الكاردينال غيكسوت يقول إن الحوار بين الأديان بات ضرورة ملحة
9 أكتوبر 2019
استضافت بازيليك الصليب المقدس في فلورنسا مبادرة بعنوان “يوم الأخوّة” بحضور الكاردينال Miguel Angel Ayuso Guixot رئيس المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان والأمير الحسن بن طلال، رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية في الأردن.
للمناسبة نشرت صحيفة أوسيرفاتوريه رومانو الفاتيكانية مقالا يوم أمس الثلاثاء سلطت فيه الضوء على هذه المبادرة التي تندرج في إطار وثيقة الأخوة الإنسانية من أجل السلام العالمي والعيش المشترك التي وقّع عليها البابا فرنسيس وإمام الأزهر في أبو ظبي في شباط فبراير الماضي. أوضحت الصحيفة أن المبادرة نُظمت لمناسبة الذكرى المئوية الثامنة للقاء التاريخي بين القديس فرنسيس الأسيزي والسلطان ملك الكامل، وتحدث نيافته – في أول مناسبة عامة يشارك فيها بعد تعيينه كاردينالا في الخامس من الجاري – تحدث عن وجود آفاق جديدة للسلام والأخوة الحقيقية بين المسيحيين والمسلمين.
نُظم “يوم الأخوة” حول موضوع من دمياطة إلى أبو ظبي ومن بين المشاركين في اللقاء الكاردينال جوزيبيه بيتوري، رئيس أساقفة فلورنسا، وحارس الدير المقدس في أسيزي ماورو غامبيتي. ولم يقع الاختيار على مدينة فلورنسا من باب الصدفة، إذ تم التوقيع في العام 2015 على تفاهم بين مسؤولين عن الديانات التوحيدية الثلاث والبلدية يمهد الطريق أمام تأسيس مدرسة عليا للتربية على الحوار ما بين الديانات والثقافات.
وشدد الكاردينال Guixot على ضرورة أن نشعر بالامتنان حيال القديس فرنسيس الذي كانت لديه شجاعة لقاء السلطان، وحيال هذا الأخير على ما أبداه من انفتاح وحسن ضيافة. واعتبر نيافته أن هذا الأمر ينبغي أن يشكل مصدر إلهام للعلاقات بين أتباع مختلف الديانات، المدعوين اليوم إلى تعزيز حوار يرتكز إلى الحقيقة وقوامه التقدير والاحترام في إطار التفاهم المتبادل.
ولفت أيضا إلى أن الحوار مع المسيحيين من مختلف المذاهب ومع مؤمني الديانات الأخرى، والأشخاص غير المؤمنين ليس استراتيجية أو خطة مخفية، وأكد أن الحوار يحتاج إلى هوية صلبة لأنه من دونها لا يجدي الحوار نفعاً، بل يمكن أن يكون ضاراً. كما أن الحوار ينبغي أن يتضمن تقديماً واضحا للقناعات الدينية الخاصة، وبهذه الطريقة تظهر بوضوح أكبر النقاط المشتركة بين الأديان.
من هذا المنطلق، اعتبر رئيس المجلس البابوي للحوار ما بين الأديان أنه من الأهمية بمكان أن تُتبع ثقافة الحوار كدرب للتعاون، ووسيلة للتعارف المتبادل وكمعيار مشترك. وذكّر نيافته بأنه لا يمكن أن نضحّي بالهوية الخاصة على حساب الصداقة، بل ينبغي أن يسيرا معاً، وهذا ما يؤكده البابا فرنسيس في تعاليمه لأنه من خلالها يتضح الروح الذي قاده إلى نسج علاقات من الصداقة مع إمام الأزهر الشيخ أحمد الطيب. وقد أفضى هذا الأمر إلى التوقيع على وثيقة الأخوة الإنسانية في الرابع من شباط فبراير الماضي في الإمارات العربية المتحدة. هذا ثم أشار نيافته إلى أن البابا فرنسيس ما فتئ يذكّر بأن الانقسامات في العالم، الدينية وغير الدينية، تتطلب الحوار، لأنه أداة لا مفرّ منها من أجل السير قدماً في درب التعايش بين الأشخاص والشعوب.
في ختام مداخلته اعتبر الكاردينال Guixot أن الحوار ما بين الأديان ليس من الكماليات، بل على العكس، إنه حاجة أساسية وملحة بغية تحقيق الخير العام. وبالتالي ينبغي أن يصبح واقعاً اعتياديا يُعاش يومياً ضمن العلاقات بين الأشخاص المنتمين إلى ديانات مختلفة. وذكّر في الختام بأن البابا طالما ندد بمحاولات اعتبار الإسلام مساوياً للعنف، مؤكدا أن الدين والإرهاب لا يلتقيان.
نقلا عن الفاتيكان نيوز