه علينا أن نأخذ بعين الاعتبار وجود الفيروس… وبالتالي فقد تم انشاء وقفة جديدة أيضا للحياة المكرسة ونحن أردنا أن تكون هذه الرسالة كعلامة صغيرة بأننا نشكل جسدٍا واحدًا، بالرغم من أننا نعيش نوعًا ما في عزلة. ولذلك يمكننا على الأقلِّ أن نقول إنَّنا من خلال هذه الرسالة، بالإضافة إلى وسائل التواصل وبرامج البث المباشر أيضًا التي قمنا بها سنستمر بالتحلّي بهذا اليقين بأنَّ الله يسير معنا وأننا نسعى لاتباعه. وأننا لم نفقد الرجاء في حياة، نستطيع أن نعيشها بعمق. وأننا قريبين من بعضنا البعض. هذا ما بدا لنا من المهم أن ننقله للمكرسين لأنه أسلوب لتجديد هذا الرجاء الذي نحمله والذي يقوم على أساس قوّة الايمان الذي في داخلنا.
وفي جوابه على سؤال حول الرسالة التي يحملها الارشاد الرسولي Fratelli tutti للحياة المكرسة الكاردينال Joao Braz de Aviz أعتقد أن المسألة هي على الدوام، في وضعها حيّز التنفيذ، لأن يسوع قد علم العديد من الأشياء للفرِّيسيين أيضا ولمعملي الشريعة، ولكن المشكلة كانت انه قد أُجبر على القول: “اسمعوا أقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم”. أي أننا نريد أن يوضع كل شيء حيز التنفيذ حقًا، وإذ حدث هذا الأمر فستنمو في الكنيسة الصورة الحقيقية لعائلة الله ولشعب الله، حيث تكون الأخوَّة حقيقيَّة. ولكننا نعلم أنَّ الأمر ليس هكذا بالفعل للعديد من الوقائع، على سبيل المثال اقتصاد معاش معًا بشكل أكبر، وليس فقط في مجموعتنا الشخصية؛ روحانية لا تكون فقط حميمية أو فردية علمًا أنها مهمّة وإنما لا يمكنها أن تكون محدودة بهذا فقط بل هي تتطلع إلى انفتاح تجاه الإخوة والأخوات. على الرسالة العامة Fratelli tutti أن تساعدنا على المضي قدما بهذا الروح وكذلك فيما يتعلق بالخدمة الكهنوتية وفيما يتعلّق أيضًا بمفهوم الكمال الذي نأخذه من الانجيل، والذي يجب أن يُفهم جيدًا في إطار مسيرة الحياة المكرسة. وبالتالي لا يمكننا أن نفهم الحياة المكرّسة كحياة كمال لأن الدعوات الأخرى هي أقلَّ منها كمالاً، لا لأن جميع الدعوات مهمّة وجميعها أشكال مختلفة في اتباع يسوع. وختم الكاردينال Joao Braz de Aviz عميد مجمع معاهد الحياة المكرسة وجمعيات الحياة الرسولية حديثه لموقع فاتيكان نيوز بالقول على هذا كلِّه ان يعيد ضبط حياة الكنيسة، وهذا أيضًا ما يقوله البابا فرنسيس فيما يتعلّق بخدمته وخدمة الأساقفة والهيكليات التي نديرها لكي تكون العلاقة فيما بينها مجمعية فنبلغ هكذا إلى حياة أجمل وأكثر بساطة؛ ويبدو لي أن هذا ما أردنا من خلال الرسالة العامة Fratelli tutti أن نساعد في نقله وتعزيزه الآن في الحياة المكرّسة.