الكورونا المستجدة والتكنولوجيا وعلم الوجود – الأب وليم سيدهم
يتسائل المرء عن تفسير لعجز هيئات العلماء في أمريكا واليابان وفرنسا والمانيا وكندا واستراليا وروسيا عن اكتشاف مصل يُخلص العالم من التهديد بالموت بسبب وباء الكورونا؟
حتى ظهور وباء الكورونا كان الرأى العام الشائع أن دول الغرب من قادة العالم يستطيعون أن يدافعوا عن أي تهديد لصحة الإنسان من خلال مختبراتهم المتقدمة وعلماؤهم الأفذاذ والذين تضفي جائزة نوبل المعروفة عالميًا عليهم المشروعية والثقة على مستوى العالم بأكمله.
لقد سيطر العلماء قبل ذلك على انفلونزا الطيور وانفلونزا الخنازير وغيرهما، إلا أن هذه المرة ومنذ ظهور المرض في الصين في يناير 2020 حتى نهاية مارس 2020 أو ثلاثة شهور بالكامل فإننا مازلنا نسمع في النشرات الأخبارية أعداد الذين يسقطون فريسة لهذا الفيروس لم تتوقف، في ايطاليا واسبانيا وفرنسا وامريكا. وعلى غير العادة فإن دول العالم الثالث شرقًا وغربًا، رغم التهديد الذي جلبه المرض فإن أعداد المرضى وضحايا كورونا لا تذكر بالنسبة لشعوب العالم الغني.
هذا الإكتشاف لقصور مُختبرات حكومة العالم المتمركزة في سبع دول: أمريكا – فرنسا – المانيا – ايطاليا – اسبانيا – انجلترا – اليابان ، فاضح وكاشف في الآن نفسه، فاضح لأنه كشف عورة هذه الحكومة العالمية المتمثلة في إدعائها بأنها آمنة ومستقرة وقادرة على فرض سيطرتها على مليارات البشر.
وكاشف لأنه يجعلنا نطرح السؤال عن لماذا هذا القصور؟ في الواقع لأول مرة يكتشف العالم الغربي خواءه الروحي وغياب رؤيته للعالم وللكون وللإنسان.
وعلى مستوى الانسان، وحتى وباء كورونا كان الغربيون يظنون أنهم ردوا على كل تساؤلات الإنسان في مطلقه؟ من أين أتى وإلى اين سيذهب وملخص هذه الرؤية قصيرة النظر هي:
- أن الانسان مثله مثل الطبيعة فهو جزء منها وأتى من “الانفجار العظيم” الذي جاء صدفة وبالتالي فهو لا يمتلك مصيره سواء منذ ولادته أو بعد مماته؟
- أما الى اين يذهب الانسان بعد موته؟ فالرد هو اللاشيء، سيصبح الانسان رمادًا ويتحول من جديد الى الدورة الكونية حيث كل شيء يُعاد انتاجه بحكم قوانين الطبيعة ذاتها. إذن لا مستقبل للانسان وبالتالي ليس هناك شيء يمكن فعله للمستقبل.
- لا يوجد إله يحكم الكون او يحكم الانسان إنما توجد ظاهرة الانسان من ناحية وظاهرة المواد الطبيعية من جانب آخر، فلا إله ولا ملاك ولا شيء يهتم بالكون والانسان.
- هذه الرؤية الظاهرة هي الآن محل حوار ونقاش بين المؤمنين لها. وقصور السيطرة للعقل البشري برهانا لفشل هذه التكنولوجيا.