stay connected

- Advertisement -
الكنيسة الكاثوليكية بمصر

construct design

Travel

روحية ورعويةموضوعات

الكلمة صار جسدًا – الأب وليم سيدهم

365views

يبدأ إنجيل يوحنا بهذه الكلمات: “فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللهَ.” (يوحنا 1: 1) ويكمل بعدها: “وَالْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا، وَرَأَيْنَا مَجْدَهُ، مَجْدًا كَمَا لِوَحِيدٍ مِنَ الآبِ، مَمْلُوءًا نِعْمَةً وَحَقًّا.” (يوحنا 1: 14) في يوم عيد الميلاد الذي يطل علينا كل عام ما بين 25 ديسمبر و7 يناير، تتعدد الأفراح، والسبب هو الفرق بين التقويم الجولياني والتقويم الغريغوري واختلافهم في حركة الشمس والقمر في السماء منذ آلاف السنين.

وليكن، 25 ديسمبر أو 7 يناير فهما أعياد تحتفل بعيد الشمس، عيد النور، قديمًا كان الأصل هو الإحتفال بعيد النور، إن يسوع يقول عن نفسه في انجيل يوحنا “أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ” (يو 8: 12). نعم، لقد ظل البشر آلاف السنين منذ معصية آدم وحواء في ظلام العصيان للخالق إلى أن أشرق النور علينا فصرنا نبصر مجد الله ونحتفل بخلاص يسوع المسيح الذي جلبه لنا من خلال مسيرة حب مجاني، محرر من كل قيود الطقوس المائتة التي أصبحت فارغة من كل معنى على يد معاصريه من الفريسيين والكتبة ورجال الدين.

إن الإحتفال بتجسد الكلمة، كلمة الله هو الإحتفال بينابيع الحياة تتفتح أمامنا لتروي عطشنا إلى الحب والحرية والسعادة، ولأن الإنسان في مقدوره أن ينحط إلى درجة كائن تافه غير ذي جدوى فقد عبد الأصنام والنجوم والعجول ورفض الله الحي الذي أنقذه من عبودية الفرعون في مصر، لقد ظل شعب الله المختار اربعين يومًا في البرية، يتمردون على الله وعلى موسى وهارون، ولم يتحملوا مشقات السير في الصحراء حتى يصلوا إلى أرض الميعاد التي وعدهم بها الله.

الانسان يمكنه أن يكون كسولًا جدًا، وما أشبه اليوم بالبارحة، فنحن نعيش في عالم استوطنت فيه آفة القتل، قتل الخ لأخيه والأم لإبنها والأب لبناته. دائمًا هناك ضجة للقاتل لا بل ومنطق ، لقد استطاع الإنسان المُعاصر أن يستخدم عقله لكي يوقر العالم ألف مرة، وإذا بحثت عن الأسباب ستجدها أسباب تمليها الغرائز وليس العقل، السيطرة على الموارد الأولية من أراضٍ شاسعة وخيرات ممتدة، الطمع والسلطة والتسلط على الآخرين بأي ثمن، وما رؤساء الدول والممالك إلا نسخة من هيرودس الذي قتل أطفال بيت لحم ليقتل يسوع.

غابت الكلمة الحية من عالمنا، ومن يتشرفون بحملها أصبحوا قلائل وصوتهم خافت، وشهاداتهم لله الحي مجروحة، لأنهم فقدوا مصداقيتهم أمام شعوبهم من كل الأديان، للأسف فالمسيحيون الذين يفتخرون بإنتمائهم للمسيح فارقهم المسيح منذ فترة طويلة، وجف كلام المسيح في حلقهم وإن كانت حناجيرهم أحيانًا قوية فإن أفعالهم تكذبهم.

اليوم نحتفل للمرة الالفين وشوية بمجيء يسوع الكلمة إلى عالمنا، وجاء بالخلاص يدعو للمحبة، للغفران، للسلام، للعدالة، فلم يبقى من كل ذلك إلا التماثيل الممسوخة للمخلص أما كلامه فقد فُقد في غياهب الضمائر الميتة، ووسط تسليع الانسان والحيوان والمادة، لم يبقى هناك اشخاص. تحولوا الى تماثيل مثل التي نراها في متاحف الشمع في العالم.

وفي كل الأحوال، فإن ميلاد المسيح اليوم يذكرنا بأن الرجاء مازال موجودًا، وأن الله يمد يده إلينا بكل قوة، ينتظر منا اختيارًا حر له ويدعونا الطفل يسوع اليوم .. اليوم وليس غدًا فعلينا أن لا نقسي قلوبنا بل نفتحها إستقبالًا للحي الذي لا يموت والذي عنده يوم واحد كألف سنة، لنفرح ونبتهج لأنه اليوم يصنع خلاصنا.