اللسان كالدفة – الأب وليم سيدهم
اللسان كالدفة
”فَاللِّسَانُ نَارٌ! عَالَمُ الإِثْمِ. هكَذَا جُعِلَ فِي أَعْضَائِنَا اللِّسَانُ، الَّذِي يُدَنِّسُ الْجِسْمَ كُلَّهُ، وَيُضْرِمُ دَائِرَةَ الْكَوْنِ، وَيُضْرَمُ مِنْ جَهَنَّمَ.” (يعقوب 3 :6) وهو بين اعضاء الجسد عالم من الشرور، ينجي الجسد بكامله ويحرق مجرى الطبيعة، ويمكن للإنسان أن يسيطر على الوحوش والطيور والزحافات والأسماك، وأما اللسان فلا يمكن لإنسان أن يسيطر عليه. فهو شر لا ضابط له ممتلىء بالسم المميت به نبارك ربنا وأبانا وبه نلعن الناس المخلوقين على صورة الله. “وَأَمَّا اللِّسَانُ، فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَنْ يُذَلِّلَهُ. هُوَ شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا. بِهِ نُبَارِكُ اللهَ الآبَ، وَبِهِ نَلْعَنُ النَّاسَ الَّذِينَ قَدْ تَكَوَّنُوا عَلَى شِبْهِ اللهِ. مِنَ الْفَمِ الْوَاحِدِ تَخْرُجُ بَرَكَةٌ وَلَعْنَةٌ! لاَ يَصْلُحُ يَا إِخْوَتِي أَنْ تَكُونَ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا!” (يعقوب 1 : 8 -10)
يكرس القديس يعقوب نصًا وافيًا يظهر منه خطورة اللسان وما يترتب عليه من نتائج رهيبة إذا لم يحكم استخدامه، إذا كان الله يخلق الكون بكلمة “كن” فيكون فإن الإنسان يستطيع أن يدمر الكون بكلمة. ولكن ثقة الله في الإنسان تتجاوز مخاطر اللسان “وَلكِنْ لَنَا هذَا الْكَنْزُ فِي أَوَانٍ خَزَفِيَّةٍ” (2 كو 4: 7) والآنية هشة يمكن أن تتحطم في أى لحظة بسبب زلة لسان ولكن الله يراهن على حكمة الإنسان.
في سفر أيوب يقص علينا كيف تحد الله الشيطان في أن يجعل أيوب يلعن الله. ونشهد طوال قصة أيوب المعاناة التي يحتملها أيوب وكيف تدفعه إمرأته وأصدقاؤه على لعنة الله ولكن أبدًا.
ويحذرنا الكتاب المقدس على أي كلمة ننطقها فنحاسب عليها. كما يعتبر اللسان الأداة الفريدة لتواصل الناس بعضهم ببعض.
نتأمل كيف أصبحت السوشيال ميديا وسيطًا سريعًا لملايين البشر كي يعبروا عن أنفسهم، في الوقت نفسه انتشرت الرسائل المكذوبة والكلمات المسمومة لكي تروج لأهداف مشبوهة وقضايا ملفقة مع أو ضد شخص ما أو نظام سياسي وغيرهما.3
لقد تحول منطوق اللسان إلى الكتابة على وسائط الميديا مما يدعونا إلى الحذر في إرسال أو تلقي رسائل أبعد ما يكون عن الحقيقة.علينا أن نتمسك بالكلمة المتجسدة، يسوع المسيح الذي ينير خفايا القلوب ويعصمنا من الوقوع في فخ شياطين العصر.